
واشنطن / كاراكاس/ 14 أكتوبر / متابعات:
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الأحد، أنه أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، لكنه لم يذكر تفاصيل عما ناقشه الزعيمان.
وقال ترمب رداً على سؤال عما إذا كان تحدث مع مادورو، "لا أريد التعليق على الأمر. الإجابة هي نعم". وكان يتحدث للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية.
لكن في الوقت نفسه رفض الرئيس الأميركي تفسير تحذيره لفنزويلا على أنه تهديد بضربة جوية وشيكة، قائلاً "لا تستخلصوا أي استنتاجات... لا أرغب في التعليق على إمكانية توجيه ضربة لفنزويلا".
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" كشفت أن ترمب ومادورو ناقشا، أخيراً، عبر الهاتف احتمال عقد اجتماع في الولايات المتحدة.
وقال خورخي رودريغيث رئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية، أمس، إن الجمعية ستشكل لجنة خاصة للتحقيق في الغارات المميتة التي شنتها إدارة ترمب على قوارب يشتبه في أنها تهرب مخدرات قبالة ساحل فنزويلا وفي شرق المحيط الهادئ.
وفي حديث مع التلفزيون الرسمي، ذكر رودريغيث أن التحقيق سينظر في تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الجمعة الماضي، يفيد بأن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أمر بقتل جميع من كانوا على متن أحد القوارب خلال غارة في سبتمبر الماضي. وأكد التقرير أن غارة ثانية نُفذت بعد ذلك لقتل اثنين من الناجين. وقال رودريغيث في مؤتمر صحافي، "سنجري تحقيقاً دقيقاً وعميقاً"، مضيفاً أن مكتب المدعي العام في البلاد سيشارك في التحقيق.
وتشن الولايات المتحدة منذ أشهر حملة من الغارات المميتة على قوارب يشتبه في تهريبها للمخدرات في المنطقة. ونفى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو والحكومة تورطهما في هذه الجرائم، واتهما الولايات المتحدة بالسعي إلى تغيير النظام بدافع الرغبة في السيطرة على احتياطيات فنزويلا الهائلة من النفط.
وقال ترمب، أول من أمس السبت، إنه يجب اعتبار المجال الجوي فوق فنزويلا ومحيطها "مغلقاً بالكامل"، لكنه لم يذكر مزيداً من التفاصيل. فيما وصفت الحكومة الفنزويلية تصريحات ترمب بأنها "تهديد استعماري" لسيادتها.
وعرضت الولايات المتحدة على مادورو "المغادرة إلى روسيا" أو دولة أخرى، وفق ما قال عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ماركواين مولين، أمس الأحد.
وصرح السيناتور عن ولاية أوكلاهوما لشبكة "سي أن أن" "بالمناسبة، منحنا مادورو فرصة للمغادرة. قلنا له إنه يستطيع المغادرة إلى روسيا أو إلى بلد آخر". وأضاف، "لقد قال الشعب الفنزويلي هو أيضاً إنه يريد زعيماً جديداً واستعادة فنزويلا كدولة".
والسبت، تحدث أيضاً عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ليندسي غراهام علانية عن إمكانية تغيير النظام في فنزويلا. وقال في منشور على منصة "إكس"، "منذ أكثر من عقد، سيطر مادورو على دولة مخدرات إرهابية تسمّم أميركا"، واصفاً الرئيس الفنزويلي بأنه "زعيم غير شرعي".
وتابع، "إن التزام الرئيس ترمب الراسخ بإنهاء هذا الجنون في فنزويلا من شأنه أن ينقذ أرواح عدد لا يحصى من الأميركيين ويعطي الشعب الفنزويلي العزيز فرصة جديدة". وأضاف، "سمعت أن تركيا وإيران جميلتان في هذا الوقت من العام...".
من ناحية أخرى، أكدت فنزويلا، أمس، أنها طلبت من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) المساعدة في وقف "عدوان" الولايات المتحدة التي نشرت سفناً حربية في منطقة البحر الكاريبي، وتتحدث عن إمكانية شن غارات جوية على الأراضي الفنزويلية.
ويكثف ترمب ضغوطه على فنزويلا في عهد مادورو عبر نشر قوات بلاده على نطاق واسع في منطقة البحر الكاريبي، لا سيما أكبر حاملة طائرات في العالم، بحجة مكافحة عصابات المخدرات في المكسيك وأميركا الوسطى.
ويتهم ترمب كراكاس بالوقوف وراء تجارة المخدرات التي تلقى رواجاً كبيراً في الولايات المتحدة، ما تنفيه كراكاس، معتبرة أن واشنطن تسعى إلى تغيير النظام في فنزويلا والسيطرة على احتياطات البلاد النفطية.
وكتب مادورو إلى "أوبك" في رسالة تلتها نائبته ووزيرة النفط ديلسي رودريغيز خلال اجتماع وزاري للمنظمة عُقد عبر الإنترنت "آمل أن أتمكن من الاعتماد على جهودكم الحثيثة للمساعدة في وقف هذا العدوان الذي يُحضر له بقوة متزايدة ويهدد بشكل خطر توازن سوق الطاقة الدولية".
