
الخرطوم / 14 أكتوبر / متابعات:
استهدفت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة في إقليم دارفور غرب السودان مساء أمس الاثنين، مما تسبب في وقوع ضحايا بحسب التقارير الأولية، وفق ما أفادت متحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت المتحدثة إيفا هيندز إن القافلة التي ضمت شاحنات مساعدات "كانت تقف في مدينة الكومة شمال دارفور في انتظار الموافقة للتوجه إلى الفاشر"، ولم توضح هيندز أياً من طرفي الحرب يقف خلف الهجوم.
وتقع مدينة الكومة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع على بعد نحو 80 كيلومتراً من مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور التي يسيطر عليها الجيش وتحاصرها "الدعم السريع" منذ أكثر من عام وأعلنتها الأمم المتحدة منطقة مجاعة.
وقال المتحدث باسم الحكومة في بيان اليوم الثلاثاء إن "طائرات مسيرة هجومية تتبع ميليشيات 'الدعم السريع' قصفت سيارات إغاثة إنسانية تابعة للأمم المتحدة، في محاولة متعمدة لقطع الطريق أمام الفرق الإنسانية وتعطيل مهمتها في إيصال المساعدات إلى المواطنين المحاصرين في مدينة الفاشر ومعسكرات النازحين"، وقد أشار البيان إلى وقوع قتلى وجرحى جراء الهجوم.
من جانبها دانت قوات الدعم السريع في بيان "الهجوم الوحشي الذي شنه الجيش السوداني مساء أمس الاثنين بطائرة على قافلة إنسانية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي"، مشيرة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة اثنين.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة فإن أكثر من مليون من سكان ولاية شمال دارفور وحدها على حافة المجاعة، فيما أُعلنت المجاعة في عدد من مخيمات النزوح.
وفي الأثناء قالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين يوجين بيون في مؤتمر إن "4 ملايين شخص فروا من السودان إلى الدول المجاورة منذ بدء الحرب التي دخلت عامها الثالث، إنها محطة كارثية في أزمة النزوح الأخطر في العالم".
تصاعدت حدة المواجهات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" باستخدام المسيرات الانتحارية والمدفعية الثقيلة في محوري كردفان ودارفور، حيث شن طيران الجيش المسير أمس الإثنين غارات جوية عنيفة ومكثفة استهدفت تجمعات "الدعم السريع" بمناطق الدبيبات جنوب كردفان، والخوي والنهود غرب كردفان، فضلاً عن الكومة شمال دارفور، بينما قصفت الأخيرة، بمدفعيتها ومسيراتها قصيرة
.jpg)
المدى، محاور مختلفة بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور ومحيط قيادة الجيش بالمدينة، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين والعسكريين.
وبحسب مصادر عسكرية، فإن الضربات الجوية التي نفذها طيران الجيش المسير على محور الدبيبات كانت محكمة وموجعة أدت إلى تفكيك رتل من المركبات القتالية التابعة لـ"الدعم السريع" ووقوع خسائر بشرية ومادية جسيمة. وشهدت مناطق الدبيبات والحمادي والخوي التي سيطرت عليها "الدعم السريع" أخيراً، وفقاً لشهود، فرار أعداد كبيرة من المواطنين باتجاه مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان بعدما قطعوا مسافات طويلة سيراً على الأقدام، وهم في حال مأسوية بسبب انعدام التدخل العاجل من السلطات المحلية أو المنظمات الإنسانية.
ويخشى مراقبون من تفاقم الأوضاع الإنسانية في المناطق المتأثرة بالاشتباكات في ولايات كردفان الثلاث، شمال وغرب وجنوب، نتيجة استمرار موجات النزوح واستهداف المناطق المدنية.
في محور دارفور، تجدد القتال في عدد من مناطق ولاية شمال دارفور، حيث أشار مواطنون في مدينة الفاشر إلى مقتل عدد من المدنيين والعسكريين جراء تجدد القصف المدفعي من قبل "الدعم السريع" على مواقع متعددة في المدينة من بينها محيط قيادة الفرقة السادسة - مشاة التابعة للجيش، وجانب من الأحياء السكنية، مع تحليق المسيرات الانتحارية في سماء المدينة. وتحدثت منظمة الهجرة الدولية عن نزوح 117 أسرة من معسكر أبو شوك ومدينة الفاشر إلى مناطق أخرى داخل محلية الفاشر إلى جانب محليات طويلة وكتم والسريف في شمال دارفور.

من جانبها قالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر في بيان إنه لا يكاد يمر يوم من دون سقوط ضحايا. وأكدت انهيار الوضع الإنساني في الفاشر بسبب استمرار الحصار المفروض عليها من قبل "الدعم السريع" منذ أبريل 2024 في ظل عدم توفر الإمدادات الطبية والغذاء الكافي والممرات الآمنة ومياه نظيفة.
وشنت مسيرات الجيش غارات جوية على مواقع وأهداف لـ"الدعم السريع" بمنطقة الكومة بولاية شمال دارفور، وبحسب مصادر ميدانية، فإن الغارات استهدفت عدداً من المواقع التي كانت تتحصن فيها "الدعم السريع"، وتمكنت وحدات الجيش من تحييد مركبات قتالية عدة كانت تمثل تهديداً مباشراً للقرى والمناطق الآمنة المحيطة بمدينة الكومة التي تعد أحد المحاور الحيوية في ولاية شمال دارفور.
في الأثناء أكد قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي" قدرة قواته على مواصلة القتال "حتى تحقيق النصر الكامل"، رافضاً قبول أي نوع من التفاوض مع الجيش السوداني، وأشار، في تسجيل مصور، إلى أن قواته دمرت 70 في المئة من القوة الصلبة لمتحرك الصياد التابع للجيش في المعارك التي دارت في مناطق

الخوي بغرب كردفان، والدبيبات والحمادي بجنوب كردفان، داعياً مقاتليه إلى القضاء على ما تبقى من هذا المتحرك. وأوضح "حميدتي" أن لديهم "الدليل القاطع باستخدام متحرك الصياد أسلحة كيماوية في معارك كردفان، فضلاً عن مشاركة مقاتلين دواعش ومختلف أنواع الكتائب، إلا أن (الدعم السريع) استطاعت تحقيق نصر عظيم على هذا المتحرك المدعوم بدول خارجية". وبين أن قوات الجيش في كردفان جاءت لسببين، "الأول أن يكون ميدان المعركة بعيداً من الولاية الشمالية، والثاني يتعلق بتحقيق أهدافهم من الحرب بحصر القتال بغرب البلاد"، وسخر قائد "الدعم السريع" من وضع القوة المشتركة التي تقاتل إلى جانب الجيش، قائلاً "عناصر هذه القوة يموتون، بكميات كبيرة، في المعارك، ومع ذلك يتعرضون للإهانة والذل من قبل الموالين للدولة التي تسيطر عليها الحركة الإسلامية عبر الجيش"، وحض مواطني الولاية الشمالية ومدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، على عدم مغادرة منازلهم عند وصول قواته، "لأنها تستهدف الإسلاميين فقط". ونوه "حميدتي" إلى ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، مؤكداً قواته عدم قتل أي أسير، وتعهد تشييد مدن طبية لعلاج جرحى قواته، قائلاً "أولوياتي ما بعد الحرب ستكون رعاية الشهداء وأسرهم، والجرحى وأبنائهم".