مطالب أممية بتحقيق مستقل في استهداف مدنيين خلال توزيع مساعدات وستارمر: الوضع "يزداد سوءاً يوماً بعد يوم"





غزة / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات:
أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 19 فلسطينياً من بينهم 14 في غارة جوية إسرائيلية استهدفت ظهر اليوم الإثنين منزلاً في بلدة جباليا شمال قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل، إن 14 قتيلاً جرى نقلهم على أثر استهداف الاحتلال في غارة جوية منزل عائلة البرش في بلدة جباليا، موضحاً أن من بين القتلى ستة أطفال وثلاث سيدات. وأشار إلى "وجود أكثر من 20 مفقوداً لا يزالون تحت الأنقاض"، إذ يحاول الدفاع المدني ومتطوعون بـ"أدوات بدائية" انتشالهم.
وأوضح بصل أن طواقم الدفاع المدني نقلت خمسة قتلى وعدداً من الجرحى، نتيجة قصف إسرائيلي بعد ظهر اليوم على منزل لعائلة السموني في منطقة مصعب بن عمير شرق حي الزيتون في مدينة غزة.
في الوقت نفسه، قالت السلطات الصحية المحلية اليوم إن قوات إسرائيلية قتلت ثلاثة فلسطينيين في الأقل وأصابت عشرات آخرين، قرب موقع لتوزيع المساعدات تديره مؤسسة غزة الإنسانية ومقرها الولايات المتحدة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه على علم بالتقارير التي تفيد بوقوع قتلى ومصابين، وإنه يحقق في الواقعة بعناية. وذكر في بيان أن القوات التي كانت تنفذ عمليات ليلاً في رفح، الخاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة، أطلقت طلقات تحذيرية "لمنع عدد من المشتبه فيهم من الاقتراب منها"، مضيفاً أن الواقعة حدثت على بعد كيلومتر واحد من موقع توزيع المساعدات.
وقالت مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة خاصة ترعاها الولايات المتحدة وتؤيدها إسرائيل، إنه لم يسقط قتلى أو جرحى في موقع التوزيع أو المنطقة المحيطة به.
والواقعة هي الأحدث في سلسلة من الوقائع التي تبرز هشاشة الوضع الأمني، الذي أدى إلى تعقيد عملية توصيل المساعدات إلى غزة بعدما خففت إسرائيل مايو الماضي حصاراً استمر نحو ثلاثة أشهر.
وقال مسؤولون فلسطينيون ودوليون أمس الأحد إن ما لا يقل عن 31 شخصا قُتلوا وأصيب العشرات قرب الموقع نفسه، وهو واحد من مواقع عدة تديرها مؤسسة غزة الإنسانية في رفح.
ونفى الجيش الإسرائيلي إطلاق النار على الأشخاص الذين تجمعوا للحصول على المساعدات، وقالت مؤسسة غزة الإنسانية إن عملية التوزيع أمس جرت من دون
وقوع حوادث، واصفة التقارير التي تحدثت عن سقوط قتلى بأنها ملفقة من "حماس".
وفي تحديث صادر في وقت سابق اليوم، قالت مؤسسة غزة الإنسانية إنها وزعت حمولة 21 شاحنة على الفلسطينيين. وأضافت أن عمليات التوزيع التي تمت اليوم ترفع عدد الوجبات التي وزعتها منذ بدء عملياتها إلى ما يقرب من 6 ملايين.

وقالت الأمم المتحدة إن معظم سكان غزة، البالغ عددهم مليوني نسمة، معرضون لخطر المجاعة بعد حصار إسرائيلي دام 11 أسبوعاً منع دخول المساعدات إلى القطاع.
وكانت إسرائيل و"حماس" قد تبادلت الاتهامات في شأن تعثر جهود الوساطة العربية الأميركية الجديدة، للتوصل إلى وقف موقت لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين.
وقالت "حماس" السبت إنها تسعى إلى تعديل مقترح لوقف إطلاق النار تدعمه الولايات المتحدة، لكن ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب رفض رد الحركة وقال إنه "غير مقبول بتاتاً".
وذكرت مصر وقطر في بيان مشترك أنهما تواصلان بذل الجهود لتجاوز الخلافات والتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

ورحبت "حماس" أمس الأحد بهذه الجهود، وعبرت عن استعدادها لبدء جولة مفاوضات غير مباشرة على الفور.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة اليوم إن قادة "حماس" على اتصال دائم بالوسطاء في القاهرة والدوحة، على أمل أن يتمكنوا من الضغط على إسرائيل كي توافق على إجراء محادثات لإنهاء الحرب في غزة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
وتقول إسرائيل إنها تقبل هدنة موقتة لتحرير الرهائن، لكن الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا بطرد "حماس" من غزة.
من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اليوم إن الوضع في قطاع غزة "يزداد سوءاً يوماً بعد يوم"، وإن من المهم ضمان تلقي القطاع الفلسطيني مزيداً من المساعدات الإنسانية على نحو عاجل.
وأضاف ستارمر للصحافيين في اسكتلندا عندما سُئل عما إذا كانت بريطانيا ستتخذ أي إجراء في شأن هذه المسألة "لهذا السبب نعمل مع الحلفاء... لنكون واضحين تماماً في شأن ضرورة دخول المساعدات الإنسانية بسرعة وبكميات لا تدخل في الوقت الحالي، مما يسبب دماراً مطلقاً".
.jpg)
امميا دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم إلى تحقيق مستقل في مقتل 31 فلسطينياً في الأقل قرب مركز توزيع مساعدات غذائية في قطاع غزة.
وقال غوتيريش في بيان، "روّعت إزاء التقارير التي تفيد عن مقتل وإصابة فلسطينيين أثناء سعيهم إلى الحصول على مساعدات في غزة من غير المقبول أن يخاطر الفلسطينيون بحياتهم من أجل الغذاء"، مضيفاً "أدعو إلى تحقيق فوري ومستقل في هذه الأحداث ومحاسبة الجناة".