في الـ19من يناير منذ 57 عامًا، أبصرت صحيفة “14 أكتوبر” النور من قلب مدينة عدن، لتصبح واحدة من أبرز الصحف اليمنية والعربية التي قدمت نموذجًا رياديًا في الصحافة المكتوبة. تأسست الصحيفة في 19 يناير 1968، عقب استقلال جنوب اليمن، لتحمل اسمًا يعكس الروح الوطنية المرتبطة بثورة 14 أكتوبر المجيدة، وتُعبر عن طموحات الشعب اليمني آنذاك في الحرية والاستقلال والبناء.
رسالة وطنية وإعلامية رائدة
منذ انطلاقتها، عملت صحيفة “14 أكتوبر” على ترسيخ قيم الثورة ومبادئ الاستقلال، فكانت منبرًا وطنيًا لنقل صوت الشعب وهمومه وتطلعاته. وساهمت الصحيفة في توثيق وتغطية الأحداث التاريخية، و السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي مرت بها البلاد، مما جعلها شاهدًا على تحولات اليمن الحديث.
وكانت ولاتزال 14اكتوبر منبراً للإبداع والثقافة حيث لم تقتصر الصحيفة على تغطية الجوانب الإخبارية ، بل كانت فضاءً للإبداع الأدبي والثقافي، حيث نشرت أعمال أبرز الأدباء والشعراء اليمنيين والعرب، كما لعبت دورًا في تعزيز الهوية الثقافية اليمنية والحفاظ على التراث والتقاليد من خلال صفحاتها المتنوعة.
ورغم الأوضاع السياسية والاقتصادية المتقلبة والمعقدة والصعبة، استطاعت صحيفة “14 أكتوبر” مواجهة التحديات باقتدار بشجاعة، واستمرت في أداء رسالتها الإعلامية. وقد شهدت الصحيفة تطورات تقنية وفنية عبر العقود، مما عزز من مكانتها كمصدر موثوق للأخبار والتحليلات.
تمثل الذكرى الـ57 لتأسيس صحيفة “14 أكتوبر” فرصة للاعتزاز بتاريخها وإسهاماتها الإعلامية؛ فهي ليست مجرد صحيفة، بل ذاكرة وطنية تُخلّد نضالات الشعب اليمني وتطلعاته نحو المستقبل.
وفي هذه المناسبة العظيمة، نُحيي كافة العاملين في الصحيفة، الذين بذلوا جهودًا مضنية للحفاظ على استمراريتها وتألقها. ونتطلع إلى أن تظل “14 أكتوبر” شعلة مضيئة في سماء الإعلام اليمني، تواصل رسالتها في نقل الحقيقة، وتعزيز الوحدة الوطنية، وخدمة قضايا الشعب بكل مهنية وصدق.
على مدى اكثر من نصف قرن من الإنجازات والعطاء المهني، ظلت صحيفة 14 أكتوبر برؤية متجددة، واكبت التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدها اليمن والمنطقة العربية.
في تغطية الأحداث كانت الصحيفة شاهدًا على أبرز المحطات التاريخية للوطن، وساهمت في نقل الحقائق وتوثيق الأحداث التي شكلت ملامح اليمن الحديث.
ان التطور التقني قد أدخل الصحيفة عصر التكنولوجيا الحديثة بتبني أساليب الطباعة الرقمية والتوسع في النشر الإلكتروني، ما مكنها من الوصول إلى جمهور أوسع داخل وخارج الوطن.
لاننسى اليوم رواد الصحيفة الأوائل الذين كانوا الحجر الأساس في بناء هذا الصرح الإعلامي. كما نتذكر جهود العاملين الذين استمروا في العطاء رغم التحديات الاقتصادية والسياسية التي واجهتها خلال مسيرتها الطويلة.
وبينما تشعل صحيفة 14 أكتوبر شمعتها الـ57 تتطلع إلى المستقبل بعزم وإصرار للمضي قدمًا في تعزيز رسالتها الإعلامية، ومواصلة دورها كمنبر للحق والحقيقة.
إن هذه المناسبة ليست مجرد ذكرى عابرة، بل هي دعوة للاحتفاء بإنجازات الصحافة اليمنية، وتكريم العاملين في هذا المجال الذين أسهموا في نقل الصورة الحقيقية لليمن إلى العالم.
كل عام وصحيفة 14 أكتوبر منارة إعلامية مضيئة، وكل التحية لاسرة تحرير صحيفة “14 أكتوبر”، ومحرريها في ذكرى تأسيسها الـ57.
ولتبق الصحيفة كما كانت ، منبرًا للتعبير عن القضايا الوطنية والاجتماعية والثقافية، وشريكًا حقيقيًا في التنمية والتغيير. وما يميز هذه المسيرة هو التفاني والإخلاص الذي أبداه كل فريق التحرير والصحفيين على مر السنين، والذين أسهموا بإثراء المحتوى الصحفي بمهنيتهم العالية.
وكل عام والصحيفة أكثر إشراقًا وتأثيرًا، وكل عام ونحن نخدم مجتمعنا بصدق وإخلاص.