وهذا نوع من التقدم باتجاه مسايرة الاتجاه العام الذي ساد المشهد مؤخرا بعد أن كانت تشير إليهم بعبارات مثل: ما يسمى.. وما يعتقد.. ومسلحين مفترضين.. وقاعدة صالح.
وقد أملت هذا التحول ضرورة عدم التنافر مع ما تقوم به الدولة ومواطنيها في مكافحة الإرهاب، ولكنه ليس تحولا كاملا، فمع ذلك من السهل ملاحظة مدى المرارة التي تطفح بها الأخبار التي يسوقونها في مجال التغطية الإخبارية للنوازل التي تحيق بالإرهابيين، ما يغنيك عن رؤية الحسرة في وجوههم جراء ما يحصل للإرهابيين.
تجد في هذه الصحف والمواقع محاولات بائسة لتحسين صورة الإرهابيين وبطرق مفضوحة. ينشرون في صحفهم ومواقعهم أخبارا يقولون فيها إن تحقيقات «يتخيلون حدوثها وهي في الواقع لم تحدث» أكدت أن تنظيم القاعدة لم يكن منفذ الهجوم الذي أدى إلى استشهاد اللواء سالم قطن! وأن المسؤول عن الهجوم « جماعة مسلحة» وفي هذه الحالة ستكون الجماعة المسلحة التي اغتالت قطن تتبع الحراك الجنوبي. إن هذا يريك مدى خصومتهم للحراك لدرجة تبرئة تنظيم القاعدة الإرهابي من جريمة بادر التنظيم لإعلان مسؤوليته عنها، وأثبتت التحقيقات أن القيادي في القاعدة سامي ديان مدبرها الرئيسي.
وعندما ينهزم الإرهابيون ويخرجون من أبين تحت ضربات قوات الحرس الجمهوري وألوية أخرى من الجيش والأمن المركزي واللجان الشعبية- التي يشارك فيها الحراك الجنوبي- يكتبون في صحفهم ومواقعهم عن «الاختفاء السريع» لأنصار الشريعة بوصفه سلوكاً طوعياً قام به الإرهابيون رحمة منهم بالمواطنين وحرصا منهم على سلامة المسلمين من «بطش قوات النظام». وبينما كان محافظ شبوة بالأمس على رأس القوات الحكومية والشعبية يسقطون « إمارة عزان» ويصلون الإرهابيين نارا، كانت هذه الصحف والمواقع تتحدث عن عدم «تعاون» السلطة المحلية في شبوة، وتأخرها في تسلم عزان من جماعة أنصار الشريعة .. يعني أن الجماعة ما أقامت إمارتها هناك إلا لكي تسلمها للسلطة المحلية على عجل !!
وأرسلت بعض هذه الصحف والمواقع صحفيين إلى جعار ومدن في أبين وإلى عزان في جولة لتحسين صورة الإرهابيين بريش المكياج الذكية، فدبجوا لها من هناك تقارير وريبورتاجات عن جماعة أنصار الشريعة التي حققت الأمن وأقامت العدل وأعتقت الجنود «ومنت عليهم من أموال المسلمين»، وكيف حول تنظيم القاعدة عزان من بلدة مهملة رثة وخاملة إلى مدينة نظيفة بهية المحيا تعج بالنشاط الاقتصادي.