الإعلام رسالة فنية ورؤية ثاقبة نحو الاقتصاد والتمكين، وحلٌ للمشاكل وليس فقط نقل ما يحدث وتأجيج الوضع القائم وخاصة في جانب التنمية والاقتصاد، وكما يقال إن الإعلام نصف المعركة.
فالوضع الاقتصادي المر الجاثم على بلادنا أصبح ظاهرة يتحمل أعباءها الجميع ويتجرع ويلاتها أبناء الشعب المطحون والمغلوب على أمره جراء ارتفاع سعر العملة الأجنبية مقابل الريال اليمني، وما يترتب على ذلك من ارتفاع سعر المواد الغذائية والأساسية ناهيك عن الأشياء الثانوية، وبهذا يكون التشخيص معلوما لدى عامة الشعب بأن الوضع في تردٍّ تام وغلاء المعيشة في غاية التفاقم، وأوضاع مثقلةٌ بهموم ومشاكل توحي باستحالة الخروج من النفق المظلم الذي تمر به البلاد، وحتى الآمال أصبحت مسلوبة ومعطوبة.
وفي ظل هذا الوضع لا يبقى إلا العمل والحل لذلك التشخيص المتهالك والعمل على إنعاش الجسد المخلول، ومن المعلوم أن ذلك يقع على عاتق الدولة ومسؤوليها، كونها المسؤولة عن البلاد ورعاياها. فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام، فالواقع والمنطق يستدعي الوقوف الجاد من قبل الجانب الحكومي والقطاع الخاص للعمل الجاد لوقف التدهور الحاصل في البلد بكل الوسائل والإمكانيات المتاحة، إضافة إلى تنشيط دور الإعلام في هذا الجانب (الإعلام الاقتصادي) وتسليط الضوء على محاور اقتصادية هادفة (تنموية، استثمارية، تمكين، مبادرات،... ) وذلك عبر وسائل الإعلام الحكومية المختلفة وايضاً الخاصة ولابد أن تكون هناك نوافذ وبرامج متخصصة ومكثفةٌ لنقل وتحليل الأزمات الاقتصادية والعمل أيضاً على إيجاد حلول وتوصيات للخروج من هذه الأزمات، وتجاوز المعوقات التي تقف أمام تنمية البلد واقتصاده، وذلك عبر إعداد برامج فنية علمية متخصصة يناقشها ويثريها كوادر فنية واكاديمية متخصصة في المال والاعمال والاقتصاد، ووضع رؤى ودراسات وتوصيات نموذجية لمعالجة الأزمات الاقتصادية والتخفيف من حدة المشاكل الحاصلة في البلد.
فخلق ثقافة اقتصادية للنهوض بعملية البناء والتنمية والرفع من مؤشرات النمو ورصد وتحليل البيانات المالية والمعلومات الاقتصادية، والدعوة من غير مناكفة في تفعيل الأجهزة الرقابية من المهام السامية لمهنة الإعلام.
وكما يسهم الاعلام في الدور الرقابي بكشف الفساد المالي والإداري لابد أن يلعب دوراً محورياً ومتكاملاً في تقديم رسالة إعلامية داعمة للإصلاحات الاقتصادية الواقعية، ونقل تجارب وخبرات اقتصادية لدول أخرى ومقارنتها بالواقع اليمني والاستفادة من تلك التجارب لتجاوز التحديات والصعوبات التي يواجهها الوطن، حيث توجد العديد من البرامج الاقتصادية التي تقوم بإعدادها القنوات الرسمية وغيرها، وهي محل شكر وتقدير الجميع وعلى سبيل المثال(برنامج المؤشر) الذي يبث اسبوعياً عبر قناة عدن الفضائية وغيره من البرامج التنموية، وجميلٌ جداً أن تُعطي وسائل الإعلام اهتماماً نوعياً للجانب الاقتصادي كجزء من الاهتمام الذي تبذله للأحداث السياسية، والعسكرية، والدبلوماسية وغيرها.
فالإعلام سيفٌ ذو حدين! وكما هو في الحرب فهو في السلم والبناء والتنمية والاقتصاد.