وصفه بمخطط إيراني لإسقاط الدولة

عدن / 14 أكتوبر :
أكد وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني " ان 21 سبتمبر لم يكن يوماً معركة من أجل الحرية أو الاستقلال كما تدّعي مليشيا الحوثي الإرهابية، بل كانت لحظة تسليم القرار الوطني على طبق من ذهب لطهران، ورهن السيادة اليمنية ومستقبل البلاد بيد الحرس الثوري الإيراني".
وأوضح معمر الإرياني في تصريح صحفي، أن المليشيا الحوثية التي تزعم تحرير اليمن من الوصاية، فتحت أبواب صنعاء أمام الإيرانيين، وحولتها إلى غرفة عمليات تدار من الضاحية الجنوبية وطهران، في مشهد غير مسبوق من الارتهان للخارج.
وأشار الوزير إلى أنه منذ إعلان أحد قادة الحرس الثوري الإيراني بفخر سقوط "العاصمة العربية الرابعة" في قبضة طهران، تحولت الأراضي اليمنية إلى حقل تجارب للصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة الإيرانية، ومنصة لإطلاق الهجمات الإرهابية على الأعيان المدنية والمنشآت الحيوية في دول الجوار وتهديد خطوط الملاحة الدولية والتجارة العالمية، في خيانة صريحة لمفهوم السيادة والاستقلال الوطني.
ولفت الإرياني إلى أن الحقائق على الأرض، منذ الانقلاب الغاشم، كشفت حجم الارتهان الحوثي لإيران، حيث كان الصريع حسن إيرلو، القيادي في الحرس الثوري، هو الحاكم العسكري الفعلي في صنعاء قبل مقتله، وكان يشرف على إدارة المعارك وتنسيق الدعم العسكري واللوجستي وإدارة المشهد السياسي في مناطق سيطرة المليشيا.
وأضاف الإرياني "أن عدداً من القادة السياسيين والعسكريين الإيرانيين صرحوا علناً بأن صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة الخاضعة لنفوذهم بعد بغداد ودمشق وبيروت، وأن إيران باتت تتحكم في مضيق باب المندب الاستراتيجي وتلوّح باستخدامه كورقة ابتزاز ضد المجتمع الدولي، معتبراً ذلك إعلاناً وقحاً لاحتلال جزء من الأراضي اليمنية وفرض وصاية كاملة على القرار الوطني".
وبيّن الإرياني أن مليشيا الحوثي لم تكتف بتسليم القرار الوطني، بل فرضت هوية دخيلة على اليمنيين، ورفعت العلم الإيراني وصور الخميني وخامنئي وحسن نصر الله في مؤسسات الدولة والشوارع الرئيسية بصنعاء، ونكست العلم الوطني لمقتل قادة إيرانيين، وفرضت تدريس اللغة الفارسية على الطلاب، وغيرت النشيد الوطني في فعالياتها إلى أناشيد طائفية مستوردة، في محاولة لمحو الهوية الوطنية وفرض هوية مذهبية دخيلة.
وأكد الإرياني أن المليشيا حولت الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية اليمنية إلى ساحة حرب بالوكالة لصالح إيران، واستدعت الضربات العسكرية، وأدخلت البلاد في مواجهة مع المجتمع الدولي، وأهدرت مقدرات الدولة ومنشآتها وبنيتها التحتية التي شيدها اليمنيون على مدى ستة عقود، وأعادت البلاد عقوداً إلى الوراء خدمة لأجندة طهران ومشروعها التوسعي في المنطقة.
كما أكد وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الأرياني، أن ما يُعرف بنكبة 21 سبتمبر لم تكن مجرد انقلاب على الدولة فحسب، بل كانت تتويجاً لمخطط إيراني منظم بدأ قبل ذلك بسنوات، عبر إغراق العاصمة صنعاء بسلسلة من الجرائم الأمنية الغامضة التي استهدفت ضباطاً في الجيش والأمن وشخصيات سياسية وإعلامية وعدداً من المعسكرات، بهدف إرباك المشهد الداخلي وإظهار الدولة بمظهر العاجز عن فرض الأمن، لتبرير تمرد مليشيا الحوثي الإرهابية على الشرعية واجتياح العاصمة والسيطرة على مؤسسات الدولة.
وأوضح معمر الأرياني في تصريح صحفي، أنه وبعد أحد عشر عاماً من الانقلاب الغاشم، تكشفت بوضوح الحقائق التي كانت الأجهزة الأمنية قد بدأت بجمعها قبل سقوط العاصمة، وأثبتت أن تلك الجرائم كانت من تدبير مليشيا الحوثي، ضمن خطة متكاملة لإضعاف الدولة من الداخل، وضرب الأطراف السياسية ببعضها، وإحداث فراغ أمني يخدم مشروعها، والأخطر من ذلك التخلص من جناح "الحمائم" داخل المليشيا نفسها.
وأشار الأرياني إلى أن المليشيا سارعت، فور سيطرتها على العاصمة ومؤسسات الدولة، إلى طمس تلك الملفات وإخفاء ما توصلت إليه الأجهزة الأمنية من أدلة، بما في ذلك وقائع التصفيات التي طالت ممثليها في مؤتمر الحوار الوطني بهدف الانقلاب على مخرجاته، وشخصيات محسوبة على جناحها السياسي والإعلامي كانت تحمل مشروعاً مدنياً، في واحدة من أكثر الوقائع دلالة على استعدادها للتضحية حتى بأتباعها إذا اقتضت مصالحها.
وتساءل الأرياني عن أسباب عدم تقديم قتلة الدكتور أحمد شرف الدين والدكتور عبدالكريم جدبان وعبدالكريم الخيواني إلى العدالة حتى اليوم، وأين نتائج التحقيقات في جريمة تفجير مسجدي بدر والحشوش، رغم مرور عقد كامل على إحكام المليشيا قبضتها على أجهزة الأمن والقضاء بمناطق سيطرتها. مؤكداً أن الجواب بات واضحاً، وهو أن المستفيد الأول من تلك الجرائم كانت المليشيا نفسها، التي استثمرتها ولا تزال توظفها حتى اليوم في تعزيز قبضتها الأمنية وتصفية خصومها.
وشدد الأرياني على أن الشعب اليمني بات على وعي كامل بملابسات تلك المرحلة ومن يقف خلف تلك الجرائم الإرهابية، وأدرك أن المليشيا الحوثية هي من صنعت الفوضى ثم استثمرتها كذريعة للانقلاب على الدولة وتمزيق النسيج الاجتماعي وتسليم القرار الوطني لطهران، وأن دعايتها المضللة ومحاولاتها لتزييف الوعي وشرعنة انقلابها لم تعد تنطلي على أحد.
واختتم الأرياني تصريحه بالتأكيد على أن هذه الملفات لن تبقى طي النسيان، وأن الدولة اليمنية، بعد استعادة مؤسساتها والعاصمة المختطفة صنعاء، ستعيد فتح كافة القضايا والجرائم التي أغلقتها المليشيا الحوثية، وستكشف الحقائق كاملة للرأي العام المحلي والدولي، وتقدم كل المتورطين في جرائم الاغتيالات والتفجيرات والإخفاء القسري إلى العدالة، لينالوا جزاءهم العادل، وحتى يطوى هذا الفصل الأسود من تاريخ اليمن ويستعيد الشعب حقه في العدالة والإنصاف.
وختم الإرياني تصريحه بالتأكيد أن ما تسميه المليشيا "حرية واستقلال" ليس سوى عبودية مطلقة للمشروع الإيراني وتفريط بالسيادة الوطنية، مشدداً على أن اليمنيين باتوا أكثر وعياً من أي وقت مضى بهذه الحقائق، ولن يقبلوا أن تكون بلادهم قاعدة لمغامرات إيران أو ورقة على طاولة مفاوضاتها النووية..مؤكداً أن الدولة اليمنية ستستعيد قرارها الوطني وسيادتها الكاملة على أراضيها، وتطوي هذا الفصل الأسود من تاريخ اليمن، وتعيد الاعتبار لدماء الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الجمهورية، ولن يكون لإيران ولا لمليشياتها موطئ قدم على تراب اليمن الطاهر.
