هيئة علماء اليمن التي يترأسها الزنداني كان اسمها من قبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي أطلقنا عليها عند تأسيسها عام 2008 هيئة الأذية وثار الرأي العام ضدها مادفع الزنداني إلى قلب أسمها فسماها “هيئة علماء اليمن” وهؤلاء جماعة من رجال الدين يكفي أن تعرف أن الزنداني رئيسها،وهو شخص مطلوب دولياً بقرار من مجلس الأمن الدولي بتهمة دعم وتمويل الارهاب، و “الخط يقرأ من عنوانه”.
يا رئيس الجمهورية.. لقد سلم لك الزنداني ما سماه “بيان علماء اليمن”.. أولاً، هؤلاء رجال الدين افتأتوا على غيرهم وهم قلة.. وهذا يريك طبائعهم.. وثانياً، فهم في ذلك البيان قدموا لك برنامجاً شاملاً طلبوا منك أن تنفذه وتتنازل عن برنامجك.. وثالثا، ضمنوا بيانهم إدانة لك من خلال الغمز واللمز حول السيادة الوطنية.. ورابعاً، ليس في بيانهم كلمة “الإرهاب” بينما في البيان نفسه تضامن واضح مع تنظيم القاعدة و”أنصار الشريعة” ،وخامساً، إنهم طلبوا تحويل بيانهم إلى برنامج عمل تنفذه تحت إشرافهم.. فمن هم؟.
* يا رئيس الجمهورية.. إن هؤلاء الذين قدموا أنفسهم لك أنهم “هيئة علماء اليمن” رجال دين أصوليون تكفيريون، وهم من “عرابي” تنظيم القاعدة الإرهابي.. في بيانهم الذي سلموه لك يوم الثلاثاء الماضي طلبوا منك نفس المطالب التي ترهبنابها القاعدة لكي نحققها لهم، أن تكونوا بدلاء عن مؤسسات الدولة أو أوصياء على الأقل.
يا رئيس الجمهورية.. الزنداني وأصحابه وتنظيم القاعدة شيء واحد.. صحيح أن هؤلاء الإرهابيين يرفعون لافتة “ أنصار الشريعة”.. لكن كيف اخترعت هذه اللافتة المخادعة؟ لقد تبين للزنداني وأصحابه ؟أن الحرب على الدولة والشعب تحت راية تنظيم القاعدة الإرهابي ليست في صالحهم من كافة النواحي ولذلك اتفقوا مع تنظيم القاعدة الإرهابي للعمل تحت راية جديدة “أنصار الشريعة”.. وعمل الزنداني وأصحابه على حشد أصحابهم من كل مناطق البلاد ودفعهم باتجاه الجنوب وخاصة أبين بدعوى إقامة حكم الله.. وقد رأينا مافعلوا.
* يا رئيس الجمهورية.. المبدأ الأساسي والصحيح الراسخ منذ فجر الإسلام أن الكهنوتية لاعلاقة لها بالإسلام.. وان سلطة رجال الدين محصورة بالوعظ والدعوى إلى الله بالحسنى، ولا شأن لهم بالسياسة والدولة.. وقبل أن يأتي اليك الزنداني وأصحابه ليحدثوك ويأمروك بوقف الحرب على الإرهاب كان عليهم أن يذهبوا لردع الإرهابيين والمخربين بكلمات نهي عن المنكر على الأقل.. لماذا لم يقولوا كلمة بهذا الشأن؟.
يا رئيس الجمهورية.. لقد أخطأ الذي قبلك عندما اعتقد بهؤلاء حسن النية.. وأخطأ عندما استخدم الأوراق الدينية في اللعبة السياسية.. وأخطأ عندما اتخذ من هؤلاءلجنة مرجعية ومستشارين.. الدولة المدنية.. دولة النظام والقانون لها مرجيعة دستورية ومؤسسات تشريعية وقضائية وتنفيذية يجب أن تعمل وتعزز الثقة بها، وينحى هؤلاء جانباً ،فلا خير فيهم والتاريخ أكبر عبرة وأصدق شاهد يا فخامة الرئيس.