
د. أديب الشاطري
تمرُّ ثلاثة أعوامٍ على رحيل الأخ والصديق والزميل، الكاتب الصحفي حسن عياش، الذي أثرى الصحافة بقلمه الثاقب، ورؤيته التحليلية العقلانية، بعيدًا عن الانحيازات الضيقة.
زاملته منذُ مطلع تسعينيات القرن الماضي، حين كنا نخطو معًا أولى خطواتنا في عالم الصحافة، فكان نموذجًا للشاب الجاد، الواضح في فكره، الصادق في تعبيره، المتميز بطرحه المتزن، لم يكن يكتب لمجرد الكتابة، بل كان يسعى إلى صياغة رأي عامٍ مستنير، يعتمد الفكرة قبل العاطفة.
رغم عشقه لنادي وحدة عدن، ثم توليه المسؤولية الإعلامية في نادي نصر عدن، إلا أنه حافظ على مهنيةٍ نادرة، فلم يكن قلمه أداةً للترويج، بل منبرًا للحقيقة، ينقل الأنشطة بموضوعية، ويسلط الضوء عليها بعمقٍ وشفافية.
اليوم، نستذكر إرثه الصحفي والإنساني، ونعلم أن الزمن سيجد صعوبةً في تقديم مثيلٍ له، فالقلم الحقيقي نادر، والكاتب الموضوعي شحيح.
حسن.. إن قصرنا في حقك، فأنت أهلٌ للعفو، كما عهدناك. نسأل الله أن يجعل مثواك الجنة، وأن يمنحك الرحمة والمقام الكريم في الفردوس الأعلى.
“رحمك الله أيها القلم النقي.. فقد تركت فراغًا لا يُملأ.”