
الخرطوم / 14 أكتوبر / متابعات:
تجدد القتال في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، (لليوم السادس على التوالي) بصورة عنيفة بين الجيش السوداني وحلفائه من القوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة، وقوات "الدعم السريع"، إذ تبادل الطرفان القصف المدفعي باستخدام الأسلحة الثقيلة في محاور عدة بالمدينة.
وبحسب مصادر عسكرية، صد الجيش السوداني هجوماً جديداً شنته "الدعم السريع" استهدف المحورين الجنوبي والجنوب الشرقي لمدينة الفاشر، مما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين، فضلاً عن الجرحى، مشيرة إلى تدمير وإحراق عدد من العربات القتالية التابعة لـ"الدعم السريع" خلال الهجوم.
وأفادت تنسيقية لجان مقاومة مدينة الفاشر بأن قوات "الدعم السريع" لا تزال تستهدف المدينة بالقصف المدفعي، وتقطع عنها الإمدادات، إذ نفذت نحو 215 هجوماً، مع استمرارها في حفر الخنادق حول المدينة من الخارج، وإغلاق جميع الطرق والمسارات المؤدية إليها، فضلاً عن رفضها كل مبادرة مدنية أو إنسانية تهدف إلى تخفيف المعاناة، وتقوم بقتل كل من يحاول إدخال البضائع إلى داخل المدينة.
واعتبرت في بيان لها أن ما يجري في مدينة الفاشر يمثل حصاراً متعمداً وقتلاً بدم بارد، مشيرة إلى أن الهدف من ذلك هو تركيع المدينة وإخضاع أهلها.
فيما قال المتحدث باسم معسكر زمزم للنازحين محمد خميس دودة، "الوضع في مدينة الفاشر وما حولها يزداد سوءاً، بعد رفض قوات ’الدعم السريع‘ الهدنة الإنسانية التي دعت إليها الأمم المتحدة لمدة أسبوع لإدخال المساعدات الإنسانية للنازحين في مدينة الفاشر وما حولها".
ونوه في تصريحات صحافية إلى أن الأوضاع الإنسانية سيئة للغاية، والسلع الأساسية غالية وتشهد ندرة في بعضها، إلى جانب وجود أزمة سيولة نقدية في المدينة، منبهاً إلى أن الوضع الصحي كارثي، بسبب توقف المراكز الصحية والخدمية، وانعدام الأدوية المنقذة للحياة، في ظل استمرار القصف المدفعي والجوي بالطائرات المسيرة التابعة لقوات "الدعم السريع".
ولفت دودة إلى تسجيل عشرات القتلى والجرحى بصورة يومية، مما يجعل حصرهم صعباً، لعدم وجود جهات تقوم بعمليات الحصر، حاثاً المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية على التدخل بصورة عاجلة وجادة، لإنقاذ أرواح آلاف المواطنين في مدينة الفاشر وما حولها.
وتفرض "الدعم السريع" حصاراً خانقاً على مدينة الفاشر منذ مايو (أيار) 2024، وسط أوضاع إنسانية معقدة جراء نقص الغذاء والدواء، إذ تسعى قوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" إلى السيطرة على هذه المدينة من أجل تعزيز وجودها في إقليم دارفور، إذ تسيطر بالفعل على أربع ولايات فيه من أصل خمس.