اليوم .. لا يستطيع مسجل عدادات العمارة هذه أو تلك، القيام بعمله لسبب بسيط جداً، هو أن أحد الساكنين وضع قفلاً كبيراً على الصندوق الحافظ للساعات، بعد أن تم كسر القفل التابع للكهرباء .. ويمر المسجل ليسجل (صفراً) في الفاتورة .. وتسأل لماذا؟ يقولون لك: أقنع الذي قفل الصندوق بفتحه .. يا الله .. أهذه مسؤولية، ونحن ندفع مئات الآلاف لقاء ما نستهلكه، وربما لقاء ما تم اختلاسه من المخربين والشحاتين .. وعلى إدارة الكهرباء أن تبدأ مهامها بحماية الشرطة وإلا فإن المدينة سوف تصل إلى انهيار كلي ولن ينفع الندم.
الشباب .. الذين نسميهم جوازاً أغلبهم هم سبب المشكلة .. يتحدثون عن التغيير وعن استعادة دولة، بعضهم وليس كلهم، يمارسون الاختلاس والسرقة والنصب أحياناً، فلمصلحة من يتم ذلك .. ولو رأينا كيف تم الهجوم على مراكز الامتحانات للغش بالقوة، لهالنا ما يجري .. أهكذا يتم النجاح يا شباب ونحن نأمل فيكم الخير المستقبلي، لكن المصيبة تكبر عندما يشارك في ذلك الكبار.
بصراحة أهل الكهرباء مثل الساكت الذي يقولون عنه (شيطان أخرس) .. والمعذرة .. فلقد مللنا التبريرات غير المقبولة .. وعليكم يا مسئولي الكهرباء استخدام كل الوسائل الممكنة، ما عدا السلاح، لكي تعيدوا الهيبة وصون الحق الذي صرنا نفتقد إليه لأسباب غير معروفة!
نحن لا نطلب الحماية بمزيد من القتل والسجن وغيره، بل بالعقل والمنطق، وبمسؤولية تعيد للناس ثقتهم، وعلى الآباء والأمهات أن لا يتركوا أبناءهم يقودون المدينة إلى المجهول، فالكهرباء والماء والطرقات لكل الناس، وأي تخريب يكون الجميع مسئولاً عنه، فلم لا نتدخل ونصلح الأمور .. بدل أن نرى شباباً وآباء كباراً يمنعون الناس عن دفع قيمة الفواتير .. ويقول بعضهم: (تدفع لمن .. راجع نفسك) حتى تبدأ تشك في قواك العقلية وتصرفاتك .. أهذه هي المدنية؟ أهذه هي عدن التي نجازيها، بسبب أن النظام الحاكم كان قد ظلمها وحقرها .. فنقوم نحن نزيدها طينة، كما يقولون!! ونكفر بالجديد الذي لم نجربه بعد بما يكفي؟!
ارجعوا لتاريخ عدن والكهرباء فيها من عام 1962م وراجعوا كيف كانت الأمور وكيف كان الناس يتحلون بسلوك قويم، يفترض أن نتوارثه، بل يجب علينا ذلك لأن عدن ليست أي مدينة في اليمن أو العالم .. فهل فهمتم، أيها الناس؟!
الله يحفظ عدن من كل مكروه .. وأن يجنبها شرور المنافقين والأفاكين.
والوعد في (19) يوليو .. فهل هو وعد بجد لكي تستقر الكهرباء ؟.. نأمل!