.jpg)


.jpg)
الخرطوم / 14 أكتوبر / متابعات:
شهدت منطقة وسط الخرطوم اليوم الإثنين تصاعداً كثيفاً لأعمدة الدخان جراء القصف المدفعي والاشتباكات المتبادلة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، في وقت يواصل الجيش حملة تمشيط واسعة في هذه المنطقة الاستراتيجية التي بسط سيطرته عليها تماماً قبل أيام بما فيها القصر الرئاسي، والهدف الجيوب المتبقية من القوات المتمردة.
وكان الجيش السوداني أعلن أمس الأحد، مواصلة عملياته التمشيطية في وسط العاصمة، واستعادته السيطرة على مواقع جديدة، وأوضح في بيان له "تواصل قواتنا والقوات المساندة لها تطهير جيوب ميليشيات ’الدعم السريع’ التي تحاول الهرب من قواتنا المطاردة لها بعمليات التمشيط من مبنى إلى آخر وسط الخرطوم".
ونشر أفراد من الجيش السوداني مقاطع مصورة تبين سيطرتهم على كثير من المنشآت والمواقع المهمة في منطقة وسط الخرطوم منها مجمع الواحة وأبراج البركة وفندق أراك والجامع الكبير بالسوق العربية.
توقعت مصادر عسكرية انتقال المعارك إلى المناطق الواقعة جنوب وشرق الخرطوم التي لا تزال تحت قبضة "الدعم السريع" والتي تشمل مطار الخرطوم وأحياء بري والمنشية والعمارات والرياض والطائف وأركويت والمعمورة والجريف غرب وسوبا والأزهري والصحافة وجبرة والكلاكلة، وصولاً إلى منطقة جبل أولياء في أقصى جنوب غربي الخرطوم.
كما توقعت المصادر نفسها مواصلة الجيش عملياته العسكرية في منطقة جنوب وغرب أم درمان بخاصة أحياء أمبدة والفتيحاب والصالحة من أجل استعادتها من قبل "الدعم السريع" التي تسيطر عليها منذ بدء الحرب في منتصف أبريل 2023.
في حين أعلنت القوة المشتركة المساندة للجيش ضبط كميات كبيرة من المعدات العسكرية في منطقة السوق العربية بوسط الخرطوم، وذكرت في بيان لها أن هذه المعدات تركتها قوات "الدعم السريع" أثناء فرار أفرادها من المنطقة بعدما أحكم الجيش سيطرته التامة عليها.
في سياق متصل، قال شهود عيان، إن خمسة مدنيين قتلوا بينما أصيب آخرون جراء قصف مدفعي لقوات "الدعم السريع" استهدف مسجداً بحي الدوحة التابع لمنطقة حلة كوكو شرق الخرطوم.
وأشار الشهود إلى أن مسيرة انقضاضية استهدفت أحد مساجد الحي خلال صلاة التراويح مساء أمس مما أوقع قتلى وجرحى.

وكان الجيش السوداني استعاد خلال مارس الجاري سيطرته على محلية شرق النيل فور تمكنه من السيطرة على المداخل الشرقية لجسري سوبا والمنشية المؤديين للخرطوم.
في غضون ذلك أفاد شهود عيان في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور باستئناف طرفي الحرب القصف المدفعي، إذ استهدف الجيش شمال وشرق المدينة، فضلاً عن تنفيذه عملية إسقاط جوي لتقديم الدعم اللوجيستي للفرقة السادسة مشاة التابعة له فيها، علاوة على تحليق طيرانه الحربي بصورة مكثفة فوق سماء الفاشر، في المقابل جددت "الدعم السريع" قصفها على عدد من الأحياء السكنية في المدينة بشكل عشوائي، مما أسفر عن وقوع إصابات بين المدنيين.
وأشار القيادي في حركة جيش تحرير السودان محمد بشير أبونمو إلى أن التطورات العسكرية في دارفور لمصلحة الجيش وحلفائه من القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة والمقاومة الشعبية، موضحاً أن هناك خطوات متسارعة لفك الحصار عن مدينة الفاشر من "دنس الميليشيات" التي باتت الآن في أضعف حالاتها، إذ فشلت في أكثر من 190 هجوماً لاقتحام الفاشر التي باتت عصية على أي محاولة للسيطرة عليها.
وقال أبونمو إنه أمام "فشل قوات ’الدعم السريع‘ في اقتحام الفاشر اتجهت إلى حرق كل القرى حول المدينة وتدمير مصادر المياه فيها وتهجير سكانها إلى مخيمات النزوح، فضلاً عن محاولة قطع كل طرق الإمداد لها بغرض تجويع سكانها".
على صعيد آخر قتل نحو 18 شخصاً إثر هجوم مباغت نفذته قوات "الدعم السريع" على قرى واقعة شمال غربي ولاية الجزيرة التي تمكن الجيش من استعادة الجزء الأكبر منها خلال يناير الماضي.
وقال بيان أصدره مؤتمر الجزيرة إن "ميليشيات ’الدعم السريع‘، بقيادة أحمد آدم قجه، كثفت هجماتها على قرى العقليين المتاخمة لجبل أولياء (تبعد 45 كيلومتراً عن الخرطوم)، والتابعة لمحلية الكاملين بولاية الجزيرة، حيث قتلت أمس الأحد 12 مدنياً في قرية حبيبة، وأربعة مدنيين في قرية الحضيراب، بينما قتل اليوم الإثنين بنيرانها اثنان من مواطني قرية الفدقوبة".
وبحسب البيان فإن الهجمات خلفت إصابات وسط المدنيين، كذلك فإن هناك العشرات ما زالوا في عداد المفقودين، فضلاً عن إجبار سكان قرى ود كردة ودقير والفدقوبة شمال وأبو الكيلك على النزوح، بيد أن الوضع ما زال مأسوياً في المنطقة.
ويسعى الجيش، الموجود في منطقة جياد شمال الجزيرة، علاوة على بلدة أبوقوتة في الشمال الغربي، إلى التقدم نحو جنوب العاصمة الخرطوم، وهي مناطق لا تزال خاضعة لسيطرة "الدعم السريع".
إلى ذلك أشارت منظمة الهجرة الدولية إلى انخفاض أعداد النازحين 2.4 في المئة بعد تزايد معدلات العودة إلى ولايات الخرطوم وسنار والجزيرة.

وأسهمت استعادة الجيش مناطق واسعة في عودة مئات الآلاف من الذين فروا من ديارهم هرباً من انتهاكات قوات "الدعم السريع"، واشتداد المعارك بين طرفي الحرب.
وأكدت المنظمة في بيان لها أن "إجمالي عدد النازحين داخلياً انخفض 2.4 في المئة بسبب حركة العودة، وهو أول انخفاض منذ اندلاع الحرب"، وبينت أن أعداد النازحين انخفضت في ولايات النيل الأزرق وكسلا والقضارف والبحر الأحمر والشمالية ونهر النيل وسنار وشمال كردفان وغرب دارفور، نظراً إلى حركة العودة.
وأشارت إلى أن النزاع الحالي دفع 8 ملايين و596 ألفاً و622 شخصاً إلى النزوح داخلياً، منهم 396 ألفاً و738 فرداً عادوا إلى ديارهم، بينهم مليون و116 ألفاً و54 شخصاً نزحوا قبل اندلاع الحرب وتعرضوا لنزوح ثانوي بعد نشوبها.
ولفتت الانتباه إلى أن إجمال النازحين قبل وبعد اندلاع النزاع الحالي يبلغ 11 مليوناً و301 ألف و340 شخصاً، يقيمون في 10 آلاف و285 موقعاً في جميع محليات البلاد البالغة 185 محلية، ويعيش معظم النازحين في ظل أوضاع إنسانية قاسية، جراء ضعف الاستجابة لحاجاتهم، وعدم توفر العمل بعدما دمرت الحرب سبل العيش والقاعدة الصناعية والأنشطة الزراعية والتجارية.
وقالت منظمة الهجرة إن 47 في المئة من الأسر النازحة استقرت مع العائلات والمجتمعات المستضيفة، فيما أقامت 18 في المئة من النازحين في مخيمات، و17 في المئة في مستوطنات أو مناطق مفتوحة، وتسعة في المئة في مدارس أو مبانٍ عامة، وستة في المئة في مساكن خاصة مستأجرة، والبقية في ملاجئ موقتة.
وأوضحت أن 53 في المئة من النازحين هم من فئة الأطفال، منهم 27 في المئة أطفال دون سن الخامسة، فيما بلغت نسبة الإناث دون 18 عاماً نحو 28 في المئة من النازحين.
.jpg)
وكشفت منظمة الهجرة الدولية عن ارتفاع أعداد الذين عبروا الحدود إلى البلدان المجاورة إلى 3 ملايين و934 ألفاً و738 فرداً، منهم 28 في المئة أجانب أو عائدون إلى بلدانهم.
وفر 1.5 مليون سوداني إلى مصر، و767 ألفاً إلى تشاد، فيما لجأ 341 ألفاً إلى جنوب السودان، و105 آلاف شخص إلى ليبيا، بينما فر البقية إلى إثيوبيا وأفريقيا الوسطى وأوغندا.