في هذا اليوم التأريخي خفقت كل القلوب بهجةً وعلت الرايات خافقة هي الاخرى معلنة بزوغ فجر الشموخ والتسامي والولوج إلى مصاف الحرية وانتزاع الاستحقاق الوطني الناجز، ليس وهباً بل رغماً عن أنوف جحافل قوات المستعمر البريطاني المدنس لتراب أرضنا الجنوبية الطاهرة طوال 129 عاماً .. يوم صنع بتضحيات وبسالة كل شرائح المجتمع.
هذه الجماهير الأبية التي هتفت عن بكرة ابيها برع يا استعمار .. الجماهير التي عزمت على استعادة الأرض والكرامة وتحقيق النصر المؤزر بفوهات البندقية وأرواح ودماء أبناء الوطن.
انه يوم النصر العظيم المتوج بأربع سنوات من النضال الشاق والعنود أذاقت المستعمرين واترابهم كل معاني التضحية والنضال وان شعبنا قد قرر وصمم على خوض نضاله بغية العيش الكريم في ظل الحرية والسمو والسؤدد .. شعب اراد الحياة فكيف لا يستجيب له القدر فالشعب العزيز لا يستطيع العيش بدون استنشاق نسائم العزة.
كانت عدن الأرض المسالمة فوهة البركان الهادر الذي اصلى وأرعب أفراد وقيادات قوات الاحتلال البريطاني .. عدن المسالمة تحولت إلى بركان مرعب وجحيم أجبر المستعمر على ان يحمل عصاه ويرحل .. مبرطعاً ـ يا نجاتاه ـ عدن كانت وستظل دوماً عدن الحرية والشموخ حاضنة لكل أبناء المعمورة الشرفاء.
عدن بنسختها الباهية .. عدن خليفة حسن خليفة وفيصل هتاري.. عدن سالم ربيع علي ومدرم وعبود وعبدالعزيز عبدالولي وعلي سالم يافعي وعلي عنتر وعبدالفتاح اسماعيل وقحطان الشعبي ومحمد صالح مطيع ورضية شمشير ورضية احسان ونجوى مكاوي ومعهم كل شرفاء العالم كما ستظل نابذة كبحرها لكل صنوف مرتزقة الثورات أقصد ثورات ونضالات كل شعوب العالم .. ستظل عدن الجنوبية وأبناؤها الطود الشامخ والحضن ـ الملتهب ـ الدافئ لكل المناضلين أو لنقل أكاديمية إنجاب وتأهيل المناضلين الثائرين في وجه كل صنوف كسر إرادة الشعوب وكتم نسائم الحرية.
