الرياض / باريس / 14 أكتوبر / متابعات :
في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط واستمرار الحرب الروسية - الأوكرانية التي ألقت بظلالها على أوروبا، وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السعودية في "زيارة دولة" تستمر ثلاثة أيام، يشارك خلالها في قمة "المياه الواحدة".
واستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قصر اليمامة بالرياض الرئيس الفرنسي والوفد المرافق له. وعقد الجانبان لقاءً موسعاً بحضور عدد من المسؤولين في الجانبين. ووفقاً للوكالة الرسمية في البلاد (واس) "أجريت مراسم استقبال رسمية لفخامته". وتأتي الزيارة بدعوة من ولي العهد كفرصة لتعزيز الشراكة الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، من الاقتصاد والدفاع إلى الملفات السياسية الإقليمية والدولية.
تعزيز التعاون
وجرى خلال اللقاء الموسع استعراض العلاقات الثنائية بين السعودية وفرنسا، والجهود التنسيقية المشتركة لتعزيز أوجه التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وبحث فرص استثمار الموارد المتاحة في كلا البلدين بما يحقق المصالح المشتركة، إلى جانب بحث المستجدات الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك والجهود المبذولة تجاهها.
وشهد ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي مراسم توقيع مذكرة تفاهم في شأن تشكيل مجلس الشراكة الاستراتيجي بين الحكومة السعودية والحكومة الفرنسية، وقعها من الجانب السعودي وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود ومن الجانب الفرنسي وزير أوروبا والشؤون الخارجية جان نويل بارو.
من جانبه، قال قصر الإليزيه في بيان فجر اليوم الثلاثاء إن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين "ستمكن من زيادة التعاون وتحقيق إنجازات ملموسة في كل المجالات، سواء الدفاع أو انتقال الطاقة أو الثقافة أو التنقل بين البلدين أو تنظيم أحداث كبرى".
واتفق الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي بصورة خاصة، وفقاً للبيان، "على العمل معاً للتحضير لقمة العمل في شأن الذكاء الاصطناعي التي ستعقد في أوائل فبراير في باريس".
انتخاب رئيس للبنان
ودعا ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي خلال اجتماعهما في الرياض إلى انتخاب رئيس للبنان، بحسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية فجر اليوم الثلاثاء.
وفي ختام اليوم الأول من زيارة دولة يقوم بها ماكرون إلى السعودية، قال قصر الإليزيه في بيان إن الزعيمين "دعوَا إلى إجراء انتخابات رئاسية في لبنان بهدف جمع اللبنانيين وإجراء الإصلاحات اللازمة لاستقرار البلد وأمنه".
وأضاف البيان أن الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي شددا على أنهما "سيواصلان الجهود الدبلوماسية الرامية لتعزيز وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان".
وناقش الرئيس الفرنسي مع ولي العهد السعودي الوضع الإقليمي إلى جانب جهود وقف التصعيد الدائر في سوريا، وفقاً لما ذكره قصر الإليزيه.
والزيارة وفقاً لقواعد البروتوكولات الدبلوماسية هي الأعلى مستوى بين أنواع الزيارات التي تتم بين قادة الدول ورؤساء الحكومات، ولها مراسم وبرامج خاصة، إذ تعد من أهم صور الاتصالات الدولية. وكانت آخر "زيارة دولة" فرنسية إلى السعودية أجراها الرئيس الراحل جاك شيراك في عام 2006.
وقالت الرئاسة الفرنسية، "ستكون زيارة الدولة هذه فرصة لتعزيز الشراكة بين فرنسا والسعودية". وأشارت إلى أن الرئيس ماكرون وولي العهد السعودي يعتزمان بشكل خاص "تعميق التعاون في المجالات الاستراتيجية"، مثل الدفاع والأمن ونقل الطاقة والاتصال، إضافة إلى التكنولوجيا المالية والسيبرانية والذكاء الاصطناعي.
وأعد للرئيس الفرنسي برنامج حافل، ومن أنشطته زيارة المسار رقم "4" لـ"مترو الرياض"، وحضور الجلسة الأخيرة من المنتدى الاقتصادي المشترك السعودي - الفرنسي، ومؤتمر "كوكب واحد"، وملتقى آخر عن المياه، فضلاً عن زيارة الدرعية ولقاءات ثقافية متنوعة.
ويخصص الأربعاء المقبل لزيارة العلا التاريخية شمال غربي البلاد التي تشارك فرنسا في تطوير بعض مشاريعها، وأنشأت لذلك هيئة خاصة يترأسها في الوقت الحاضر وزير الخارجية السابق جان إيف لو دريان، وهو في الوقت عينه مبعوث ماكرون الشخصي إلى لبنان.