بصفتي أحد المختصين البيئيين وممثل البلاد كنقطة اتصال لاتفاقية الأراضي الرطبة وأيضًا كأحد أبناء أرخبيل سقطرى المخلصين لقضيته البيئية والإنسانية، فإنني أود أن أعبر عن بالغ قلقي من أن يكون التقييم القادم لليونسكو نقطة فاصلة قد تفضي إلى نتائج كارثية على مستقبل الأرخبيل.
وبما أننا نمر اليوم بمرحلة بالغة الحساسية في ظل ظروف صعبة تعاني منها البلاد من حرب مستمرة وضعف في مؤسسات الدولة وعجز واضح في إنفاذ القانون، إضافة إلى التدخلات الخارجية التي تسعى إلى استغلال هذا الفراغ لإحداث تغييرات غير قانونية أو بيئية خطيرة في سقطرى.
إننا ندعو فريق تقييم اليونسكو وكذا السلطة المحلية إلى أخذ ملاحظاتنا وتحذيراتنا بعين الاعتبار وعدم ترك المجال للمتربصين والمتجاوزين الذين يتطلعون إلى إخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي ليتمكنوا من العبث ببيئتها الفريدة وثرواتها الطبيعية دون رادع.
نؤكد على ضرورة أن تستند التقييمات إلى الوقائع الميدانية وإلى مشاورات حقيقية مع أبناء الأرخبيل ومختصيه الذين يدركون أكثر من غيرهم حجم التهديدات الراهنة والمخاطر المستقبلية.
(إن سقطرى اليوم بحاجة إلى حماية استثنائية لا إلى قرارات قد تزيد من هشاشتها في هذا الظرف العصيب).
وعليه اقدم رسالتي هذه إلى اخواني في السلطة المحلية وفريق تقييم اليونسكو بشأن أرخبيل سقطرى موضحاً أن البيئة في خطر نتيجة ضعف الحماية القانونية والتنفيذية بسبب تدهور مؤسسات الدولة وانشغالها بأزمات متعددة في ظل عدم تفعيل القوانين البيئية المحلية بالشكل الكافي مما يجعل الأرخبيل عرضة للانتهاكات البيئية المتكررة دون رادع فعلي.
وإدخال الأنواع الدخيلة والغريبة على سقطرى ما يؤدي لقطع الأنواع المتوطنة، و الاعتداء والبسط على الأراضي الرطبة والساحلية، والهجرة السكانية المتسارعة.
ولاننسى التدخلات الخارجية التي تمس بالسيادة البيئية للجزيرة، حيت لوحظ تدخلات أجنبية في إدارة واستغلال موارد الأرخبيل خارج الأطر الرسمية بما يشكل تهديداً مباشراً على معايير الحماية التي تفرضها اتفاقيات اليونسكو وRAMSAR.
ولاننسى ضعف مشاركة المجتمع المحلي في إدارة الموارد الطبيعية والمحميات، حيت أن هناك قصورا في إشراك السكان المحليين وممثليهم ممن لديهم دراية ومعرفة بالمكان في صنع القرار البيئي بما في ذلك إعداد خطط التنمية أو المشاريع السياحية وعمل ماستر بلان خاص بالسياحة البيئة في الارخبيل وفتح كل الجزر .
وجود الضغوط المتزايدة على النظم البيئية الهشة:
التوسع العمراني العشوائي والمشاريع غير المدروسة والرعي الجائر وصيد الأنواع المهددة كلها ضغوط قائمة تفاقم هشاشة النظام البيئي الفريد للأرخبيل.
لقد تناقصت القدرات والموارد الفنية في السنوات الاخيرة في الرقابة البيئية على الأنشطة وتوثيق الانتهاكات أو إعداد تقارير علمية دورية، مما شكل تهديدا محتملا لخروج سقطرى من قائمة التراث العالمي.
وهذه التحديات مجتمعة قد تستخدم مبرراً لليونسكو لسحب الأرخبيل من قائمة التراث العالمي وهو ما يشكل خسارة دولية لا يمكن تعويضها ويعد كارثة بيئية وثقافية، وضرورة تبني خطة طوارئ للحفاظ على ارخبيل سقطرى.
نقترح اعتماد خطة طارئة مؤقتة يتم فيها تعزيز الرقابة وتجميد الأنشطة الاستثمارية الجديدة وتقييم كافة المشاريع القائمة بما يتوافق مع مصالح أبناء سقطرى ولوائح الحماية المحلية والدولية.
لابد من المطالبة بتجديد التزام الدولة بخطة إدارة الموقع كتراث عالمي، وينبغي أن تقدم الحكومة التزاما سياسيا وفنيا وماليا واضحا لتطبيق خطة الإدارة البيئية وتسهيل عمل مكاتب السلطة المحلية والمنظمات الدولية.
*مختص بيئي – نقطة الاتصال الوطنية لاتفاقية الأراضي الرطبة.