دمشق / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
في اليوم الـ11 من عملية "ردع العدوان"، واصلت المعارضة السورية المسلحة تقدمها ضد قوات الجيش السوري، وأعلنت اقترابها من دمشق.
وقد أكدت المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على آخر قرية على تخوم مدينة حمص، موجهة "النداء الأخير" لقوات النظام في المدينة للانشقاق، في حين ترددت أنباء عن أن مسؤولين عربا نصحوا الرئيس بشار الأسد بمغادرة البلاد.
وقالت إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة السورية المسلحة إنها سيطرت بالكامل على مدينة درعا جنوب غرب سوريا، بعد مواجهات مع قوات النظام والمجموعات العسكرية المدعومة من إيران.
وفي مدينة السويداء، قالت فصائل محلية في بيان صباح اليوم إنها سيطرت على قسم المخابرات الجوية التابع للنظام في المدينة، وكذلك فرع الأمن الجنائي والفوج 405 قوات خاصة، بعد انشقاق عناصر تابعة للنظام.
في السياق ذاته، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر قولها إن مسؤولين مصريين وأردنيين حثوا الرئيس السوري بشار الأسد على مغادرة البلاد وتشكيل حكومة في المنفى.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن قوات الجيش في المنطقة الجنوبية تعيد التموضع والانتشار وفقا للخطط والأوامر العسكرية، بعد أنباء عن انسحابها من بعض المواقع بمحيط دمشق.
كما قالت مصادر محلية إن أهالي بلدة جرمانا في ريف دمشق يتظاهرون ويسقطون تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد.
يذكر أن البلدة تعتبر امتدادا لدمشق، حيث لا يفصل بينها وبين أحياء العاصمة سوى طريق رئيسي.
من جهتها أكدت المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على بلدات عيدون وتل الحمر والجمالة وعز الدين والزيتونة شمال شرق حمص، وسط استمرار تقدمها نحو مدينة حمص.
وقالت إنها سيطرت على قرى الحمرات والحميس وسعن الأسود وعين حسين شمال شرق حمص.
وأفادت المعارضة بأن قواتها خلف خطوط النظام بدأت عملية نوعية داخل مدينة حمص بالتزامن مع هجوم واسع من محاور عدة.
وأكدت مصادر محلية بأن قوات النظام وأفرعه الأمنية في البوكمال شرق سوريا انسحبت مع معداتها وسلمت نفسها للجيش العراقي.
من جهته طلب أحمد الشرع -الملقب بأبو محمد الجولاني- القيادي في إدارة العمليات المشتركة التابعة للمعارضة السورية من المقاتلين بالفصائل المسلحة أن يتركوا إدارة المدن التي يسيطرون عليها للشرطة والأمن، مؤكدا أن "دمشق تنتظرهم".
وأكدت المعارضة أن بضعة كيلومترات فقط تفصلها عن دمشق، وسط استمرار تقدمها نحو العاصمة.
وكانت غرفة عمليات الجنوب بالمعارضة السورية المسلحة أكدت قبل قليل أن قواتها تستمر بتقدمها لإكمال حصار العاصمة دمشق.
سياسيا أفاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن بلاده اتفقت اليوم مع إيران وتركيا على إصدار دعوة قوية لتحقيق الأمن والاستقرار في سوريا.
وأضاف -خلال كلمته في منتدى الدوحة- أن موسكو تريد ضمان بقاء الدولة السورية موحدة، مؤكدا التنسيق مع الإيرانيين والأتراك بشأن التطورات في سوريا.
وتابع أن دعوة روسيا وإيران وتركيا اليوم من الدوحة ينبغي أن تعيها الأطراف المتصارعة في سوريا وتستمع إليها جيدا، مشيرا إلى أن روسيا ستساعد الجيش السوري جويا لمواجهة ما وصفها بـ"الهجمات الإرهابية".
وقال إن "دور روسيا أن تحارب الجماعات الإرهابية في سوريا حتى لو قالوا إنهم لم يعودوا إرهابيين"، وفق تعبيره.
كما قالت مصادر في المعارضة السورية: "بدأنا عملية عسكرية خاصة من محاور عدة لدخول العاصمة دمشق".
ونقلت الوكالة السورية للأنباء (سانا) عن مدير الطيران المدني أن مطار دمشق الدولي يعمل بكامل طاقته، ولا صحة لما تنشره قنوات عن توقف حركة الطيران.
وقالت المعارضة إنها سيطرت على مطار الثعلة العسكري في ريف السويداء.
من جهته قال وزير الخارجية العراقي : (نؤكد خطورة تطورات الأوضاع في سوريا وما قد يترتب عليها من أزمة إنسانية وشيكة ومهتمون بحماية حدودنا وسلامة أراضينا ومنع دفع العراق لأن يكون جزءا من هذا الصراع.
كما قال أن أي هجوم على الجانب العراقي سنواجهه بقوة وحماية حدودنا مسؤوليتنا.
مضيفا :اننا نريد الاستقرار والأمن بسوريا فحالة الفوضى ستؤثر على أمن العراق والمنطقة وسياسة بغداد هي عدم التدخل في شؤون الدول وطرحنا مبادرة لحل الأزمة بسوريا.
كما قال إن بغداد لا تتدخل عسكريا في سوريا ونسعى إلى التهدئة ومساعدة النازحين.
إلى ذلك أفادت مصادر محلية بأن قوات وزارة الدفاع السورية تبدأ الانسحاب من مطار التيفور أكبر قاعدة عسكرية شرقي تدمر بريف حمص.
وتيفور يعدّ من أكبر المطارات العسكرية في سوريا، يوجد في محافظة حمص.
يقع مطار تيفور، واسمه الحقيقي "طياس"، بمحافظة حمص على بعد 60 كيلومترا شرق مدينة تدمر الأثرية. ويقع في منطقة صحراوية إستراتيجية حيث توجد حقول الغاز الرئيسة في سوريا.
كما قالت المعارضة إنها توسع نطاق تقدمها الإستراتيجي وتحقق انتصارات متسارعة في الجنوب والشمال.
كذلك قالت إنها سيطرت على مبنى قيادة شرطة محافظة القنيطرة جنوبي دمشق، مؤكدة أن سوريا تشهد تغيرا تاريخيا ورسالة الشعب باتت واضحة بأن لا مكان للظلم ولا عودة للاستبداد.
إلى ذلك قال التلفزيون السوري إن الأصوات التي تسمع في مناطق ريف دمشق الجنوبي هي لقصف من وصفتهم بتجمعات الإرهابيين في درعا.
من جهتها قالت المعارضة السورية إنها بدأت معركة منبج، مشيرة إلى أن قواتها تتقدم باتجاه المدينة من محاور عدة.
وتقع منبج شمال شرقي ريف مدينة حلب (شمالي سوريا) التي تبعد عنها نحو 80 كلم، وتقوم على أرض فسيحة ترتفع نحو 398 مترا عن سطح البحر. والمدينة هي مركز منطقتها، ولا تبعد سوى 30 كلم من النقطة الحدودية الفاصلة بين سوريا وتركيا.
إلى ذلك أفادت الأنباء بوقوع غارة على تلبيسة ومناطق أخرى سيطرت عليها بريف حمص.
ويوم أمس أعلنت المعارضة السورية المسلحة سيطرتها على مدينتي الرستن وتلبيسة بريف حمص الشمالي، وبلدة الدار الكبيرة في ريف حمص بعد ساعات من إعلان سيطرتها على مدينة حماة بالكامل.
وقال مصدر أمني إن منفذ القائم الحدودي مع سوريا لا يعمل حاليا ومتاح فقط للعراقيين الراغبين بالعودة من سوريا.
وقال وزير الخارجية الهندي إن الوضع في سوريا شكل مفاجأة وحدث وسط عدم استقرار إقليمي.
ورغم انشغالها بالمواجهات والاستعدادات لدخول مدينة حمص، وسط سوريا، بعد تقدمها إلى مشارفها، أعلنت الفصائل أنها تستعد لمعركة دمشق.
فقد أفادت "هيئة تحرير الشام" والفصائل المسلحة المتحالفة معها بأنها بدأت المرحلة الأخيرة لـ"تطويق" دمشق.
وقال القيادي في الفصائل حسن عبدالغني في بيان مقتضب على تليغرام، اليوم السبت، "بدأت قواتنا تنفيذ المرحلة الأخيرة بتطويق العاصمة"، وفق زعمه.
أتت تلك التصريحات بعدما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن القوات الحكومية أخلت بلدات تبعد حوالي 10 كيلومترات عن دمشق من الجهة الجنوبية الغربية، في إطار سلسلة انتكاسات منيت بها في الميدان.
كما أضاف مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الجيش السوري انسحب من عدة بلدات بريف دمشق الجنوبي الغربي على بعد 10 كيلومترات من العاصمة، وسيطر عليها مقاتلون محليون.
وأكد أيضا أن "القوات الحكومية أخلت كذلك فرع سعسع للمخابرات العسكرية" في ريف دمشق، والذي يبعد حوالي 25 كيلومترا عن العاصمة.
بدوره، أعلن حسن عبد الغني أن "الفصائل تمكنت من السيطرة على فرع سعسع في ريف دمشق، ومستمرة بالزحف نحو العاصمة".
في المقابل، نفت وزارة الدفاع السورية انسحاب الجيش من مناطق في ريف دمشق. وقالت "لا صحة لأي نبأ وارد بشأن انسحاب لوحدات قواتنا المسلحة الموجودة في كامل مناطق ريف دمشق".
هذا واعتبر مصدر عسكري رسمي أن تلك الشائعات حملة إعلامية للنيل من معنويات المواطنين.
جاءت هذه التصريحات بعدما أعلنت الفصائل المسلحة أنها سيطرت على كامل القنيطرة جنوباً.
فيما أكدت فصائل مسلحة محلية سيطرتها على كامل مدينة درعا الجنوبية، وبلدات عدة في ريفها، لافتة إلى أنها باتت تبعد 20 كلم عن العاصمة.
بالتزامن، تواصلت المواجهات عند مشارف مدينة حمص، وسط البلاد، بينما تسعى الفصائل إلى دخول المدينة.
ومنذ الأسبوع الماضي، شنت "هيئة تحرير الشام" والفصائل المتحالف معها هجوماً مباغتاً من إدلب، أدى إلى السيطرة على حلب ثاني أكبر المدن السورية، ثم حماة، وريف حمص.
كما سيطرت مجموعات مسلحة محلية على السويداء، بينما انتشرت قوات سوريا الديمقراطية في مدينة دير الزور (شرق البلاد).
من جهته شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على أهمية إجراء "حوار سياسي" بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، والمعارضة، في ظل هجوم غير مسبوق تشنّه فصائل معارضة أتاح لها السيطرة على مناطق عدة.
وأضاف عراقجي خلال اجتماع في الدوحة بين موسكو وأنقرة وطهران أن "الحوار السياسي بين الحكومة السورية والمجموعات المعارضة المشروعة يجب أن يبدأ"، وذلك عقب لقاء جمعه بالدوحة الى نظيريه الروسي والتركي.
بدوره قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيريه التركي والإيراني إنهم اتفقوا في اجتماع بالدوحة على ضرورة وقف "الأعمال القتالية" في سوريا على الفور.
وأضاف أن موسكو تريد أن ترى حوارا بين الحكومة السورية وما سماها "المعارضة الشرعية" في سوريا.
إلى ذلك وصف جماعة "هيئة تحرير الشام" بأنها "إرهابية" بغض النظر عما إذا كانت قد قالت إنها غيرت نهجها أم لا.
وتابع أنه "من غير المقبول السماح ’لجماعات إرهابية’ بالسيطرة على الأراضي السورية".
ولدى سؤاله عن كيفية تطور الوضع في سوريا وما سيحدث للقواعد العسكرية الروسية هناك، قال لافروف "لا مجال للتخمين".
وبدأ وزراء خارجية إيران وتركيا وروسيا اجتماعا في الدوحة لبحث الوضع في سوريا حيث سيطرت الفصائل المعارضة المسلحة على مناطق عدة في الأيام الماضية مع تراجع قوات الحكومة، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية الإيرانية.
وتشارك الدول الثلاث في صيغة أستانا التي أطلقت قبل أعوام سعيا لاسكات صوت الأسلحة في سوريا، من دون أن تكون منضوية في المعسكر نفسه على أرض المعركة.
من جهته أكد المبعوث الأميركي آموس هوكستين، السبت، أن الوضع في سوريا يُشكل نقطة ضعف جديدة حزب الله اللبناني؛ لأنه يصعب على إيران إدخال الأسلحة بينما يبدو أنها تنسحب من سوريا، عادّاً أن انهيار الجيش السوري لم يكن مفاجأة كبيرة، لكن في المرة السابقة هبّت قوتان عظميان لمساعدته.
وقال هوكستين خلال منتدى الدوحة: لا أعتقد أننا قضينا على (حزب الله) أو هزمناه، لكنه ربما لا يكون قوياً بما يكفي لمهاجمة إسرائيل أو دعم الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف: (واشنطن بحاجة إلى تعزيز دعمها للجيش اللبناني، وعلى الجميع فعل ذلك).