ولأن الذين يقفون ضد حادثة الاختطاف هم من خولان ويحاولون التوسط لدى رئيس حزب (الإصلاح) لإطلاق سراحه، يتهرب الرجل من هذا الضغط القبلي عن طريق الإدعاء أن الأمر لم يعد بيده بل بيد اللواء علي محسن وقيادة حزب(الإصلاح) في العاصمة.. وهذا كله يؤكد أن عملية الاختطاف دبرت بقصد وعناية لتحقيق أهداف سياسية، وفي مقدمتها ابتزاز رئيس الجمهورية من قبل الأطراف التي تورطت في عملية الاختطاف هذه. حيث تعمل منذ انتخاب الرئيس على تحقيق مطالب غير مشروعة من بينها الحصول على اعتماد مالي لتجنيد 70 ألف عنصر من جامعة الإيمان والمجاميع المسلحة لأولاد الأحمر ومليشيات الإصلاح وضمهم للفرقة الأولى مدرع..
إن الذين تورطوا في هذا السلوك الإجرامي قد صنعوا أزمة جديدة تضاف إلى الأزمة الأصلية التي تعاني منها البلاد، وخاصة أن مكان تنفيذ جريمة الاختطاف هو خولان والمختطف من سنحان، ولهذا مغزاه بالنظر إلى حساسية العلاقة بين القبيلتين.
ورغم أن عملية الاختطاف نفذت قبل يومين فقط فإن التداعيات التي خلقتها خلال هذا الوقت القصير كثيرة وخطيرة. فهناك اليوم حالة استنفار قبلي متبادل تنذر بفتنة حقيقية.. هناك اختطافات متبادلة وطرق تقطع ومدارس تغلق بينما الطلاب والطالبات في الاختبار النهائي، وما سيأتي سيكون أسوأ إذا استمرت عملية اختطاف العوبلي.
وفي اعتقادي أنه سواء اطلق سراح العوبلي اليوم أو غدا، فإن قضية الاختطاف لاينبغي النظر اليها بوصفها تتعلق بشخصه، بل ينبغي النظر اليها كونها تستهدف صناعة أزمة.. وتكشف عن توجه لعرقلة جهود رئيس الجمهورية وضرب التسوية السياسية. وليس هذا من قبيل التضخيم، بل لأن الاطراف التي تورطت في هذه العملية هي نفسها التي تمثل جبهة الممانعة ضد المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وتعمل على تقويض الوفاق الوطني.