37 بلدة بجنوب لبنان دمرتها إسرائيل وعراقجي: طهران لا "تسعى" للتصعيد
واشنطن / بيروت / تل أبيب / 14 أكتوبر / متابعات :
بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مكالمة هاتفية مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ولبنان، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية.
وفي مكالمته مع غالانت ناقش بلينكن "الجهود الجارية للتوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان يسمح للمدنيين اللبنانيين والإسرائيليين بالعودة إلى ديارهم بأمان"، بحسب بيان الخارجية الأميركية.
وتسعى الدبلوماسية الأميركية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في النزاع الدائر بين إسرائيل و"حزب الله" في لبنان.
إيرانياً، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من باكستان إن إيران "لا تسعى" إلى التصعيد لكن "لها الحق في الدفاع عن نفسها" وذلك في ما يتعلق برد محتمل على الضربات الإسرائيلية على إيران في 26 أكتوبر.
وأضاف عراقجي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الباكستاني إسحق دار في إسلام آباد أن إيران "سترد على عدوان الكيان الصهيوني وفقاً للوقت والوضع الذي تحدده، وبطريقة مناسبة، بطريقة مدروسة ومحسوبة جيداً".
ميدانياً، أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأنه "في إطار الحرب التدميرية التي يشنها العدو إعلى لبنان عموماً والجنوب خصوصاً، والغارات والأعمال العسكرية التدميرية، يقوم جيشه بتفخيخ وتدمير أحياء في مدن وبلدات بكاملها، إذ إن أكثر من 37 بلدة تم مسحها وتدمير منازلها، وأكثر من 40 ألف وحدة سكنية دمرت تدميراً كاملاً، وهذا يحدث في منطقة في عمق ثلاثة كيلومترات تمتد من الناقورة حتى مشارف الخيام".
ميدانيا أيضاً، واصلت إسرائيل غاراتها اليوم الثلاثاء على بلدات عدة جنوبي لبنان، وسجلت غارات على بلدات بنت جبيل، مارون الراس، الطيري، عربصاليم، أرزون، كفرتبنيت، الشهابية، صير الغربية والقصيبة.
واليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعترض مسيّرة آتية من الشرق فوق جنوب إسرائيل في منطقة البحر الميت.
وقال الجيش في بيان "اعترض سلاح الجو الإسرائيلي مسيّرة دخلت الأراضي الإسرائيلية من الشرق" من دون أن يحدد مصدر المسيّرة.
وفي وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي إن "حزب الله" أطلق نحو 90 قذيفة صاروخية صوب إسرائيل أمس الإثنين. وأضاف الجيش في بيان أنه "سيواصل الدفاع عن إسرائيل وشعبها ضد التهديد" الذي يشكله الحزب.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية أمس الاثنين إن الهجمات الإسرائيلية على لبنان أسفرت عن مقتل 3002 شخص في الأقل وإصابة 13492 آخرين منذ أكتوبر 2023.
وتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي في لبنان أمس الإثنين مقطع فيديو يظهر لحظة تفجير حي في بلدة ميس الجبل الحدودية، حيث دمرت إسرائيل وفق مسؤول محلي أكثر من 70 في المئة من منازلها خلال عام.
تظهر في مقطع الفيديو سحب دخان كثيفة تغطي منطقة بأكملها بعد أكثر من 10 انفجارات متزامنة في البلدة التي تعد إحدى أكبر بلدات قضاء مرجعيون.
وأشار رئيس بلدية ميس الجبل عبدالمنعم شقير في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أن مقطع الفيديو المتداول يظهر تفجيرات في محيط المستشفى الحكومي الواقع على أطراف البلدة.
ومنذ بدء التصعيد بين "حزب الله" وإسرائيل قبل عام تعر ض "70 في المئة من بلدة ميس الجبل للتدمير"، وفق شقير، أي ما يعادل أكثر من 2000 منزل، واضعاً ذلك في إطار "التدمير المنهجي" الذي تنفذه إسرائيل.
وطاول القصف الإسرائيلي مراراً أطراف البلدة، وفق شقير، مما أدى إلى خروج المستشفى الحكومي من الخدمة منذ أشهر. وليست هذه عملية التفجير الوحيدة في جنوب لبنان منذ إعلان الجيش الإسرائيلي في نهاية سبتمبر عن بدء عملياته البرية. فبين الـ20 والـ31 من أكتوبر أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان عن عمليات تفجير إسرائيلية في سبع قرى حدودية في الأقل، بينها بلدة محيبيب الواقعة على تلة والمحاذية لميس الجبل، إضافة الى كفركلا والعديسة.
وفي أواخر أكتوبر بثت "القناة 12" الإسرائيلية مقطع فيديو يظهر أحد صحافييها إلى جانب جنود إسرائيليين يضغط على جهاز لإحداث تفجير في إحدى القرى الحدودية، مما أثار غضباً واسعاً في لبنان.
وتعلن إسرائيل بين الحين والآخر أنها تفجر أنفاقاً وبنى تحتية ومستودعات لـ"حزب الله" في المنطقة الحدودية، وتقول إنها تريد إبعاد عناصر الحزب من حدودها لإعادة عشرات الآلاف من سكان مناطقها الشمالية التي نزحوا منها على وقع التصعيد.
واستند خبراء الهيئة الوطنية اللبنانية لحقوق الإنسان إلى صور من الأقمار الاصطناعية بين أكتوبر 2023 وأكتوبر 2024، رصدت "تدميراً غير مبر ر وممنهج في ثماني قرى لبنانية في الأقل".
وقالت الهيئة إن "العملية العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود في جنوب لبنان تشكل جريمة حرب تتمثل في التدمير غير المبرر والممنهج للمساكن المدنية".
في الأثناء، نقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن وزارة الطوارئ الروسية قولها إنها تعمل على إجلاء نحو 100 مواطن روسي على متن رحلة خاصة من العاصمة اللبنانية بيروت إلى موسكو.
إلى ذلك أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن إنجازات الجيش تضع إسرائيل في موقف قوي لمطالبة "حزب الله" بدفع قواته لشمال نهر الليطاني، وقال لـ "فايننشال تايمز" "لا يمكننا قبول وجود عسكري إيراني في سوريا"، وأضاف "نحن بحاجة إلى وقف نقل الأسلحة من إيران عبر سوريا والعراق إلى لبنان".
وبعد عام من تبادل إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" عبر الحدود بدأت إسرائيل في الـ23 من سبتمبر تكثيف غاراتها على معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه والضاحية الجنوبية لبيروت.
من جهتها ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، اليوم الثلاثاء، أن الهجمات الإسرائيلية على الجنوب مسحت 37 بلدة جنوبية، ودمرت أكثر من 40 ألف وحدة سكنية تدميراً كاملاً.
وأوضحت الوكالة أنه في إطار الحرب التدميرية التي يشنها العدو الإسرائيلي على لبنان عموماً والجنوب خصوصاً، والغارات والأعمال العسكرية التدميرية، يقوم جيشه بتفخيخ وتدمير أحياء في مدن وبلدات كاملة، حيث مسح أكثر من 37 بلدة ودمر أكثر من 40 ألف وحدة سكنية دمرت تدميراً كاملاً.
وأفادت الوكالة، أن هذا يحدث في منطقة في عمق 3 كيلومترات تمتد من الناقورة حتى مشارف الخيام في جنوب لبنان.
وتتواصل، اليوم الثلاثاء، عمليات القصف على مناطق جنوب لبنان، حيث أفادت مراسلة الغد بأن إسرائيل استهدفت بلدات مارون الراس وبنت جبيل والطيري وحي المسلخ ووادي العصافير جنوبي لبنان.
كما شن الجيش الإسرائيلي غارة على بلدة كفرا في قضاء بنت جبيل، وغارة أخرى على منزل في بلدة جويا.
في المقابل، أعلن حزب الله قصف ثُكنة معاليه غولاني مقر قيادة لواء حرمون 810، وتجمعٍ للجيش الإسرائيلي في موقع الرمثا بتلال كفر شوبا برشقات من الصواريخ النوعية.
ودوّت صفارات الإنذار في بلدات حدودية بالجليل الأعلى وفي قاعدة ميرون الجوية داخل إسرائيل. وأفادت مراسلة الغد بأن صواريخ سقطت في منطقة سعسع بالجليل الأعلى.
وكانت شظيَّة قد سقطت في منطقة عتليت جنوبي مدينة حيفا جراء رشقة صاروخية أُطلقت على شمال إسرائيل.
وعلى مسار التهديد بالهجوم، نشر الجيش الإسرائيلي إنذار إلى سكان جنوب لبنان، متضمنا نذكركم أن الحرب ما زالت مستمرة ونحن نواصل دك عناصر ومصالح حزب الله ولذلك نناشدكم بالامتناع عن السفر جنوبًا والعودة إلى منازلكم أو إلى حقول الزيتون الخاصة بكم.
وقالت القناة 12 العبرية، اليوم الثلاثاء، إنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق في لبنان ستتوسع العمليات العسكرية البرية، مضيفة أن إسرائيل ستمنع عودة النازحين للقرى اللبنانية في الجنوب إذا لم تتمكن من إعادة الإسرائيليين لمستوطنات الشمال.
من جهة أخرى، تستعد قافلة للصليب الأحمر الدولي، والصليب الأحمر اللبناني، بالتنسيق مع قوات اليونيفيل، للتوجه إلى وطى الخيام لاستكمال انتشال جثامين 15 شهيدا ما زالوا تحت الأنقاض بفعل العدوان الإسرائيلي الذي استهدف منزلهم منذ 8 أيام.
يذكر أن الصليب الأحمر كان قد انتشل 5 جثامين منذ يومين ولكن عملية رفع الأنقاض احتاجت إلى آليات أكبر.