
14 أكتوبر / خاص
اصدرت منظمة إرادة لمناهضة التعذيب والاختفاء القسري، بياناً حول اقتحام ميليشيا الحوثي لمجمع الأمم المتحدة السكني في صنعاء، عبرت من خلاله عن قلقها البالغ مما جرى في المجمع السكني التابع للأمم المتحدة (UNCAF) الواقع في شارع حدة بالعاصمة صنعاء.
واشار البيان الى ان موظفو الأمم المتحدة من الأجانب والمحليين تعرضوا للترهيب والعنف والمعاملة القاسية، حيث أُجبر 15 موظفًا دوليًا على مغادرة مساكنهم ومكاتبهم والبقاء في فناء أحد المباني، فيما يلي نص البيان
نص البيان :
تابعت منظمة إرادة لمناهضة التعذيب والاختفاء القسري بقلق بالغ ما جرى صباح يوم السبت الموافق 18 أكتوبر 2025م من اقتحام مسلح نفذته عناصر من جهاز الأمن القومي التابع لميليشيا الحوثي بقيادة المدعو (ع. ع. ي. الرازحي) وبمشاركة قوة من ما يسمى بـ«مكافحة الإرهاب» بقيادة (المقدم ع. أ. م. ع) لمجمع الأمم المتحدة السكني (UNCAF) الواقع في شارع حدة بالعاصمة صنعاء.
وقد استخدمت القوة المهاجمة ثمانية أطقم عسكرية (سيارات لاندكروزر نوع شاص) وأربع سيارات إضافية، إلى جانب أربع مدرعات تابعة لقوة مكافحة الإرهاب الحوثية، حيث فرضت طوقًا أمنيًا خانقًا على محيط المجمع، ما تسبب في حالة من الذعر بين المواطنين، خاصة الأطفال أثناء ذهابهم إلى المدارس، الذين فرّوا خوفًا من المشهد المسلح الكثيف.
وخلال عملية الاقتحام، اقتحم المسلحون مباني المجمع السكني وانتشروا فيها، وقاموا بإيقاف كاميرات المراقبة وقطع خدمات الاتصالات والإنترنت والكهرباء، في تصرف همجي ينم عن ازدراء صارخ لمكانة الأمم المتحدة وحصانة موظفيها.
وقد تعرض موظفو الأمم المتحدة — من الأجانب والمحليين — للترهيب والعنف والمعاملة القاسية، حيث أُجبر 15 موظفًا دوليًا على مغادرة مساكنهم ومكاتبهم والبقاء في فناء أحد المباني، بينما احتُجز الموظفون المحليون في بدروم إحدى البنايات وتعرضوا للإهانة وسوء المعاملة.
كما نفذت عناصر الميليشيا تفتيشًا شاملًا للمباني ومكاتب الأمم المتحدة داخل المجمع، وقامت بمصادرة أجهزة التسجيل الخاصة بكاميرات المراقبة، والسيرفرات، والأقراص الصلبة، والكمبيوترات، والهواتف المحمولة، والوثائق الشخصية، وحتى الأموال والمقتنيات الخاصة بالموظفين.
وفي وقت لاحق، سُمح للموظفين الأجانب بالتواصل مع عائلاتهم، فيما لا يزال الموظفون اليمنيون محتجزين ويخضعون لتحقيقات قاسية وغير قانونية.
وتشير المنظمة إلى أن هذا الاعتداء يأتي في سياق حملة تصعيدية خطيرة ضد موظفي وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث لا يزال أكثر من 54 موظفًا يمنيًا من العاملين في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وبرنامج الأغذية العالمي، ووكالات أممية أخرى، رهن الاعتقال التعسفي أو الإخفاء القسري لدى الأجهزة الأمنية الحوثية.
كما تلاحظ المنظمة أن هذا الهجوم المسلح جاء بعد يومين فقط من خطاب زعيم الميليشيا الحوثية عبد الملك الحوثي، الذي حرّض علنًا ضد موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ووجّه لهم اتهامات باطلة بالتجسس، في محاولة لتبرير الانتهاكات المستمرة بحقهم، ومنهم الموظف الأممي رمزي الفاردي، المسؤول الأمني لبرنامج الأغذية العالمي، الذي تعرض لحملة تشهير واتهامات كاذبة.
وتؤكد منظمة إرادة لمناهضة التعذيب والاختفاء القسري أن ما جرى يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، والاتفاقيات الخاصة بحماية موظفي الأمم المتحدة والأفراد المرتبطين بها، كما يمثل اعتداءً على هيبة الأمم المتحدة وتهديدًا خطيرًا لعملها الإنساني في اليمن.
وتدين المنظمة بأشد العبارات الاعتداء الحوثي المسلح على مجمع الأمم المتحدة السكني، والانتهاكات الممنهجة بحق موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في صنعاء، وتحمل ميليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن سلامة وأمن المحتجزين والمختفين قسريًا.
كما تناشد المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، بالتدخل العاجل والفعّال لوقف هذه الانتهاكات، وتأمين الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين والمختفين قسريًا من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
وتؤكد المنظمة أن السكوت الدولي على هذه الجرائم لن يؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد والإفلات من العقاب، وتدعو إلى فتح تحقيق دولي مستقل ومساءلة المسؤولين الحوثيين عن هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي.
صادر عن:
منظمة إرادة لمناهضة التعذيب والاختفاء القسري
الأحد ٢٧ ربيع ثاني ١٤٤٧
الموافق
19 أكتوبر 2025م
الجمهورية اليمنية