جريمة بشعة بعدن راح ضحيتها امرأة وطفل



عدن/ 14 أكتوبر/خاص:
- مدير شرطة القاهرة: القاتل استخدم آلة حادة وأصاب طفلاً آخر إصابة بليغة
- القاتل رهن الاحتجاز.. وقريبـًا يتم تحويل ملفه إلى النيابة العامة
- الجريمة نفذت بغرض سرقة مجوهرات


- المجتمع يطالب الأجهزة الأمنية بمحاربة المسكرات بأنواعها
- الابتعاد عن ضوابط الشريعة الإسلامية سبب الجرائم
- الأوقاف: المخدرات دمرت الشباب
من أعظم ما أتى به الإسلام هو (بر الوالدين)، والاهتمام بهما مهما بلغ الأمر، فالأسرة لا تقف عند حدودهما فقط، بل تتسع لتشمل ذوي الرحم وأولي القربى.
وبهذا الشأن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل قاطع الرحم الجنة».
وتطل علينا اليوم جرائم القتل التي تتوالى على المجتمع في محافظة عدن، وما زالت مستمرة، قضيتنا اليوم بشعة بوجهها القبيح، هزت مشاعر وضمير الإنسانية، وتداعى لها الوجدان، إذ تعرضت امرأة مسنة تدعى حبيبة عبده حسن، بالغة من العمر (62) عامـًا لجريمة قتل شنيعة، وقتل أحد حفيديها، عندما همَّ المجرم ابن أخيها بالقفز من أعلى السطوح، وتوجه إلى الغرفة الداخلية في منزلها، وهي في سباتها العميق، وطفلان نائمان الأول يدعى محمد صلاح حمود عمره (10) أعوام، والآخر أحمد صلاح حمود توفي في الحال إثر الجريمة الشنعاء التي حلت بالأسرة، وعمره (7) أعوام، الاول أصيب بكسر بالغ في (الفك الأسفل) من الوجه، ما زال يرقد في المستشفى، وهذه القضية من أسبابها (استشراء المخدرات) وتعاطيها في ظل غياب الوازع الديني.
وما يثير الدهشة والاستغراب أن جرائم قتل (الأمهات) لم تلق الإجراءات الرادعة في حينها، وأصبحت عدن الحبيبة (حبلى) بالجرائم المأساوية، في الوقت الذي تضحك فيه لبعض من الناس تلتفت بعبوس لأناس آخرين.
والمتهم شاب يدعى «أ . ع . ع . ق» قام بجريمته الشنعاء، طمعـًا في الاستيلاء على عدد من المحتويات كالمجوهرات التي تمتلكها (القتيلة)، مستخدمـًا آلة حادة واسطوانة غاز الطبخ بعد أن كتم أنفاسها، وأبرحها ضربـًا حتى فارقت الحياة، ولم ينقذها أحدًا بعد الصراخ.
تحرك شرطة القاهرة
وقال رئيس قسم شرطة القاهرة العميد حسين صالح مسهر إن إدارته تسلمت بلاغـًا بالفاجعة التي ألمت بنا جميعـًا، وتم النزول إلى الموقع في حينه، واتخاذ إجراءات التحقيق في الواقعة مباشرة، ومن خلال التحقيق تم التوصل إلى المتهم (أ . ع . ع . ق) الذي اعترف بجريمته الشنعاء ضد المجني عليهم.
وأكد العميد مسهر أن أحد المقربين من الأسرة أبلغنا بأن هناك جريمة قتل وقعت في منطقة القاهرة بمديرية المنصورة، أمام المجمع الصحي خلال أيام العيد.. مشيرًا إلى أنه تم النزول في الحال إلى موقع الجريمة للتأكد من صحة البلاغ، وأن شخصـًا مجهولاً قام بالقفز إلى منزل المجني عليها، وتدعى (حبيبة عبده حسن) العمر (62) عامـًا، حيث قام بقتلها بآلة حادة، وكذا قتل الطفل أحمد صلاح حمود وإصابة طفل آخر ويدعى محمد صلاح حمود العمر (10) أعوام، تم إسعافه إلى مستشفى النقيب لتلقي العلاج، وتم إشعار عمليات أمن عدن لغرض نزول فريق البحث الجنائي إلى مسرح الجريمة، لأخذ البصمات والآثار من الموقع، بعد ذلك تم تأمين مسرح الجريمة والتحفظ على القاتل، ونقل الجثتين إلى مستشفى الجمهورية، لاستكمال الإجراءات القانونية.
جمع الأدلة
وقال مستطردًا إنه تم البدء بالتحقيق لجمع المعلومات والأدلة عن الفاعل، إذ تم التحقيق مع أهل المشتبه به المدعو (أ . ع . ق) العمر (19) عامـًا، ونقله إلى إدارة البحث الجنائي بأمن عدن واحتجازه.. مشيرًا إلى أنه تم اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة، منها أخذ أقوال الشهود والمُبلغ عن الجريمة، وإشعار مدير القسم ورئيس البحث بالواقعة، وتم تسجيل بلاغ جنائي رقم (36).. مؤكدًا أن شرطة القاهرة قامت باستجواب المتهم (أ . ع . ق) الذي أقر واعترف بقتل المجني عليها (حبيبة عبده حسن) والطفل (احمد صلاح).. وأفاد المتهم بأنه قام في يوم الجريمة الساعة السادسة صباحـًا بالقفز وقتل المجني عليها (حبيبة عبده حسن) والطفل (أحمد) عمدًا، وإصابة الطفل (محمد صلاح) بواسطة آلة حادة، وأخذ كيس بداخله مبلغ مالي وكذا مجوهرات (ذهب).
الذهب هدف القاتل
وبين قائد شرطة القاهرة: أنه تم النزول إلى منزل المتهم (أ . ع . ق) بحضور والده وعمه عمار وممثلي اللجان المجتمعية والمجلس المحلي وتم العثور على الكيس الذي قام بأخذه من منزل المجني عليها (حبيبة عبده حسن) ومبلغ مالي وقدره (271) ألف ريال، ومجموعة ذهب، وكذا ذهب (مطلي)، وتم عمل محضر، وأخذ لقطات الكاميرات من الموقع في الأول من أبريل 2025م وتحركات المتهم.
كما أنه تم أخذ أقوال المصاب في مستشفى النقيب، الطفل محمد، وتم تسليم منزل المجني عليها (حبيبة) إلى ولدها عمار عبده قاسم ثابت، حسب توجيهات النيابة العامة عطفـًا على توجيهات مدير القسم.. وإعداد محضر جمع استدلال بالواقعة سيُحال إلى النيابة العامة لاستكمال الإجراءات القانونية.
وقال: في التقرير الجنائي تم الاستنتاج من خلال التحقيق وأفاد المتهم بأنه قام بالجريمة بغرض السرقة والشك، والأسباب البلطجة واللامبالاة بالقانون.
صحيفة 14 أكتوبر باشرت النزول إلى قسم شرطة القاهرة بمديرية الشيخ عثمان للتأكد من الواقعة التي حلت بالمجتمع العدني المسالم.
رأي الأوقاف
كما قمنا بالنزول إلى مكتب وزارة الأوقاف والتقينا الأخ عرفات باعريشة مدير مكتب وكيل قطاع الأوقاف بالوزارة، وأدلى بتصريح خاص لـ «14 أكتوبر» أوضح فيه:
ما حصل في يوم العيد من صرعة عظيمة وفاجعة كبرى، لم تكن لتحصل لولا أن العقل قد غُيـِّب عن العمل، فأريقت الدماء، ووقعت الكارثة وقتل النفس المحرمة، وكل ذلك من جزاء الاستهانة بهذا الأمر الخطير، وعدم محاربة هذه الظاهرة التي دمرت الشباب وهي المخدرات بأنواعها كافة وصورها المتنوعة.
وفي سياق حديثه للصحيفة قال: إن ما كرم الله به الإنسان هو العقل، الذي يمتاز به عن الحيوان، ويميز به بين الخير والشر والضار والنافع؛ فإن فقد العقل، لم يكن بينه وبين الحيوان فرق.
ولقد نهى الله عن تعاطي ما يخل بالعقل، ورتب على ذلك حدًا رادعـًا وعقوبة زاجرة، فالعقل هو أحد الضروريات الخمس التي أجمعت الشرائع السماوية على وجوب حفظها؛ لأن في حفظها قوام مصلحة البشرية؛ لأن فاقد العقل يسيء إلى نفسه وإلى مجتمعه، فقد يوقع في نفسه الهلاك والفساد ويعتدي على أقرب الناس إليه، ويخل بالأمن ويروع المجتمع.
فالله قد حرم الخمر وبين جزءًا من أضراره العظيمة، بل نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كل سكر ومفتر.
والمخدرات شر من الخمر، فهي تفسد العقل، وتقتل الغيرة، فهي تشارك الخمر في الاسكار وتزيد عليه في كثير من الأضرار.
فالواجب الشرعي على المنابر الدينية والصروح التعليمية والأجهزة الأمنية أن يتكاتف الجميع لمحاربة كل ما يوصل لهذا الضرر، وأول هذه المصائب شمة الحوت والشيشة الإليكترونية، فالله يسأل كل راعٍ عما استرعاه يوم القيامة. والحمد رب العالمين
التوجيه التربوي
شجوفة عمر عبدي – موجهة تربوية من جانبها قالت:
عندما نما إلى علمنا أن شابـًا قام بقتل إحدى قريباته، استفزني ذلك الشعور الذي لم نألفه من قبل.. وبهذا الخصوص ندين أية جريمة قتل في حق أي إنسان من دون أي حق؛ لأن من يأخذ الروح هو خالقها.
وأشارت إلى أن أية جريمة قتل لأحد الأقارب أو غيرهم سببها الرئيس هو البعد عن الدين، وانعدام الأخلاق الإنسانية، نتيجة عدم التربية الصحيحة ومعرفتهم بأن من يقتل نفسـًا كأنه قتل الناس جميعـًا.
وأضافت الموجهة التربوية قائلة: إنني أتمنى من الأهالي العودة إلى سماحة ديننا الإسلامي الحنيف، والاهتمام بالتربية الصحيحة ومتابعة أولادهم وإرشادهم والامتناع عن مصاحبة أصدقاء السوء وزرع الأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة والحميدة في نفوس أبنائهم الذين هم عماد المستقبل.. موضحة أن استشراء المخدرات في المجتمع العدني شر مستطير، ولهذا لابد من الإسراع بالعقاب الرادع لمرتكبي الجرائم دون رحمة.
دور المدرسة
من جانبها قالت وكيلة الأنشطة في مدرسة الراشد فتحية بيدان إن جرائم القتل المستشرية اليوم بين أوساط الشباب تعتبر دخيلة وذلك في العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، وأرى أن سبب هذه الجرائم التي يرتكبها أولئك القلة من الشباب في حق أفراد أسرهم الآمنين في منازلهم هو تعاطيهم للمخدرات بشكل مخيف، وكذلك للدلال الزايد من قبل الأسرة، وعدم متابعة الوالدين لأولادهم، ولا من يرافقون من القرناء، وكذلك عدم زرع الوازع الديني في نفوس أبنائهم والابتعاد عن ضوابط الشريعة الإسلامية، التي تعتبر سببـًا رئيسـًا لهذه الجرائم البشعة.
كما تطرقت حنان الأميري – ناشطة مجتمعية إلى العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ارتكاب الجرائم من قبل الشباب بحق أفراد أسرهم الآمنين، ومنها ضعف الوازع الديني، تعاطي المخدرات في كل وقت وحين دون رادع، الضغوط النفسية والاقتصادية والفقر والبطالة والفراغ.
اللجان المجتمعية تتحدث
وأشارت الأميري إلى أنه بغض النظر عن هذه الأسباب التي سبق ذكرها آنفـًا؛ إلا أن القانون يتعامل معها كجريمة مع سبق الإصرار، ويعاقب عليها، ولكن على الأسر أن تستوعب ما يحدث لأبنائها من تغيير السلوك، والجلوس معهم، والتعامل معهم من قبل الأسرة (الأم، الأب) بشكل ودي في معرفة ما يعانونه من مشاكل نفسية أو أسرية أو حتى خارج إطار الأسرة، ومراقبتهم مهمة وعلى الجهات الحكومية والخاصة وكذلك إيجاد فرص عمل للشباب وإيجاد متنفسات لهم في إفراغ طاقاتهم.