وباسم علماء اليمن قدم رئيس هذه الهيئة بيانا إلى رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي يوم الثلاثاء الماضي ضمنوه مطالب قالوا إنها ((ملحة)).. وبقدر كبير من التعالي طالبوا رئيس الجمهورية بتحويلها إلى برنامج عمل، كما طالبوا بأن يضع جدولا زمنيا لتطبيق هذا البرنامج ، وابلغوا الرئيس أيضا أنهم شكلوا لجنة لكي تتواصل معه للتأكد من مستوى ما ينجزه من هذا البرنامج.. وقالوا للرئيس إنهم سيقفون إلى جانبه بشرط ((إذا ما تمسكتم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم)) .. لكن كيف سيتأكدون أنه متمسك بكتاب الله وسنة رسوله؟ هذا سهل، وذلك من خلال مستوى التزامه بتنفيذ البرنامج ((الرباني))..
والبرنامج الذي وضعوه وطالبوا الرئيس بتنفيذه تحت رقابتهم يتضمن كما قالوا: بناء الدولة التي يرتضيها الإسلام .. يعني الدولة القائمة التي يترأسها الرئيس هادي اليوم لا يرتضيها الإسلام.. وطالبوه بدولة تكون وظيفتها حراسة الدين وبيضته، وإقامة الحدود، والحكم بالشرع، وتزيل مظاهر الإغراء والفتنة في الإعلام وغيره، وتجعل السيادة لشرع الله (ليس للشعب) ومنع إصدار أي تشريعات على مستوى الدستور أو القوانين أو اللوائح أو عقد أي اتفاقيات تخالف شرع الله أو تنتقص منه، إلا بموافقتهم.. وقالوا إن إخضاع الأحكام الشرعية- أي القوانين في مجلس النواب- للتصويت ((حرام))..
وهنا هم يطلبون من الرئيس جعلهم رقباء وأوصياء على المؤسسة التشريعية بحيث لا يصدر مجلس النواب تشريعا إلا بعد إجازتهم له.. وهم يفضلون عدم وجود مؤسسة تشريعية لأن التشريع بنظرهم لله، والعلماء ((الربانيون)) يقومون بذلك نيابة عن الله ، بحسب تعبيرهم .. فالبديل الذي يرونه شرعيا كما قالوا للرئيس: يجب ((وجوبا)) إيجاد مرجعية شرعية من ((العلماء الربانيين)).. وبالطبع هم العلماء((الربانيون))!! وفيما يتعلق بالحوثيين طالبوا الرئيس بشن الحرب عليهم.. أو بتعبيرهم ((إيقاف)) نزيف الدم في صعدة وحجة وصنعاء وعمران .. أما ما يتعلق بالإرهابيين في أبين وغيرها فطالبوا فقط بـ((معالجة الأوضاع)) ووقف الحرب على الإرهاب وفتح باب التحاور مع الإرهابيين تحت سقف الشريعة الإسلامية.
وزادوا كذباً عند الرئيس أن أبناء أبين يطالبون العلماء بإيقاف الحرب على الإرهابيين بينما أبناء أبين هم طليعتها وبدأوا الحرب على الإرهابيين قبل الدولة.. وفي تعريضهم بالرئيس طالبوه بـ ((رفض أي تدخل أجنبي ينتهك سيادة البلاد)).. وقالوا إن إقامة العلاقات مع الدول يكون على أساس رعاية المصالح المتبادلة المشروعة ((لا على أساس التبعية والقهر والغلبة والتدخل في الشئون الداخلية))، ولاحظ استمرار غمزهم ولمزهم بالرئيس.. كما أوجبوا عليه منع المنظمات الدولية من العمل في اليمن لأنها كما زعموا ((مشبوهة تمارس أنشطة تتعارض مع الإسلام وتتطاول على قيم وأخلاق الشعب اليمني المسلم))..
لقد فشل هؤلاء في تحقيق الخلافة الإسلامية التي بشروا بها من الساحات بداية العام الماضي.. وفشلوا في إقامة دولة اخوانية من خلال ما يسمى بالثورة الشبابية.. وعادوا الآن ليجربوا حرفتهم القديمة مع رئيس الجمهورية !! ..