الاحتلال الإسرائيلي يدفع بتعزيزات عسكرية لـ(جنين) في اليوم الثاني من الاقتحام
الضفة الغربية / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات:
أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، اليوم الأربعاء، أن مسؤولية الحفاظ على وقف النار بغزة تقع على عاتق الجميع في المنطقة. وأعرب عن أمله بأن يصمد اتفاق وقف النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، وفق ما نقلته وكالة «رويترز».
وأعربت السعودية خلال جلسة مجلس الوزراء التي ترأسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس الوزراء، عن أملها في أن يسهم اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة في إنهاء الحرب الإسرائيلية الوحشية، ومعالجة أساس الصراع عبر تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه، وفي مقدمتها قيام دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ووقَّعت حركة حماس وإسرائيل هدنة لوقف الحرب، بدأت المرحلة الأولى منها يوم الأحد الماضي، وستمتد لـ42 يوماً، وتتضمن تسليم 33 أسيراً إسرائيلياً، يقابلهم 1904 أسرى فلسطينيين، ويكون ذلك عبر عمليات متلاحقة للتبادل، على أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة يوم 3 فبراير المقبل؛ أي اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى.
أمميا قال رولاند فريدريك، مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في الضفة الغربية اليوم الأربعاء إن إسرائيل استخدمت أسلحة متطورة وأساليب حرب متقدمة؛ بما فيها الغارات الجوية، في العملية العسكرية التي تشنها على مخيم جنين.
وذكر فريدريك في حسابه على منصة «إكس» أن قوات الأمن الإسرائيلية شنت أمس عملية واسعة النطاق في المخيم والمدينة، متوقعاً أن تستمر العملية أياماً عدة.
وتابع فريدريك أن مخيم جنين لا يكاد يصلح للسكن، مضيفاً أن نحو ألفي أسرة نزحت منه منذ منتصف ديسمبر الماضي، وأضاف أن ذلك يأتي «بعد أكثر من شهر من الاشتباكات المسلحة داخل مخيم جنين بين قوات الأمن الفلسطينية والجهات المسلحة الفلسطينية»، موضحاً أن الوكالة لم تتمكن من تقديم الخدمات الكاملة للمخيم منذ منتصف ديسمبر الماضي.
ولفت فريدريك إلى أن العملية تأتي قبل أسبوع فقط من تنفيذ تشريعات إسرائيلية تقوض بشكل كبير عمليات (الأونروا) في الضفة الغربية كما حذر بأن هذه التطورات تهدد بزعزعة وقف إطلاق النار الهش الذي جرى التوصل إليه قبل أيام قليلة فقط في غزة.
من جهته ذكر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الأربعاء أن هناك خطراً بأن تشعر إسرائيل أن هذه هي اللحظة المناسبة لضم الضفة الغربية وإبقاء الوضع بغزة في حالة من الغموض. وحث غوتيريش قوات الأمن على عدم استخدام القوة المميتة في جنين. وأشاد خلال كلمته أثناء المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بالمساهمة الكبيرة للرئيس الأميركي دونالد ترمب في وقف إطلاق النار بقطاع غزة.
وفي الداخل الفلسطيني واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحامها مدينة جنين ومخيمها لليوم الثاني على التوالي مع استمرار الدفع بمزيد من القوات، بعد استشهاد 10 فلسطينيين في العملية العسكرية التي أطلقتها إسرائيل تحت اسم "الجدار الحديدي"، في حين نزح أكثر من 600 فلسطيني من مخيم جنين.
وأفادت مصادر بأن القوات الإسرائيلية اعتقلت، فجر اليوم الأربعاء، عددا من الفلسطينيين بعد مداهمات للمنازل في المدينة ومحاصرة مستشفياتها وسط اشتباكات متقطعة مع مقاومين.
كما أفاد بيان للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (شاباك) بأنهم استهدفوا جوا 10 ممن وصفهم البيان بـ"المخربين"، معلنا تدمير عبوات ناسفة في جنين في إطار عملية "السور الحديدي"، وفق وصفه.
وتجددت -صباح اليوم- الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين.
وقالت كتيبة جنين في سرايا القدس إنها تتصدى لقوات الاحتلال في محاور القتال المختلفة بالمدينة، وإنهم "يمطرون قوات العدو والآليات العسكرية بزخات من الرصاص المباشر والعبوات الناسفة وفق متطلبات وظروف الميدان".
وأفادت مصادر محلية فلسطينية بأن الاشتباكات تركزت عند شارع الناصرة وداخل أزقة وحارات المخيم لدى محاولة قوات الاحتلال اقتحامه من مفترق العودة وحارة الدمج.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال دفعت بمزيد من التعزيزات لمدينة ومخيم جنين شمالي الضفة الغربية في إطار عمليتها العسكرية.
وقد قامت قوات الاحتلال بعمليات تجريف في شارع المستشفى الحكومي بجنين، مما أدى إلى إغلاق أحد مداخل المستشفى وإعاقة حركة سير المركبات وخروجها منه.
ودخلت هذه العملية يومها الثاني وسط اشتباكات مسلحة بين مقاومين وقوات الاحتلال. وذكرت مصادر فلسطينية أن عبوة ناسفة محلية الصنع انفجرت لدى مرور آليات الاحتلال عند أطراف المخيم.
وقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش والشاباك والشرطة أطلقوا الثلاثاء، بتوجيه من المجلس السياسي والأمني، عملية عسكرية واسعة النطاق ومهمة للقضاء على "الإرهاب" في جنين.
من جهتها، دعت حركة (حماس) إلى النفير العام، والتصدي لعدوان الاحتلال الواسع في جنين، وإسناد المقاومين لمواجهة البطش الإسرائيلي.
وأضافت الحركة أن سلوك أجهزة السلطة التي انسحبت من محيط مخيم جنين، بالتزامن مع بدء العملية العسكرية للاحتلال، يثير الاستغراب بعد حصار دام أكثر من 48 يوما.
كما دعت حركة الجهاد الإسلامي في عموم الضفة الغربية إلى التصدي بكل الوسائل والسبل لحملة قوات الاحتلال وإفشال أهدافها.
وفي السياق ذاته، قال مسؤول العلاقات العامة في بلدية جنين بشير مطاحن إن أكثر من 600 فلسطيني اضطروا للنزوح من مساكنهم في مخيم جنين، إلى ساحة مستشفى جنين الحكومي.
وأضاف مطاحن أن النازحين توزعوا في الطرقات بمحيط المستشفى وداخل أقسامه، في وضع إنساني صعب، وبعضهم في العراء دون مأوى أو خيام.
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي فرض حصارا كاملا على مدينة جنين وأغلق مخيمها، وجرف معظم الشوارع الرئيسية والمفترقات.
وأشار المسؤول الفلسطيني إلى تمكن طواقم الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني من إجلاء 20 طفلا تتراوح أعمارهم بين 4 و5 سنوات، بعد أن انقطعت بهم السبل داخل إحدى روضات الأطفال، في حين أصيب طفلان و3 أطباء وممرضان، بالرصاص خلال العملية الإسرائيلية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء أمس، استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة نحو 40 آخرين جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على جنين ومحيطها.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال تمنع طواقمه من الوصول إلى المصابين داخل مخيم جنين.
وقد وثقت الكاميرات لحظة استشهاد الشاب أحمد شايب بعد إطلاق النار عليه وهو يقود سيارته رفقة عائلته في وادي برقين غربي مخيم جنين.
وقال الدكتور عبد الرحمن كميل الطبيب بمستشفى الرازي بجنين إن قوات الاحتلال أطلقت النار على زميلهم حسين أبو الهيجا، بينما كان في طريقه إلى مقر عمله بالمستشفى لمساعدة المرضى، مما أدى إلى استشهاده.
وأضاف أن المستشفى استقبل عدة مصابين، بعضهم حالاتهم خطرة، وبينهم رضع تتراوح أعمارهم بين 3 أشهر وسنة ونصف سنة.
في المقابل، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن 4 جنود أصيبوا بجروح بين متوسطة وخفيفة في انفجار عبوة ناسفة.
وفي السياق ذاته، قال رئيس بلدية جنين محمد جرار لوكالة الأناضول إن الجيش الإسرائيلي نفذ 104 عمليات عسكرية كبيرة ومئات الاقتحامات في المدينة ومخيمها منذ سبتمبر 2021.
وأضاف جرار نواجه أزمة حقيقية في مستشفى جنين الحكومي، حيث يحتجز عشرات السكان والمواد الغذائية نفدت بالكامل.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يخلي بالقوة أحياء كاملة في المخيم، وهناك مخاوف من تدميرها ونسفها.