لم يتبقى مليشيات الحوثي من سبيل للحل السلمي، والحوار، والعقل، بل لقد تحولت الهدن التي يفرضها المجتمع الدولي عادة في كل لقاء للحوار بين المرحلة والأخرى إلى مجرد، فرصة لاستعادة أنفاسها، وبما يمكنها من الإعداد لانطلاقة جديدة من الحرب على السلطة الشرعية، واقتصاد البلاد، ومعيشة الناس، بمن فيهم من يعيشون تحت سيطرتها دون مرتبات، ومن ترغمهم إرغاما على القتال في صفوفها، والموت في سبيل نصرة شعاراتهم الطائفية، الزائفة.
هذا المسعى الإجرامي؛ بلغ حد التنكيل بكل من يرفض أوامر الاستدعاء، بل بلغ حد إرغام الٱباء وأولياء الأمور على الدفع بأولادهم القصر، وطلاب الجامعات-قسرا- للانخراط بمراكز التدريب العسكري؛ تمهيدا للزج بهم في محارق حربها الطائفية، العبثية، ومساعيها الرعناء، المنقلبة على الثورة والجمهورية، وعلى إرادة كل اليمنيين، المتمثلة بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وعلى كل الثوابت، وفي مقدمتها المبادرة الخليجية.
ولذلك؛ فإن سرطان الحوثة لاحل معه؛ ما لم يتم بتره من الجسد اليمني، ولاسيما بعد أن تعدى الخطر كل الحدود، وأصبح يشكل تهديدا خطيرا متزايدا على الأمن والسلم الدوليين، وتهديدا للملاحة البحرية في البحر الأحمر، وخليج عدن، وبحر العرب.
ولعل الأخ وزير الدفاع في الحكومة الشرعية، محسن الداعري قد ألمح بوضوح بمشرطه إلى مكمن الحل، وذلك لدى لقائه مؤخرا السفيرة البريطانية، وتحديدا عندما أكد أن أمن الملاحة البحرية واستقرار المنطقة يعتمدان على دعم قدرات القوات المسلحة اليمنية لهزيمة الحوثة عسكريا، واستعادة مؤسسات الدولة، ذلك أن تجارب اليمنيين -كما ذكر الوزير الداعري- تؤكد أن السلام والمليشيات لا يجتمعان، فلا سلام بمليشيات فوضوية، ولا مليشيات في بلد السلام، والنظام والقانون.
وإذا كانت الدولة، ممثلة، بالأخ الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وأعضاء المجلس قد أصبحت اليوم على قدر كاف من الإدراك لخطورة المرحلة، وسعي الحوثة للزج بالبلد في أتون مغامرات رعناء، وصراعات إقليمية ودولية، ومضاعفة المعاناة الاقتصادية، والمعيشية، والإنسانية، فإن المطلوب الٱن لاينقص عن الجدية في التحرك السياسي والدبلوماسي، إقليميا، ودوليا
للخروج مع الأصدقاء من دائرة المراوحة، وتكرار تجريب المجرب، والخيار الفاشل، والرهان الخاسر، الذي لايفهم سوى ما تمليه أوهامه الطائفية، الطائشة، الباطلة، التي تهدف للعودة بالبلد إلى ماقبل سبتمبر 1962م.
لقد حان الوقت الٱن للحسم، والنصر إن شاء الله، بل لقد تضافرت كل الظروف وبوضوح تام لإنهاء الكابوس الحوثي، وإنهاء إنقلابه على الشرعية، وعلى إرادة كل اليمنيين.
وإذا كان الحوثي يقاتلنا باستماتة، لكنه بالتأكيد لا يقاتلنا بأبنائه،(أدعياء السلالة) وهنا مكمن ضعفه القاتل، بل يقاتلنا بأبنائنا المغلوبين على أمرهم، ولولا استمالتهم المشائخ بالترهيب والترغيب؛ لما تمكنوا من إرغام الناس على الانخراط في مليشياتهم الفوضوية، وبالتالي فإنهم حتى ولو جمعوا كل سلالتهم الطائفية المزعومة؛ فإن النصر للثورة اليمنية، ولليمنيين، ذلك أن أخواننا مع الحوثة سيتركون جلاديهم لا محالة، وسيلتحقون إذا أبدينا الجدية دون شك تحت لواء الجمهورية اليمنية الاتحادية.. يمن العدالة، يمن المستقبل المشرق.. يمن البناء والنهوض..