بيروت / 14 أكتوبر / متابعات :
تواصلت الاشتباكات المسلحة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اليوم الجمعة، حيث شهدت المناطق الحدودية الجنوبية للبنان قصفاً مدفعياً متبادلاً، بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
وأفادت الأنباء باستشهاد 4 أشخاص في غارات إسرائيلية على عدة مناطق في البقاع.
ولم تكن الأطقم الطبية والإسعافية بمنأى عن الاستهدافات الإسرائيلية، إذ قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان اليوم الجمعة إن أكثر من 100 من العاملين في المجال الطبي ومجال الطوارئ قُتلوا في لبنان منذ بدء الصراع بين إسرائيل وحزب الله قبل عام.
وذكرت المتحدثة باسم المفوضية، رافينا شامداساني، في إفادة صحفية للأمم المتحدة: «في المجمل، قُتل أكثر من 100 من العاملين في المجال الطبي ومجال الطوارئ في مختلف أنحاء لبنان منذ أكتوبر من العام الماضي»، دون أن تذكر تفاصيل عن متى أو أين قُتلوا.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، ليل الأربعاء/ الخميس، مقتل 5 من عناصر الدفاع المدني في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان.
وذكر بيان للوزارة أن «العدو الإسرائيلي جدد هذه الليلة استهداف طواقم الإنقاذ والإسعاف ضارباً بعرض الحائط القوانين والأعراف الدولية والمواثيق الإنسانية».
وأوضح البيان أن الغارة نفذت على مركز الدفاع المدني في بلدة دردغيا «ما أدى في حصيلة أولية إلى استشهاد خمسة من المسعفين ورجال الإنقاذ في المركز».
وطالبت وزارة الصحة اللبنانية «المجتمع الدولي بموقف حازم يحول دون مضي العدو في استهداف طواقم الإنقاذ والإسعاف»، ضارباً بعرض الحائط القوانين والأعراف الدولية والمواثيق الإنسانية، بحسب بيان سابق لها.
وفي سلسلة من البيانات، أعلن حزب الله عن تنفيذ هجوم جوي باستخدام سرب من الطائرات المسيّرة الانقضاضية على قاعدة قيادة الدفاع الجوي الإسرائيلية في كريات إلعازر بمدينة حيفا.
وأشار الحزب إلى أنه استهدف تجمعات لجنود الجيش الإسرائيلي في منطقة زوفولون شمال حيفا بصواريخ متتابعة.
كما أعلن عن استهداف تجهيزات فنية موضوعة على رافعة في موقع العباد بصاروخ موجه، مؤكداً إصابتها بدقة.
وأضاف أن مقاتليه استهدفوا تجمعات لجنود الجيش الإسرائيلي في ثكنة يفتاح والمناطق المحيطة بها بصواريخ كبيرة، مما أسفر عن ضربات مكثفة على الموقع.
في المقابل، أجرى رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، يوم الخميس، تقييماً مشتركاً للوضع الأمني في جنوب لبنان، بمرافقة قائد المنطقة الشمالية، وقائد الفرقة 91، وعدد من كبار ضباط الجيش.
وخلال الاجتماع، صرّح هاليفي قائلاً: «نحن نعمل في البقاع، بيروت، شمال الليطاني وجنوبه، وكل هذه الجهود المشتركة تسهم في تحقيق نتائج قوية للغاية».
وأكد أن العمل الجاري يعد عنصراً حاسماً في إعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم، مشيراً إلى أن التركيز الأساسي هو ضمان أمانهم خلال فترة الأعياد.
من جهته، قال رئيس الشاباك، رونين بار: «في السنوات الأخيرة، نلاحظ تزايد تموضع حماس في لبنان، وهذا التواجد سيزداد نظراً لانسحابهم من غزة، وسيكون التركيز هنا».
وأضاف أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ستواصل ملاحقة عناصر حماس في كل مكان.
وقالت السلطات اللبنانية إن ضربات إسرائيلية أدت إلى استشهاد 22 شخصاً وإصابة أكثر من 100 في وسط بيروت أمس الخميس، فيما قالت ثلاثة مصادر أمنية إن قيادياً كبيراً في حزب الله نجا من محاولة اغتيال إسرائيلية.
وفي جنوب البلاد، أصيب فردان من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة عندما أطلقت دبابة إسرائيلية النار على برج مراقبة في المقر الرئيسي للقوة في رأس الناقورة، مما دفع الأمم المتحدة إلى القول أمس الخميس إن الخطر على أفرادها يتزايد.
واليوم الجمعة، قال مصدر من الأمم المتحدة إن قوات إسرائيلية أطلقت النار على موقع مراقبة بالقاعدة الرئيسية لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) في الناقورة بجنوب لبنان، مما أسفر عن إصابة فردين.
وشهدت الأسابيع القليلة الماضية تطورات كبيرة، إذ قصفت إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان وسهل البقاع، مما أسفر عن مقتل كثير من كبار قادة حزب الله.
وقالت المصادر الأمنية لرويترز إن وفيق صفا، الذي يرأس وحدة الارتباط والتنسيق لحزب الله، المسؤولة عن العمل مع الأجهزة الأمنية اللبنانية، استهدفته إسرائيل مساء أمس الخميس لكنه نجا.
وأصابت الضربات الإسرائيلية أحد الأحياء التي تعج بالمباني السكنية والمتاجر الصغيرة في قلب بيروت.