ولي العهد السعودي: فلسطين مؤهلة لعضوية كاملة في الأمم المتحدة
الرياض / 14 أكتوبر / متابعات:
تتواصل في العاصمة السعودية الرياض، اليوم الاثنين، أعمال القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، بمشاركة 50 دولة عربية وإسلامية. وافتتح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أعمال القمة من خلال كلمة افتتاحية، حيث رحب بالحاضرين نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وقال الأمير محمد بن سلمان إن القمة تنعقد في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، مشدداً على أن "المملكة تجدد رفضها القاطع للاعتداءات الإسرائيلية في غزة، كما ترفض انتقاص دور السلطة الفلسطيني". وأضاف أن المملكة ترفض إعاقة عمل الوكالات الإنسانية في غزة.
وشدد ولي العهد السعودي بالقول: "نقف إلى جانب الأشقاء في فلسطين ولبنان، ونرفض انتهاك سيادة لبنان، ونرفض الهجمات على الأراضي الإيرانية"، مشيراً إلى أن "فلسطين مؤهلة لعضوية كاملة بالأمم المتحدة"، ومؤكدا على أن المملكة أطلقت مبادرة عالمية لدعم حل الدولتين. وشدد بالقول: "نؤكد ضرورة قيام دولة فلسطينية، وندين العمليات الإسرائيلية في لبنان، ونرفض تهديد أمنه".
واختتم ولي العهد السعودي كلمته التي تبعتها كلمات رؤساء الوفود المشاركة في القمة.
من جهته قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إن مستقبل المنطقة والعالم أصبح على مفترق طرق، واصفا ما يحدث بالعدوان غير المقبول على الأراضي الفلسطينية واللبنانية، مؤكدا أن هذا الوضع يضع النظام الدولي بأسره على المحك.
وكرر الرئيس المصري رفضه لمخططات التهجير، وأردف "باسم مصر، أعلنها صراحة إننا سنقف ضد جميع المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، سواء عبر تهجير السكان المحليين المدنيين، أو نقلهم قسريا، أو تحويل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة، وهو أمر لن نقبل به تحت أي ظرف من الظروف".
كما أكد أن مصر تدين بشكل قاطع، حملة القتل الممنهج التي تمارس بحق المدنيين في قطاع غزة ولبنان.
ووصف الرئيس المصري خلال كلمته، اليوم الاثنين، بالقمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض، ردود الأفعال الدولية على الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان بالصمت المخجل والعجز الفادح من المجتمع الدولي، عن القيام بالحد الأدنى من واجباته، في مواجهة هذا التهديد الخطير للسلم والأمن الدوليين.
وأضاف الرئيس السيسي أن المواطنين في الدول العربية والإسلامية، بل وجميع أصحاب الضمائر الحرة عبر العالم، يسألون ولهم كل الحق، عن جدوى أي حديث عن العدالة والإنصاف، في ظل ما يشاهدونه من إراقة يومية لدماء الأطفال والنساء والشيوخ، معتبرا أن مستقبل المنطقة والعالم أصبح على مفترق طرق، وأن ما يحدث يضع النظام الدولي بأسره على المحك.
وأضاف الرئيس السيسي أن الشرط الضروري لتحقيق الأمن والاستقرار والانتقال من نظام إقليمي، جوهره الصراع والعداء، إلى آخر يقوم على السلام والتنمية، هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية".
وقال السيسي في كلمته، إن مصر ملتزمة بشكل كامل بتقديم العون للأشقاء في لبنان دعما لصمود مؤسسات الدولة اللبنانية، وفي مقدمتها الجيش اللبناني، وسعيا لوقف العدوان والتدمير الذي يتعرض له الشعب اللبناني الشقيق، وتكثيفا للجهود الرامية للوقف الفوري لإطلاق النار، والتنفيذ الكامل وغير الانتقائي لقرار مجلس الأمن رقم "1701".
ووجه الرئيس المصري رسالة لزعماء وشعوب العالم خلال كلمته، قائلا: "إن مصر، التي تحملت مسؤولية إطلاق مسار السلام في المنطقة منذ عقود، وحافظت عليه رغم التحديات العديدة، ما زالت متمسكة بالسلام كخيار استراتيجي ووحيد للمنطقة، وهو السلام القائم على العدل، واستعادة الحقوق المشروعة، والالتزام الكامل بقواعد القانون الدولي".
يذكر أن الرئيس السيسي كان قد أعلن منذ بداية الحرب على غزة بعد أحداث 7 أكتوبر العام الماضي، عن رفضه القاطع لكل مخططات تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم أو في سيناء، معتبرا أن هدف مخططات التهجير هو تصفية القضية الفلسطينية.
من جهته قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن انعدام المحاسبة شجع إسرائيل على تنفيذ مخططات عبثية بالمنطقة.
وأضاف أبو الغيط، خلال افتتاح القمة العربية الإسلامية في الرياض، أن اتساع دائرة النار من غزة إلى لبنان عرض مستقبل المنطقة لخطر بالغ.
وأوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أن تغييب القانون الدولي ساعد إسرائيل في توسيع نطاق الحرب.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين مستمرة منذ عام بلا توقف. وأضاف خلال القمة العربية الإسلامية التي انطلقت أعمالها، اليوم الاثنين، في الرياض أن قرار إسرائيل حظر وكالة الأونروا كارثي. وقال "نشدد على ضرورة تمكين الأونروا والحفاظ على شبكة الحماية المالية".
ودعا إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن 2735 القاضي بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وكذلك تنفيذ قرار مجلس الأمن بوقف الحرب وانسحاب إسرائيل من غزة.
كما دعا الرئيس الفلسطيني لتعليق عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة بسبب مخالفتها للقانون الدولي، داعيا "المجتمع الدولي إلى وقف "إرهاب المستوطنين" ضد شعبنا".
وخلال كلمته، دعا الرئيس الفلسطيني جميع دول العالم لمراجعة علاقاتها مع إسرائيل، داعيا المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات ضد إسرائيل.
وشدد على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني في القدس، وطالب إسرائيل بإنهاء الاحتلال خلال عام واحد، وفقا لقرار محكمة العدل الدولية.
ودعا الرئيس الفلسطيني لدعم طلب فلسطين بالحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، وقال: "يجب أن يكون قطاع غزة تحت ولاية دولة فلسطين ومنظمة التحرير".
من جهته قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، إن الحروب في المنطقة يجب أن تتوقف.
وقال إنه لا يمكن تبرير الفشل العالمي في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، مشيراً إلى أنه يجب وقف التصعيد في الضفة الغربية والاعتداءات في القدس.
وأشار إلى أنه يجب "إيجاد أفق حقيقي لتنفيذ حل الدولتين".
كما قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الأولوية يجب أن تكون لإيقاف المجازر والإبادة والقتل في فلسطين ولبنان.
وأضاف الأسد،: "التقينا منذ عام لإدانة العدوان ولكن الجريمة مستمرة، ونؤكد ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان".
وتابع بشار الأسد: "نحن لا نتعامل مع دولة بالمعنى القانوني ولكن مع كيان استعماري، غير أن الجرائم الإسرائيلية مستمرة منذ عام".
وقال الأسد "في العام الماضي أكدنا على وقف العدوان وحماية الفلسطينيين، وكانت محصلة السنة عشرات الآلاف من الشهداء وملايين المهجرين في فلسطين ولبنان، وفي 2002 طرح العرب مبادرة للسلام فكان الرد المزيد من المجازر بحق الفلسطينيين، وفي 1991 قررنا عربيا الدخول في لعبة "النوايا الحسنة الأميركية عبر المشاركة في عملية السلام في مدريد فكان سلامنا حافزا لحروبهم".
وأشار "لن أتحدث عن حقوق الفلسطينيين التاريخية الثابتة وحتمية التمسك بها أو عن صمود الشعبين الفلسطيني واللبناني وعن واجبنا في دعمهما العاجل والفوري، ولا عن شرعية المقاومة في كلا البلدين وما جسدته من شرف وكرامة وما قدمته من أيقونات بقادتها الشرفاء ومقاتليها الشجعان".
وقال الأسد "نقدم السلام فنحصد الدماء، وتغيير النتائج يستدعي استبدال الآليات والأدوات، فما قيمة حقوق الشعب الفلسطيني بمجملها إذا لم يمتلك الفلسطينيون أساسها وهو حق الحياة؟".
وشدد على أنه "علينا تحديد خياراتنا، ونحن لا نتعامل مع دولة بل مع كيان استعماري، ولا نتعامل مع شعب بل مع قطعان مستوطنين أقرب إلى الهمجية".
ووصل إلى الرياض، اليوم، الرئيس بشار الأسد، رئيس الجمهورية العربية السورية، والوفد المرافق له، وذلك للمشاركة في القمة العربية والإسلامية غير العادية.
إلى ذلك أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، أن إسرائيل تعمل على إلغاء حل الدولتين ومنع عودة الفلسطينيين لبلدهم.
وأضاف أردوغان في كلمة له خلال افتتاح القمة العربية الإسلامية في الرياض، أن حكومة بنيامين نتنياهو تعمل على التصعيد ولا تسمح بإيصال المساعدات.
وشدد الرئيس التركي في معرض حديثه على ضرورة إيجاد حلول عاجلة لتوصيل المساعدات إلى غزة.
واتهم أردوغان إسرائيل بتدمير الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية.
وفي وقت سابق، وصل قادة الدول العربية والإسلامية وممثلوهم إلى مقر انعقاد القمة العربية الإسلامية في الرياض من أجل حضور القمة، لبحث سبل التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ولبنان، والتي تأتي امتداداً للقمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية التي استضافتها السعودية في نفس اليوم من العام الماضي.
من جهته قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إن لبنان يمر بأزمة غير مسبوقة تهدد حاضره ومستقبله. واضاف خلال كلمة لبنان في افتتاح القمة العربية الإسلامية في الرياض "لا يمكن أن تستمر إسرائيل في عدوانها على لبنان دون حسيب أو رقيب".
وأضاف: "إسرائيل تنتهك اتفاقيات جنيف في غاراتها على لبنان". وقال إن" الخسائر الناجمة عن العدوان الإسرائيلي تتخطى 5 مليارات دولار و 100 مليون دولار"، مشيرا الى أن "العدوان الإسرائيلي تسبب في خسائر إنسانية فادحة وأجبر أكثر من 1.2 مليون لبناني على النزوح العدوان الإسرائيلي".
ودعا ميقاتي إلى دعم الدولة اللبنانية وليس فئة دون غيرها، ومساندة لبنان ومؤسساته الدستورية واستمرار المساعدات كما دعا لعدم التدخل في شؤون بلاده الداخلية.
وأكد ميقاتي التزام لبنان الكامل والواضح بالقرار 1701 ونشر الجيش بالجنوب داعيا إلى وقف النار فورا.
وقال ميقاتي: "نحن بصدد إنشاء صندوق تشرف عليه الأمم المتحدة لإعادة الإعمار ولتمويل إعادة النازحين.
وفي وقت سابق، وصل قادة الدول العربية والإسلامية وممثلوهم إلى مقر انعقاد القمة العربية الإسلامية في الرياض من أجل حضور القمة، لبحث سبل التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ولبنان، والتي تأتي امتداداً للقمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية التي استضافتها السعودية في نفس اليوم من العام الماضي.
وترأس وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الاجتماع التحضيري للقمة، بحضور رئيس الوزراء الفلسطيني ووزير الخارجية محمد مصطفى، ووزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب. وعلى هامش القمة، استقبل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى في الرياض، وبحث الجانبان مستجدات الوضع في قطاع غزة. كما استقبل وزير الخارجية السعودي نظيره اللبناني عبدالله بوحبيب، وبحثا وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.
وقد عقدت، الأحد، أعمال الاجتماع التحضيري للقمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية في الرياض، وذلك للتوافق حول مشروع البيان الختامي للقمة الذي من المتوقع أن يدين الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق سكان قطاع غزة، ولبنان.
وتذهب التوقعات إلى إقرار توصيات تصوغ موقفاً عربياً إسلامياً موحداً في مواجهة التداعيات المستمرة للتصعيد الإسرائيلي، فضلاً عن التأكيد على أهمية حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، والتشديد على ضرورة استقرار لبنان والوصول إلى حلول لتهدئة الأوضاع في بيروت.
واندلعت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم لحركة حماس في السابع من أكتوبر 2023 تسبّب بمقتل 1206 أشخاص معظمهم مدنيون، حسب حصيلة تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية، بما يشمل مَن لقوا حتفهم أو قتِلوا في الأسر.
وخلال الهجوم، خطف المسلحون 251 شخصا، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
وتردّ إسرائيل مذّاك بقصف مدمّر وعمليات برّية في قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 43,603 أشخاص، غالبيتهم مدنيون، وفقا لآخر أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس.
وامتدت الحرب إلى لبنان بعدما فتح حزب الله جبهة ضد إسرائيل في 8 أكتوبر 2023 دعما لحماس.
ومنذ أواخر سبتمبر، كثّفت إسرائيل ضرباتها الجوية وبدأت عمليات برية في لبنان، بعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود مع حزب الله المدعوم من إيران على خلفية حرب غزة.