باي حال عدت يا عيد وفرحتنا أخذتها أوضاع البلاد المتردية: لا ماء ولا كهرباء بل ومعيشة ضنك و فساد مستشرٍ طغى على كل شيء في حياتنا ابتداءً من الخدمات المتردية إلى مستوى معيشتنا وعدم القدرة على توفير لقمة العيش حتى وصل الحال ببعض الناس إلى الاقتيات من القمامات وامتهان حقوق الانسان دون توفير حياة كريمة له بعد ان تهاوت عملتنا المحلية مقابل (الريال السعودي) الذي فرض نفسه على حياتنا اليومية وبكل قوة، فدفع ايجار المسكن بالريال السعودي وارتفاع الاسعار في كل المواد الغذائية والخضار، وان احتجت إلى ترقيع شيء في بيتك يفرض عليك الدفع بالريال السعودي وكأن (الريال اليمني) الذي يعتبر رمز سيادتنا ليس له قيمة ولا وجود في حياتنا وليس بالغريب والمستغرب ان تصبح غداً أجرة المواصلات والتنقلات الداخلية ايضاً بالريال السعودي.
اصبح حال المواطن البسيط وحتى الموظف لا يستطيع ان يوفر أبسط مستلزمات أسرته المعيشية في ظل هذه الظروف الصعبة وتأخر رواتب الموظفين لأكثر من ثلاثة أشهر، وهو في الأساس لا يستطيع الصمود أمام (الغلاء الفاحش)، رحم الله أيام زمان قبل تدهور الأوضاع كان العيد (فرحة) تغمر القلوب وتدخل كل بيت وكل أسرة في لمة الأهل والأقارب والأحباب وتوفر كل مستلزماته وفرحة الأطفال به (وبخروف العيد) كان له وقع خاص في أنفسنا ونحن نرى فرحة هؤلاء الأطفال بخروف العيد الذي كان يحل ضيفاً على كل بيت وأسرة ورفيقاً لكل طفل يحلو له اللعب معه .. وحين يذبح تجد هؤلاء الأطفال يتباكون على فراقه بحرقة تفطر قلوبهم.. وهم لا يعون انه كبش فداء لكل بيت وأسرة وفرض علينا في كل عيد أضحى .. واليوم لم تعد هذه الفرحة تغمر قلوبنا وقلوب أطفالنا وفي ركن كل بيت تجد مأساة شاهدة على ضيق الحال وقلة المال وان وجد فهو لا يفي باحتياجات العيد وطلبات الأطفال البريئة في ظل حياة معيشية صعبة وقاسية.
واليوم نحن نستقبل هذا العيد بقلوب مكلومة تتحسر على أطفالنا الذين سرقت منهم (فرحة العيد) و (رفقة كبش العيد). بأية حال عدت يا أتعس عيد!!