
الرياض / 14 أكتوبر / متابعات:
شهدت مدينة الرياض اليوم الاثنين الجولة الثالثة من المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة وأوكرانيا، للبحث في هدنة محتملة في أوكرانيا حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الروسية "تاس" نقلاً عن مصدر مطّلع على المفاوضات. وقال المصدر إن الوفد الروسي الذي يضم السناتور والدبلوماسي السابق غريغوري كاراسين وسيرغي بيسيدا وهو عضو كبير في جهاز الأمن الفدرالي، التقى الوفد الأميركي في فندق "ريتز كارلتون" في الرياض، الواقع على أبواب حي السفارات في العاصمة السعودية.
ووفقاً لـ "بي بي سي" البريطانية فإن المحادثات تهدف إلى وقف جوانب من الحرب في أوكرانيا على الأقل. وأشارت إلى الوفد الروسي موجود في طابق واحد، والأوكرانيون، كلهم 25 شخصًا، موجودون في طابق آخر.
وقد التقى الأميركيون بكلا الطرفين، في محاولة للارتقاء إلى مستوى التوقعات المتفائلة إلى حد ما التي طرحها المبعوث الخاص للرئيس ترامب، ستيف ويتكوف.
يقول الأوكرانيون إن محادثاتهم الليلة الماضية كانت مثمرة. وقد أحضروا معهم خبراء فنيين من وزارة الطاقة، بالإضافة إلى دبلوماسيين وضباط بحريين، لمناقشة كيفية حماية ممرات الشحن في البحر الأسود.
وأظهرت لقطات داخل بهو الفندق دخول الوفد الروسي في وقت مبكر اليوم.
وقال وزير الدفاع الأوكراني، إن مسؤولين أوكرانيين وأميركيين ناقشوا، أمس الأحد، مقترحات لحماية منشآت الطاقة والبنية الأساسية الحيوية، وذلك في إطار مسعى دبلوماسي يقوم به الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب الدائرة منذ ثلاثة أعوام.
وينعقد الاجتماع في السعودية ويسبق محادثات تجرى، اليوم الإثنين، في المملكة أيضاً بين الوفدين الأميركي والروسي، ويأتي في الوقت الذي عبر فيه المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف عن تفاؤله بشأن فرص إنهاء أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال ويتكوف لشبكة "فوكس نيوز"، "أشعر أنه (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) يريد السلام... أعتقد أنكم سترون في السعودية تقدماً ملموساً، لا سيما في ما يتعلق بوقف إطلاق النار في البحر الأسود على السفن بين البلدين. ومن ثم، ستتجه الأمور بشكل طبيعي نحو وقف إطلاق نار شامل".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن وفد بلاده المشارك في المحادثات يعمل بطريقة بناءة للغاية.
وأضاف زيلينسكي في خطاب بثه التلفزيون، "المحادثات مفيدة للغاية والوفود مستمرة في عملها... لكن مهما قلنا لشركائنا اليوم، فعلينا أن ندفع بوتين إلى إصدار أمر حقيقي بوقف الضربات".
وقال وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف الذي يرأس وفد بلاده، إن هذه الاتصالات تهدف إلى المساعدة في "تقريب السلام العادل وتعزيز الأمن"، لكن زيلينسكي قال، إن محادثات، أمس الأحد، "فنية" في الأساس.
ووافق بوتين، الأسبوع الماضي، على اقتراح ترمب بأن توقف روسيا وأوكرانيا الهجمات على البنية التحتية للطاقة الخاصة بكل منهما لمدة 30 يوماً، لكن وقف إطلاق النار الجزئي هذا سرعان ما أصبح موضع شك، إذ أبلغ الجانبان عن استمرار الضربات.
وذكر مسؤولون أوكرانيون، أمس، أن هجوماً روسياً واسع النطاق بطائرات مسيرة على كييف الليلة الماضية تسبب في مقتل ثلاثة على الأقل بينهم طفل عمره خمسة أعوام، وفي حرائق بمبان سكنية مرتفعة وأضرار في أنحاء العاصمة.
في الوقت نفسه، أعلنت السلطات الروسية أن دفاعاتها الجوية دمرت 59 طائرة مسيرة أوكرانية استهدفت مناطق بجنوب غرب روسيا، مضيفة أن الضربات أدت إلى مقتل شخص واحد في روستوف.
وأيد زيلينسكي الذي يواجه تقدماً مستمراً للقوات الروسية في شرق أوكرانيا، دعوة ترمب لوقف إطلاق نار شامل لمدة 30 يوماً.
وكان ترامب قد قال السبت، إن الجهود المبذولة لمنع مزيد من التصعيد في الصراع الأوكراني- الروسي "ناجحة إلى حد ما".
وذكرت وكالة "بلومبيرغ نيوز" نقلاً عن مصادر مطلعة، أمس، أن الولايات المتحدة تأمل في التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل في غضون أسابيع، وتستهدف التوصل لهدنة بحلول 20 أبريل.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتس الأحد، إن الولايات المتحدة تناقش مجموعة من إجراءات بناء الثقة بهدف إنهاء الحرب، ومنها مستقبل الأطفال الأوكرانيين الذين نُقلوا إلى روسيا.
وعندما سئل عن أهداف المفاوضات الأوسع، قال والتس إنه بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار في البحر الأسود، "سنناقش خط السيطرة وهو الخطوط الأمامية الفعلية".
وأضاف والتس، "وهذا يشمل تفاصيل آليات التحقق وحفظ السلام وإبقاء الخطوط مثلما هي. ثم، بالطبع، السلام الأوسع والدائم".
وأثارت الاتصالات بين ترمب وبوتين قلق الزعماء الأوروبيين الذين يخشون من أن تدير واشنطن ظهرها لأوروبا على أمل التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا ضمن صفقة أوسع نطاقاً تشمل أسعار النفط والشرق الأوسط والمنافسة مع الصين.
وتقود بريطانيا وفرنسا الجهود الأوروبية لتعزيز الدعم العسكري واللوجيستي لأوكرانيا، كما أعلنت عدة دول خططاً لزيادة الإنفاق الدفاعي في محاولتها تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة.
لكن ويتكوف خفف من المخاوف بين حلفاء واشنطن الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي من أن أي اتفاق سلام في أوكرانيا قد يشجع بوتين على غزو جيران آخرين.
وقال ويتكوف "لا أعتقد أنه يريد الاستيلاء على أوروبا بأكملها. هذا وضع مختلف تماماً عما كانت عليه الحال في الحرب العالمية الثانية".
ميدانياً، قالت القوات الجوية الأوكرانية، اليوم، إنها أسقطت 57 من أصل 99 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا ليلاً. وأضافت أن 36 طائرة مسيرة أخرى من نماذج مقلدة لم تصل إلى أهدافها. ولم توضح ما الذي حدث للطائرات الست المتبقية.
ميدانياً أيضاً، قال حاكم منطقة كييف، اليوم، إن روسيا شنت غارة جوية ثالثة على التوالي خلال الليل على العاصمة الأوكرانية، ما أدى إلى إصابة شخص واحد وإلحاق أضرار بعدة منازل في المنطقة المحيطة بالمدينة. وأضاف الحاكم ميكولا كلاشنيك أن شخصاً يبلغ من العمر 37 عاماً أُصيب بشظايا في الجزء العلوي من جسمه ورأسه.
وفي وقت متأخر من يوم أمس، في منطقة زابوريجيا جنوب شرقي البلاد، أسفر هجوم روسي عن إصابة امرأة تبلغ من العمر 54 عاماً وتحطيم نوافذ مبانٍ سكنية، وفقاً لما ذكرته إدارة المنطقة على "تيليغرام".