لاشك أن ما حدث في الآونة الاخيرة أكد لنا أن مفهوم المحاصصة لايمكن القبول به، فهو مثل الغنيمة التي يجب اغتنامها قبل فوات الأوان، بل اصبحت حجر عثرة أمام تصحيح منظومة العمل الاداري في مؤسسات الدوله، والبينة ماحدث ما بين المجلس الرئاسي مركز القوى في هرم السلطة، وما بين رئيس الحكومة السابق أحمد عوض بن مبارك الذي قدم استقالته موضحا فيها انه واجه الكثير من الصعاب والتحديات واهمها عدم تمكينه من العمل وفقا لصلاحيته الدستورية، في اتخاذ القرارات اللازمه للإصلاح لعدد من المؤسسات الدولة وعدم تمكينه من إجراء التعديل الحكومي المستحق، ذلك مايعكس واقع البلد الذي يعاني منذ عشر سنوات عجاف، نحارب الفساد مثل الذي يهش الذباب من أمام أنفه وما يأنف الذباب ألا أن يعود، ليس من الضرورة أن ينتصر صاحب الحق أو المبدأ، انما تكون هي المصالح التي تتغلب، ذلك وفقا لمعايير المحاصصة فالوطن مجرد فريسة بين أيديهم كل حزب بما لديهم فرحون.
الواقع الآن يتطلب من أعضاء مجلس الرئاسة المحترمين إتاحة الفرصة للحكومه الجديدة، و أعطاء الصلاحيات الكاملة لرئيس مجلس الوزراء سالم بن بريك بتشكيل حكومة جديدة من الكفاءات الوطنية وذلك لاعادة ترتيب السلطة التنفيذية، وأن يكتفوا بالمحاصصة في المجلس الرئاسي، والا سوف يكون امام تحديات صعبة مثل سابقه احمد عوض بن مبارك الذي أقيل من منصبه .
لا شك ان التحديات الكبيرة التى يعانيها الوطن كثيرة، ولعل أبرزها هو الانهيار المهول في قيمة الريال اليمني أمام الدولار والعملات الصعبة الاخرى، ثانيا أزمة الكهرباء المتفاقمة وانعدام الوقود حيث وصلت انقطاعات الكهرباء الى عشرين ساعة يوميا تحت طقس حار جدا في مدينة عدن، ثالثا توقف النظام التعليمي العام في عدن بسبب إضراب المعلمين عن العمل بحجة المعاش الزهيد الذي لايكفي أسبوعا واحدا من قوت عيشهم، ولعل ايضا من اهم التحديات التي سوف يواجهها سالم بن بريك الرئيس الجديد للحكومة كيف يستطيع اصلاح الفساد في المؤسسات الفاشلة وعملية تدوير الاصلاح الاداري في مؤسسات الدولة وتغيير قيادتها، وهي من المهام الصعبة.