من المتعارف عليه دستوريا واخلاقيا ودينيا ان يكون هناك تكامل اقتصادي بين الحكومة (سلطة الدولة التنفيذية) ورأس المال الوطني لما فيه مصلحة الوطن والمواطن وبما يضمن للكل حقوقه وفق الدستور والقانون المشرع.
غير أن ماحدث ويحدث في بلادنا وخلال فترة الحرب هو سيطرة رأس المال هذا على الاقتصاد بكافة جوانبه.. في ظل غياب الدولة بكافة هيئاتها بقصد او بدون قصد..
وبما أن الحكومة قامت مؤخرا بخطوات تصحيح الوضع الاقتصادي وتعافي العملة الوطنية وتحسين حياة المواطنين المعيشية والخدماتية.. لم تتوقع التشاكل مع رأس المال الوطني الذي يحاول الالتفاف على قرارات الحكومة بدءا من البيوتات التجارية الكبيرة والبنوك التجارية الى ملاك البقالات واصحاب البسطات.. حيث يسعون الى عرقلة همة التصحيح جهارا وخلسة، متحججين بالخسارة والانهيار الاقتصادي الحاد في حالة تم تنفيذ قرارات خفض السعر والتعامل بالعملة الوطنية. فنجد التضارب في الاسعار في كل شيء، والتحايل الممقوت برفع قيمة المادة بالريال السعودي وتحويلها الى العملة الوطنية.. فمثلا اذا كان سعر سلعة معينة قبل تعافي العملة (مئة ريال سعودي) يتحايل المتجر بحسبة خبيثة.. حيث يقوم برفع سعر السلعة الى (مئة وعشرين ريالا سعوديا) ومن ثم يحسبها بعد تعافي العملة بالسعر الجديد.. ونجد ان كثيرا من السلع والاشياء لاتزال اسعارها مرتفعة باستثناء بعض المواد الغذائية.
وهنا يجب على المواطنين جميعا ادراك معنى استعادة الدولة عافيتها وهيبتها.. ليستعيد المواطن كرامته وتحسين حياته المعيشية.. إلا أن ذلك لن يتأتى الا بالوقوف الى جانب السلطات التنفيذية والرقابية لنكون جميعا سندا لبعض من خلال المساعدة في الرقابة والابلاغ عن كل مخالفات من شأنها تقويض قرارات الحكومة.. فمنا من يخجل في الابلاغ عن المخالفين لسبب او لآخر.. ولكن عليه ان يتذكر ان المخالف لم يخجل عندما رفع السعر في بضاعة مخزونة لديه مسبقا بسعر الدولار او الريال السعودي.
نعلم جميعا ان عملية الاصلاح بحاجة الى تآزر الجميع وبحاجة الى وقت.. فالاصلاح الاقتصادي لايعني كسر عظم بين رأس المال الوطني والاقتصاد الحكومي.. وإنما تكامل اقتصادي عام لبناء دولة حقيقية وقوية.. ولكن هناك تخوف لدى رأس المال الجشع طبعاً من القادم فلا ننكر لهم ذلك.. ولكن عليهم ايضا ان يكونوا عونا للإصلاح الاقتصادي الذي سيصلح كل شيء مع تعافيه.. وسيجدد الثقة بين الحكومة ورؤوس الاموال الوطنية والمواطن.. وستكون الحكومة هي الحامي والضامن لحق الدولة والتاجر والمواطن.
اما بالنسبة للصحة وتجارة الادوية.. فالامر هنا مختلف.. فالمسألة لاتتوقف عند بائع ومستهلك وانما هي بين تاجر يخاف الله ويعلم ان الدواء يعني انقاذ حالة وبين آخر يسعى للربح دون وازع ديني واخلاقي.. فقد تكون حبة دواء للضغط او السكر او القلب او محاليل الارواء او ادوات ومحاليل الغسيل الكلوي او جرعة الكيماوي او كمية الاوكسجين تعني انقاذ حياة بشر.. فاتقوا الله في انفسكم اولا وبعباد الله ثانيا.
شكـــر وتقــديـــر
اقامت نقابة الصحفيين والاعلاميين الجنوبيين الخميس 20 اغسطس حفلا تكريميا (دوريا) لثلة من الكوادر الصحفية والاعلامية.. وقد نلت شرف التكريم ضمن مجموعة من الكوادر الاعلامية في مختلف التخصصات.. لتكون شهادة اعتز بها تزيدني ثقة وعملا ومثابرة في مجالي الاعلامي.. وثقة ايضا بأن هناك قيادة نقابية تقدر الكادر الصحفي والاعلامي.. وبهذه المناسبة اتقدم بالشكر والتقدير لنقابة الصحفيين والاعلاميين الجنوبيين وفي المقدمة النقيب الاستاذ عيدروس باحشوان والاستاذ عبدالكريم الشعبي رئيس فرع نقابة (عدن) .