مهرجان الأغنية العدنية هو البداية لتكريم الفن والفنانين من أبناء عدن
عدن / 14 أكتوبر/ خاص:
شهدت مدينة عدن، حدثاً ثقافياً بارزاً أضاء سماء الفن والموسيقى، وهو «مهرجان الأغنية العدنية الأول». هذا المهرجان، الذي نظمته إدارة إعلام وثقافة انتقالي العاصمة عدن، كان بمثابة احتفاء بالتراث الموسيقي العريق للمدينة، وإعادة إحياء لروحها الفنية الأصيلة، وندرك جميعا ان عدن هي أسطورة الفن في شبه الجزيرة العربية، وخلال السنوات التي مضت برزت اسماء عدنية للفن العدني الاصيل صدحت أصواتهم وشنفت آذاننا بأعذب الالحان العدنية، هي عدن مصدر الفن والإبداع وملهمة الشعراء. وعلى مدى أشهر لإنجاز فعاليات المهرجان الاول للأغنية العدنية الذي اختتم مؤخرا في العاصمة عدن كانت الاغنية سيدة الحضور في هذا المهرجان الذي سعدنا به كثيرا؛ لأنه خطوة جميلة..
- المهرجان إنصاف للفنانين الذين وضعوا اللبنة الأولى للأغنية العدنية
- عدن مصدر الفن والإبداع وملهمة الشعراء
- استعراض صور وسيرة ذاتية لكل فنان وموسيقار وشاعر غنائي
- فعاليات المهرجان اختتمت بالاستماع لكوكبة من الفنانين الشباب العدنيين
لفتة لعدن
حقيقة ما يميز مدينة عدن التي تعاقب عليها الزائرون والقاطنون أنها مدينة مفتوحة الأجناس، ولهذا تنوع الفن فيها بأشكاله، يقول المشرف على الاعداد لمهرجان عدن للأغنية العدنية ياسر عبدالباقي : «لم يكن الموضوع بالسهولة التي يعتقدها البعض. لقد عملنا لأشهر لأجل الاعداد لهذا الحدث، وأتمنى أن تكون هذه التجربة الأولى هي بداية للاستمرار فيها لكي نكرم الأغنية العدنية وروادها، وأتمنى أن يكون هذا المهرجان قد نجح نجاحا وحاز رضى الجمهور الذي وجدناه متفاعلا من خلال ما تم تقديمه أثناء المهرجان».
ويواصل ياسر قائلاً: «خلال فترة المهرجان تم افتتاح معرض الصور الذي بذل من خلاله الكثير لعمل تعريف شامل من خلال استعراض صور وسيرة ذاتية لكل فنان و موسيقار وشاعر غنائي قدم للأغنية العدنية إلى جانب عرض لمقتنيات بعض الفنانين التي يمتلكونها مثل الآلات الموسيقية وغيرها ..».
وئام الزميلي صحفية ميدانية قالت عن معرض الصور للفنانين الذي تم به افتتاح مهرجان الاغنية: «المعرض جهود بذلت فيه يثنى عليها ونظرة كريمة جميلة من انتقالي العاصمة حيث انه اهتم للتراث العدني الاصيل واظهار مقتنيات الفنانين من الآلات والصور».
ومن جانبه قال مدير معهد الفنون الجميلة فؤاد مقبل : «المهرجان والاحتفاء بالأغنية العدنية شيء جميل جدا ونحن قدمنا تسهيلات كثيرة والجميل في الموضوع ان المهرجان اقيم في معهد الفنون وهذا دلالة على اهمية معهد الفنون الذي حضن الفنون كلها في فصوله وساحاته وتخرج منه افضل الفنانين والموسيقيين، والمعرض والفعاليات افضل، وحفلة الخميس كانت الاروع في المهرجان. نحن بحاجة الى مثل هذه المهرجانات التي تمجد الاغنية العدنية وتحافظ عليها وتكرمها».
وتابع قائلا: «نتمنى على القائمين في هذا المهرجان ان يستمر في الاعوام القادمة كونها مبادرة جميلة ان تقام مثل هذه الفعاليات، وتشريفاً للمعهد والفنانين العدنيين الذين تخرجوا منه ».
صاحبة مشروع ام البنات وفاء علي شاركت في معرض الصور في المهرجان بعرض للزي العدني حيث قالت: «تم اختياري لمهرجان الاغنية العدنية في عدن للزي الذي عرف منذ القدم وخاصة لباس الدرع العدني الذي يمت بصلة للأغنية حيث اغلب الاغاني العدنية كانت مرتبطة ارتباطا وثيقا بالزي.. ومعرض الصور الخاصة بالأغنية العدنية وفنانيها ارجعنا الى الزمن الجميل الذي عشنا معه طفولتنا واجمل ايامنا ».
كروان ابراهيم صالح احدى العاملات باللجنة التحضيرية للمهرجان تحدثت عن الصعوبات التي واجهتهم اثناء الترتيبات للمهرجان قائلة : «الصعوبات كانت متمثلة بحصولنا على الصور الخاصة للفنانين وبعض من مقتنياتهم الشخصية التي حاولنا التواصل مع ذويهم من اجل ذلك وخاصة الفنان احمد قاسم.. هذه الصعوبات والتحديات اجتزناها لكي يكون المعرض بهذه الصورة المشرفة، فرغم الصعوبات الا اننا كنا نسير نحو هدف واضح لأجل انجاح المهرجان الاول للأغنية».
وواصلت كروان حديثها قائلة : «يعتبر هذا المهرجان الاول للأغنية خاصا بفنانين من محافظة عدن فقط، واستعراضا للتجارب التي عاشوها في فتراتهم التي ظهروا بها وتعاونوا مع بعضهم البعض من كلمات والحان واداء فهناك فنانون كانوا ملحنين كالموسيقار احمد قاسم وكذلك البعض منهم الذي كان يلحن لبعض الزملاء وهناك من كان يرفد الفن بالأشعار الغنائية التي شكلت حلقة وصل بينهم بأعمالهم الفنية والتي خلدت عبر السنوات التي مضت وترتيب المعرض كان حسب مراحل الفنان العمرية وكذلك علاقاته الاجتماعية».
وتابعت حديثها : «هدف المهرجان الرئيسي هو الحفاظ على التراث الموسيقي للأغنية العدنية وحمايتها من الضياع، ونقلها للأجيال القادمة كما يسعى المهرجان إلى تعزيز الهوية الثقافية لمدينة عدن من خلال إبراز جمال الأغنية العدنية وتنوعها ودعم المواهب الشابة في مجال الغناء العدني وتوفير منصة لعرض إبداعاتهم».
وتؤكد كروان أن اقامة مثل هذه المهرجانات تعد لبنة اساسية في الاحتفاء بالفن والتراث، وعدن مدينة عرفت انها مدينة الفن، وكثير من الفنانين برز نجمهم عبرها حتى الفنانون الوافدون اليها كانوا يشكلون اللبنة الاساسية للفن والاغنية العدنية الاصيلة، وهناك فنانون من محافظة عدن امثال احمد قاسم والموسيقار جميل غانم الذي اسس معهد الفنون الجميلة والذي يتم عرض فعاليات المهرجان فيه وهذا تشريف للمعهد .
أما الملحن والموسيقار المعروف احمد باقتادة الذي لحن لأكثر من فنان عدني فقال : «انا سعيد جدا بفعاليات مهرجان الاغنية العدنية الذي يعتبر انصافا للفن وللفنان العدني وللأغنية العدنية، ومعرض الصور ابرز القائمون عليه تفاصيل الفنانين وحياتهم».
وتابع باقتادة قائلا: «الاغنية العدنية تتطور وانا لحنت للعديد من الفنانين من داخل محافظة عدن وخارجها وابرزهم انور مبارك ومحمد عبده زيدي، والحاني تنوعت بين اللحجي والعدني».
ومن جانبه قال الفنان شعيب العفيف مدير العلاقات العامة في معهد الفنون الجميلة عن المهرجان : «هذا انجاز عظيم تم في هذا العام داخل معهد الفنون الجميلة الذي يعد حاضن الفنون وانواعها، وكان حرياً أن يقدم عبره فعاليات مهرجان الأغنية العدنية وهذا المعرض».
نزار القيسي مدير العلاقات العامة في مكتب الثقافة محافظة عدن قال عن المهرجان : «المهرجان هو انصاف للفنانين الذين وضعوا اللبنة الاولى للأغنية العدنية وهم روادها منذ ذلك الزمن ويتم الاحتفاء بهم عبر هذا المهرجان، كما انه انصاف للأغنية العدنية والفنانين الشباب الذين ساهموا في نجاح هذا المهرجان واخراجه بهذا الشكل، هذا هو النجاح بحد ذاته وخاصة من الشباب الذين يهتمون بالجانب الفني ويحاولون احياء كل ما هو قديم لكي لا يندثر او ينسى.. حقيقة هي لفتة كريمة من قبل القائمين على المهرجان الذي اتمنى ان يستمر لسنوات في ابراز الفن العدني الاصيل عبر المجددين الشباب الذين نفخر بهم وبما يعملون للفن والفنانين».
خاتمة المهرجان
وفي نهاية المهرجان أقيمت حفلات غنائية متنوعة شارك فيها كوكبة من الفنانين القدامى والجدد، حيث قدموا باقة من أجمل الأغاني العدنية استمتع بها الحاضرون متمنين ان تستمر هذه المهرجانات في محافظة عدن.