المهم في الأمر هو أن تنظيم القاعدة الإرهابي كان وراء هذا الفعل الكبير والشنيع، وقد أعلن مسؤوليته عن ذلك مبرراً ذلك بالانتقام من الأمن المركزي والثأر لقتلى انصار الشريعة، وأن هذه بداية لاعمال إرهابية أوسع وأكبر في قادم الأيام.
- لقد تمكن الإرهابيون من الوصول إلى جنودنا المتدربين للعرض العسكري بمناسبة اليوم الوطني، وقتلوهم بالجملة .. صار لدينا نحو 300 شهيد وجريح في لمح البصر .. وأين؟ في العاصمة .. بل في أشرف مكان وهو ميدان السبعين يوماً .. ومتى؟ في 21 مايو وغداة اليوم الوطني .. وبعد هذا كله يتوعدنا الإرهابيون بما هو أفظع وأشنع .. وينبغي أن نكف عن ترديد هذه العبارة المخادعة التي نسمعها: (إن الارهابيين حاولوا إفساد فرحتنا بالعيد الوطني) .. هل يجوز ان نختصر الهجوم الإرهابي المروع وغير المسبوق بعبارة (إفساد فرحتنا..)؟ إن الأمر ليس كذلك، أنه إهلاكنا واهانتنا.. وهم لا ينتظرون مجيء لحظاتنا السارة لكي يفسدوا أفراحنا.. يجب أن نعترف أن يوم الاثنين الماضي هو يوم عار بالنسبة لليمنيين .. يوم 21 مايو اليمني هو مثل يوم 11 سبتمبر الأمريكي، ويتعين أن تتبع هذا اليوم أيام حمراء لا تنتهي إلا بانتهاء الإرهاب.
- إذا كانت الحرب على الإرهاب لم تبدأ بعد كما قال رئيس الجمهورية فلتبدأ الآن، وهاهم الإرهابيون قد دعوا الدولة إلى هذه البداية .. قتلوا جنودها واهانوا كرامتها، ويتعين عليها أن تبدأ حرباً حقيقية وشاملة على الإرهاب .. وهي ليست عاجزة ولا ينقصها الأعوان، فالاحزاب إلى جانبها والشعب إلى جانبها، والعالم إلى جانبها، ولم يكن العالم من قبل قد تضامن مع اليمن مثل تضامنه في هذه اللحظات.
ونحن نتحدث هنا عن حرب شاملة على الإرهاب .. حرب لقمع الإرهاب بالعنف، وحرب إعلامية وثقافية وتربوية وفكرية واقتصادية تستهدف بنى الإرهاب وتجفف منابعه وتقضي على محفزاته واصوله وفصوله .. ولم لا تقوم الدولة بذلك كله بدون تردد بعد ان تبين لها أن تكاليف الإرهاب كثيرة، وباهظة، ولا أمل في أمن واستقرار وتنمية مادام الإرهاب قائماً.. جنود ومواطنون يقتلون بالجملة والتفاريق.. مؤسسات تدمر.. السياحة قضي عليها وكذلك الاستثمار والكهرباء والنفط والغاز، والأجانب عرضة للقتل .. إن تكاليف الإرهاب كبيرة، واي تكلفة يمكن دفعها في سبيل القضاء على الإرهاب لن تكون أكبر من التكلفة التي تدفعها البلاد بسبب الإرهاب.