نتنياهو يأمر "بالتحرك بقوة" بعد إطلاق صواريخ باتجاه المطلة و"يونيفيل" تحذر من وضع "هش للغاية"




بيروت / تل أبيب / 14 أكتوبر / متابعات:
تعرضت بلدات عدة جنوب لبنان لسلسلة غارات إسرائيلية اليوم السبت، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه يهاجم أهدافاً تابعة لـ"حزب الله" بعدما أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمراً بشن ضربات على عشرات الأهداف "الإرهابية" إثر إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وقال نتنياهو في بيان، "رداً على إطلاق صواريخ على إسرائيل هذا الصباح، أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس توجيهات للجيش بالتحرك بقوة ضد عشرات الأهداف الإرهابية في لبنان".
وبعد فترة وجيزة من بيان نتنياهو، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يهاجم أهدافاً تابعة لـ"حزب الله" في جنوب لبنان. وفي بيان لاحق، قال إنه هاجم "عشرات المنصات الصاروخية ومقر قيادة عمل من داخله عناصر" من "حزب الله". وأضاف، "يشكل إطلاق القذائف الصاروخية صباح اليوم نحو منصة إصبع الجليل خرقاً فاضحاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان وتهديداً مباشراً على مواطني دولة إسرائيل حيث تتحمل الدولة اللبنانية المسؤولية للحفاظ على الاتفاق".
وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية في لبنان بتعرض عدد من البلدات لقصف إسرائيلي، مما أسفر عن سقوط قتيلين بينهما طفلة وإصابة ثمانية جرحى من بينهم طفلان في قصف على وسط بلدة تولين، وجريحين في بلدة كفركلا، وجريح في يحمر الشقيف.
واستهدفت الضربات الإسرائيلية حسب الوكالة بلدات يحمر الشقيف والريحان وخراج بلدة كفرحونة وأطراف بلدة طيرحرفا ووادي زبقين وجبل صافي وجبل الرفيع ومحيط مليتا وأطراف عين قانا وكفرملكي وأطراف بلدة سجد في منطقة إقليم التفاح، والعيشية وبصليا وبركة الجبور في كفرجونة بمنطقة جزين، ومنطقة الصالحاني عند أطراف بلدة بيت ليف في قضاء بنت جبيل، ووادي العصافير في الخيام.
وفي وقت سابق صباح اليوم، تعرضت الحارة الشمالية الغربية لبلدة يحمر الشقيف في قضاء النبطية صباح اليوم السبت لقصف مدفعي إسرائيلي متقطع، وطاول القصف أيضاً أطراف بلدتي أرنون وكفر تبنيت، فيما أحصي سقوط نحو 10 قذائف في الاعتداءات الإسرائيلية على المناطق المذكورة.
وأطلقت القوات الإسرائيلية، وفقاً للوكالة اللبنانية، رشقات رشاشة في اتجاه حولا ومركبا وكفركلا التابعة لمرجعيون. واستهدف القصف الإسرائيلي بلدة الخيام، حيث جرى رصد ثلاث قذائف ميركافا سقطت في البلدة.
وأعلن الجيش اللبناني بعد ساعات من إطلاق الصواريخ من لبنان باتجاه المطلة أنه عثر على المنصات التي أطلقت منها، كاشفاً أنها تقع شمال نهر الليطاني وتحديداً في بلدتي كفرتبنيت وأرنون - النبطية، وعمل على تفكيكها.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات حفظ السلام الأممية في لبنان أندريا تيننتي، إن "(يونيفيل) لا تزال تشعر بقلق بالغ إزاء التصاعد الممكن للعنف بعد رصد إطلاق أربعة صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل في محيط المطلة حوالى الساعة السابعة والنصف صباحاً، مما أسفر عن رد فوري من جانب جيش الدفاع الإسرائيلي".
وحض "جميع الأطراف بشدة على الامتناع عن اتخاذ أية خطوات قد تعرض التقدم المحرز للخطر، خصوصاً في ظل تهديد أرواح المدنيين والاستقرار الهش الذي شهدته المنطقة في الأشهر الأخيرة".
وتابع تيننتي، "أي تصعيد إضافي في هذا السياق المتقلب قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة، لا يزال الوضع هشاً للغاية، ونشجع الطرفين على الوفاء بالتزاماتهما، ويواصل جنود حفظ السلام التابعون للـ(يونيفيل) أداء مهامهم في جميع مواقعهم".
من جهته نفى "حزب الله" في بيان "أي علاقة له بإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان" على الأراضي الإسرائيلية، مؤكداً أن "ادعاءات العدو الإسرائيلي تأتي في سياق الذرائع لاستمرار اعتداءاته على لبنان والتي لم تتوقف منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار".
وجدّد الحزب تأكيد التزامه باتفاق وقف النار، وأنه "يقف خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد الصهيوني الخطير على لبنان".

من جانبه، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الجيش اللبناني والسلطات القضائية والأمنية وكذلك لجنة مراقبة وقف إطلاق النار إلى المسارعة لكشف ملابسات ما حصل صباح اليوم في الجنوب، مؤكداً أن "المستفيد الأول والأخير من جر لبنان والمنطقة إلى دائرة الإنفجار الكبير هي إسرائيل ومستوياتها الأمنية والعسكرية التي خرقت القرار 1701 وبنود وقف إطلاق النار بأكثر من 1500 خرق حتى الآن، في وقت التزم لبنان ومقاومته بشكل كلي بكل مندرجات هذا الإتفاق".
ودان رئيس الجمهورية اللبناني جوزاف عون "محاولات استدراج لبنان مجدداً إلى دوامة العنف"، واعتبر أن "ما حصل اليوم في الجنوب، وما يستمر هناك منذ الـ18 من فبراير الماضي، من عدم التزام بحرفية اتفاق وقف النار، يشكل اعتداءً متمادياً على لبنان وضرباً لمشروع إنقاذه الذي أجمع عليه اللبنانيون.
وناشد عون جميع "أصدقاء لبنان التنبه لما يحاك ضده من أكثر من طرف معادٍ"، كما دعا القوى المعنية في الجنوب اللبناني كافة، ولاسيما لجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق وقف إطلاق النار والجيش اللبناني إلى "متابعة ما يحصل بجدية قصوى لتلافي أي تداعيات وضبط أي خرق أو تسيّب يمكن أن يهدد الوطن في هذه الظروف الدقيقة".
كما طلب عون من قائد الجيش العماد رودولف هيكل "اتخاذ الإجراءات الميدانية الضرورية للمحافظة على سلامة المواطنين، والتحقيق لجلاء ملابسات ما حصل".
بدوره، حذر رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام اليوم السبت من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية للبلاد. وشدد في بيان على "ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة بما يؤكد أن الدولة وحدها هي من يمتلك قرار الحرب والسلم".
من جهته أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الجيش "سيرد" على إطلاق ثلاثة صواريخ أطلقت من لبنان اليوم على شمال إسرائيل وتم اعتراضها.
ولم يعلن أي طرف مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ.
وقال كاتس، "لا يمكننا السماح بإطلاق صواريخ من لبنان على بلدات الجليل"، مضيفاً "تتحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية عمليات الإطلاق من أراضيها. أمرتُ الجيش بالرد".
من جانبه ذكر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير أن بلاده سترد بشدة على إطلاق صواريخ من لبنان.

وانطلقت صافرات الإنذار في بلدة المطلة بشمال إسرائيل الحدودية مع لبنان. وأشار الجيش في وقت لاحق إلى اعتراض الصواريخ الثلاثة التي دخلت الأراضي الإسرائيلية.
كان الجيش الإسرائيلي أكد اليوم أنه جرى اعتراض ثلاثة صواريخ قادمة من لبنان على رغم وقف إطلاق النار الذي أدى إلى انخفاض نسبي في العنف بين الجانبين.
وتحدثت معلومات عن انفجار صواريخ اعتراضية إسرائيلية في أجواء القطاع الشرقي من جنوب لبنان.
وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى "إطلاق خمسة صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل تم اعتراض ثلاثة منها، وسقط اثنان في الأراضي اللبنانية"، معتبرة أن "إطلاق القذائف من لبنان هو الأول منذ ثلاثة أشهر ويشكل انتهاكاً خطراً من (حزب الله)".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه شن الخميس الماضي ضربات جوية استهدفت "حزب الله" في البقاع في شرق لبنان وفي منطقة الجنوب.
وجاء في بيان أن الجيش "شن ضربة على موقع عسكري يشمل بنية إرهابية تحت الأرض في منطقة البقاع في لبنان، وعلى موقع عسكري (يضم) قاذفات صواريخ في الجنوب رصدت فيه نشاطات لـ(حزب الله)". وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية وقوع ضربات في جنوب البلاد وشرقها.
وعلى رغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل في الـ27 من نوفمبر 2024 بوساطة أميركية عقب مواجهة استمرت لأكثر من عام، لا تزال إسرائيل تشن غارات على مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه.
وتقول تل أبيب إنها تستهدف عناصر ومنشآت للحزب، وإنها لن تسمح له بإعادة بناء قدراته بعد الحرب.

وعلى رغم انتهاء مهلة لسحب إسرائيل قواتها من جنوب لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في الـ18 من فبراير الماضي، فإنها أبقت على وجودها في خمس نقاط استراتيجية في جنوب لبنان على امتداد الحدود، مما يتيح لها الإشراف على بلدات حدودية لبنانية والمناطق المقابلة في الجانب الإسرائيلي للتأكد "من عدم وجود تهديد فوري".
وأعلنت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، الأسبوع الماضي، عن العمل دبلوماسياً مع لبنان وإسرائيل من خلال ثلاث مجموعات عمل لحل الملفات العالقة بين البلدين، بينها الانسحاب من النقاط الخمس.
ولا يزال أكثر من 92 ألفاً و800 شخص نازحين في لبنان، وفق الأمم المتحدة، لا سيما في ظل الدمار الكبير الذي ألحقته الحرب بأجزاء واسعة من مناطق في جنوب لبنان وشرقه وفي ضاحية بيروت الجنوبية.