الكويت / 14 أكتوبر / متابعات :
وسط ظروف إقليمية وعالمية مضطربة، بدأ قادة دول مجلس التعاون الخليجي قمتهم الـ45 في الكويت اليوم الأحد لتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك، وترسيخ مسارات التنمية المستدامة، والأمن والاستقرار في خضم ما يحيط بالمنطقة والعالم، إلى جانب تأكيد تعزيز الشراكات الاقتصادية، وتوسيع دائرة التحالفات، وتمتين أواصر الشراكة مع التكتلات العالمية، بما يعود بالنفع على دول المجلس.
خلال افتتاح القمة الخليجية الـ45 في العاصمة الكويتية دعا أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى "الوقف الفوري لإطلاق النار" في غزة، مشدداً على إدانة بلاده لـ"الاحتلال الإسرائيلي الغاشم والانتهاكات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني".
وطالب الشيخ مشعل المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لضمان "وقف التصعيد وتوفير الحماية الدولية للمدنيين وفتح الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية بصورة عاجلة".
وندد أمير الكويت بـ"ازدواجية المعايير في تطبيق القوانين والمواثيق والقرارات الدولية ذات الصلة" التي أدت إلى "استشراء الاحتلال الإسرائيلي وزعزعة أمن المنطقة واستقرارها".
وأوضح أن بلاده "تستبشر خيراً بوقف إطلاق النار على الأراضي اللبنانية؛ مما يسهم في تخفيض التصعيد في المنطقة".
ووصل الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، اليوم الأحد، إلى دولة الكويت لترؤس وفد المملكة في الدورة الـ"45" للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وبحسب بيان نشرته وكالة الأنباء الكويتية "كونا" فإن قمة الكويت 45 ستناقش آليات تطوير السوق الخليجية المشتركة، وتعزيز التعاون في التكنولوجيا، والتحول الرقمي، فضلاً عن مشروعات الربط البيني للبنى التحتية والطاقة، إضافة إلى ملفات سياسية ملحة.
من جهته أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، أن دول المجلس تخطت في أربعة عقود عدداً من المعوقات، وحققت كثيراً من المكتسبات والإنجازات التي تجسد أوجه التعاون والتكامل بين دول مجلس التعاون، بفضل التوجيهات الحكيمة للقادة، إيماناً منهم بالأهداف السامية لهذه المسيرة ولما فيه الخير والرخاء لشعوبهم، والحفاظ على أمنهم واستقرارهم، بحسب قوله.
وقال البديوي، "يحق لنا بصفتنا خليجيين أن نستذكر بكل فخر واعتزاز ما شهده مجلس التعاون من إنجازات كبيرة ومشهودة في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات الإقليمية والدولية، التي تأتي ترجمة للتوجيهات السديدة من قادة دول المجلس، ودعم مسيرة التعاون لتحقيق تطلعات الشعوب الخليجية والعمل على مضاعفة المنجزات والمكتسبات وتوثيق الروابط الخليجية".
وبين الأمين العام لمجلس التعاون، أن دول المجلس استطاعت أن تكون محط أنظار دول العالم، لعقد عدد من الشراكات، وتوقيع اتفاقات ومذكرات تفاهم، لتعزيز التعاون في المجالات كافة.
ومن المنتظر أن تناقش أعمال القمة القضايا العسكرية والأمنية والاقتصادية، فضلاً عن تطورات الأحداث وتداعياتها على غرار الحرب في غزة ولبنان، والأحداث في سوريا واليمن.
ويأتي هذا الاجتماع في وقت يعيش فيه الشرق الأوسط حالاً من انعدام الاستقرار منذ هجوم حركة "حماس" غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 الذي أعقبته حرب متواصلة منذ ذلك الحين في غزة، كادت تمتد إلى حرب إقليمية واسعة.
ورحبت دول الخليج، بما في ذلك السعودية والإمارات وقطر بوقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني الذي دخل حيز التنفيذ فجر الأربعاء الماضي، بعد عام من الصراع الذي أسفر عن مقتل الآلاف في لبنان وتسبب في نزوح جماعي على جانبي الحدود.