عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
أدانت عدة دول ومنظمات، على مدى الساعات الماضية، استهداف قوات حفظ السلام في لبنان «يونيفيل»، وذلك بعد استهدافها من قبل الجيش الإسرائيلي أكثر من مرة.
وتأسست القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان بواسطة مجلس الأمن في مارس 1978، وهي قوات دولية متعددة الجنسيات تابعة للأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوبي لبنان.
وتغيرت مهامها بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، إذ قام مجلس الأمن بتعزيز القوة وقرر أنها سوف تراقب وقف الاعتداءات الإسرائيلية.
واليوم الجمعة، قالت قوات اليونيفيل إن اثنين من عناصرها أصيبوا في ضربات إسرائيلية جنوبي لبنان.
كما أعلنت الخميس إصابة جنديين إندونيسيين من القبعات الزرق بجروح بإطلاق نار إسرائيلي على مقر اليونيفيل في جنوبي لبنان، مشيرة إلى إطلاق نار قبل ذلك على موقع آخر لهذه القوات وعلى كاميرات مراقبة تابعة لها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه «يجري مراجعة شاملة» لتحديد تفاصيل الهجمات على قوات اليونيفيل في جنوبي لبنان، بعد إصابة اثنين من عناصرها.
وقال في بيان إنه «تم إبلاغ الجيش بإصابة اثنين من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة عن غير قصد في أثناء القتال ضد حزب الله في جنوبي لبنان. ويعرب الجيش عن قلقه العميق إزاء حوادث من هذا النوع ويجري حاليا مراجعة شاملة على أعلى مستويات القيادة لتحديد التفاصيل».
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان أمس الخميس، إن قواته أطلقت النار في منطقة الناقورة بجنوبي لبنان بعد إصدار تعليمات لقوات الأمم المتحدة بالبقاء في أماكن محمية.
وقال داني دانون مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة، أمس، إن إسرائيل تركز على قتال حزب الله وتوصي بنقل قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «يونيفيل» شمالا.
وأضاف: «إسرائيل ليس لديها رغبة في أن تكون موجودة في لبنان، لكنها ستفعل ما يلزم لإجبار حزب الله على الابتعاد عن حدودها الشمالية حتى يتمكن 70 ألف من السكان من العودة إلى منازلهم في شمالي إسرائيل».
من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الجمعة، إنّ على إسرائيل عدم تكرار إطلاق النار على قوات اليونيفيل في جنوبي لبنان، مشدّدا على أن ذلك غير مقبول.
واستدعت فرنسا، اليوم الجمعة، سفير إسرائيل في باريس، وقالت خارجيتها إن هذه الهجمات تشكل انتهاكات خطيرة للقانون الدولي وينبغي أن تتوقف فورا.
وأضافت فرنسا أنه يجب على السلطات الإسرائيلية أن تقدم تفسيرا لما حدث.
ورأى وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو مساء الخميس أنّ الأعمال العدائية المتكررة التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد مقر اليونيفيل يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب وتمثّل بالتأكيد انتهاكات خطرة للغاية لقواعد القانون الإنساني الدولي، وأضاف الوزير: «طلبنا إيضاحات بشأن الحوادث التي وقعت».
ورأت وزارة الخارجية الإسبانية أن إطلاق النار انتهاك خطر للقانون الدولي، مطالبة إسرائيل بضمان أمن القبعات الزرق.
كما أدان وزير الخارجية الإيرلندي مايكل مارتن الجمعة الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي في جنوبي لبنان وأدى إلى إصابة جنديين من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وأعرب رئيس الوزراء سايمون هاريس عن قلقه العميق إزاء التقارير، لكن مارتن، وهو أيضا نائب رئيس الوزراء، ذهب أبعد من ذلك ووصفها بأنها «تطور استثنائي وصادم جدا».
كما أعربت موسكو عن غضبها بسبب الهجوم العسكري الإسرائيلي على قوة اليونيفيل في جنوبي لبنان، وطالبت وزارة الخارجية الروسية تل أبيب بالامتناع عن القيام بأي أعمال عدائية ضد قوات حفظ السلام.
وتعتزم باريس وروما عقد اجتماع للدول الأوروبية الأربع المساهمة في اليونيفيل، وهي فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وإيرلندا، وفق ما أفادت وزارة الجيوش الفرنسية الخميس.
وقالت لما فقيه من منظمة هيومن رايتس ووتش إنّ الهجمات على قوات اليونيفيل لا تعوق عمل قوات حفظ السلام فحسب، بل تعوق أيضا قدرة المدنيين في الجنوب على الحصول على المساعدات الإنسانية التي هم في أمس الحاجة إليها.
وأضافت في بيان صادر صباح الجمعة: «يجب السماح لبعثة الأمم المتحدة بالوفاء بواجباتها المتمثلة في حماية المدنيين وكذلك بمهامها الإنسانية».
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إنه حثَّ وزير الجيش الإسرائيلي في اتصال هاتفي، اليوم الجمعة، على ضمان سلامة قوات اليونيفيل في لبنان.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد ذكرت يوم الإثنين الماضي أن الولايات المتحدة لا تريد أن تتعرض قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان للخطر بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك التعرض لهجوم إسرائيلي، بعد تهديدات أحاطت بمواقع اليونيفيل.
وتشن إسرائيل عدوانا على جنوبي لبنان منذ أكثر من 15 يوما بسبب إسناد حزب الله للجبهة الفلسطينية في قطاع غزة، وتحول التركيز في الحرب بين إسرائيل وحزب الله بشكل متزايد باتجاه الشمال إلى لبنان، من أجل السماح لعودة عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من منازلهم في الشمال.
وقالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «يونيفيل»، اليوم الجمعة، إن جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي أسقطت حواجز في موقع الأمم المتحدة «1-31» بالقرب من الخط الأزرق في اللبونة جنوبي لبنان.
كما أكدت اليونيفيل إصابة اثنين من عناصرها في انفجارين قرب نقطة مراقبة حدودية، للمرة الثانية خلال يومين، محذّرة من تعرض قواتها لخطر شديد، وفقا لرويترز.