غزة / 14 أكتوبر / متابعات :
ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء أن 12 فلسطينياً على الأقل، بينهم تسعة أفراد من عائلة واحدة، قُتلوا في غارات إسرائيلية على شمال ووسط قطاع غزة. وأضافت الوكالة نقلاً عن مسعفين تابعين للهلال الأحمر الفلسطيني إن تسعة أفراد من عائلة واحدة قُتلوا في غارة استهدفت شقتهم في حي الشجاعية شمال قطاع غزة.
وتابعت أن ثلاثة أشخاص بينهم طفل قُتلوا وأصيب عدد آخر في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وفيما توغلت الدبابات الإسرائيلية في عمق جباليا بشمال قطاع غزة أمس الثلاثاء وأمرت إسرائيل السكان بإخلاء المنطقة بينما كانت تقصف المخيم التاريخي للاجئين الفلسطينيين من الجو، قالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس إنه تم إحراز بعض التقدم في ما يتعلق بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
لكن نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية قالت خلال ظهورها في برنامج تلفزيوني إن التقدم "لا معنى له" ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بالفعل.
وأضافت هاريس خلال المقابلة التي ستذاع كاملة في وقت لاحق "يجب أن نتوصل لوقف لإطلاق النار واتفاق بشأن الرهائن في أقرب وقت ممكن".
وما زال المدنيون في غزة يعيشون في ملاجئ متداعية، ويعانون الأمرين للعثور على الطعام وسط انعدام تام لظروف السلامة والأمن، وفق المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر سارة ديفيز، حتى بعدما أصبح تركيز الجيش الإسرائيلي منصباً على توجيه ضربات في لبنان.
وفي الأسابيع الأخيرة، أصبح تركيز إسرائيل في المعركة منصباً على الحدود الشمالية وقد شنت غارات جوية على مواقع "حزب الله" في مختلف أنحاء لبنان بما في ذلك في بيروت ودخلت قواتها إلى جنوب لبنان.
وعلى الرغم من ذلك، ما زال المدنيون في غزة يواجهون ظروفاً طاحنة ومدمرة بسبب انعدام الأمن، كما تقول سارة ديفيز، الموجودة حالياً بمنطقة المواصي في غزة.
وقالت ديفيز في مقابلة عبر الإنترنت مع وكالة الصحافة الفرنسية "ما زالوا يعيشون هنا في خيام. وما زالوا غير قادرين على العودة إلى منازلهم. وما زالوا لا يعرفون ما إذا كانت منازلهم قائمة. ويكافحون من أجل إطعام أسرهم كل يوم، وإيجاد مياه صالحة للشرب، وإيجاد الطاقة التي تساعدهم على الاستمرار".
وأضافت ديفيز أنه ما زال يُسمع على نحو مستمر في غزة دوي الانفجارات وأصوات إطلاق النار.
وبينما تم نقل آلاف الجنود إلى الحدود الشمالية مع لبنان، أعلنت إسرائيل عن عمليات جديدة في أجزاء من غزة خلال نهاية الأسبوع وحاصرت قواتها منطقة جباليا ونشر الجيش أوامر إخلاء جديدة السبت.
وقالت ديفيز "يشعر الناس بالتوتر الشديد في كل مرة يسمعون فيها بصدور أوامر إخلاء جديدة. أعتقد أن الوضع غامض تماماً بالنسبة للناس على الأرض. إنه مخيف جداً".
قُتل العشرات في جباليا في الهجوم العسكري الأخير، وفقاً للدفاع المدني في غزة، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل 20 مسلحاً.
وبلغ عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائيلية والغارات والقصف نحو 42 ألفاً منذ اندلاع الحرب غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها "حماس"، والتي تعتبرها الأمم المتحدة ذات موثوقية.
وخلال الهجمات، تضررت المستشفيات والعيادات القليلة المتبقية في غزة بشدة بسبب نقص الإمدادات، مع تقييد إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وقالت ديفيز إن المرافق الطبية لا تحصل سوى على كميات محدودة جداً من الوقود الذي لا غنى عنه لتشغيلها وهذا الأمر يزيد الضغط على الأطباء والممرضين.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد حذر إسرائيل، خطياً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من عواقب "كارثية" في الأراضي الفلسطينية في حال منع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" من مزاولة أنشطتها.
واعتبر غوتيريش أن "مثل هذا الإجراء من شأنه أن يخنق الجهود الرامية إلى تخفيف المعاناة الإنسانية والتوترات في غزة، بل وفي الأرض الفلسطينية المحتلة بأكملها ومن شأنه أن يشكل كارثة في ظل كارثة كاملة"، وفق ما أورد الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة بالعربية.
وقال غوتيريش إن "مثل هذا التشريع سيشكل انتكاسة هائلة لجهود السلام المستدام وحل الدولتين - مما يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار وانعدام الأمن".
تصريحات غوتيريش جاء في معرض تعليقه على مشروع قانون أقرته لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي، يرمي إلى إنهاء أنشطة ومزايا وكالة الأونروا في إسرائيل.
وقتل 223 من موظفي الأونروا وتضررت ودمرت ثلثا منشآتها ومدارسها في غزة منذ اندلعت الحرب في أكتوبر 2023، على حد قوله. في أواخر سبتمبر شدد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني على أن الأونروا تقف "على الجانب الصحيح من التاريخ".
ويدعو غوتيريش بلا كلل إلى وقف إطلاق النار في غزة والآن في لبنان لتجنب "حرب شاملة".
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أعلن الأسبوع الماضي أن غوتيريش "شخص غير مرغوب فيه"، ما يعني منعه من دخول إسرائيل، منتقداً عدم إدانته الصريحة للهجوم الصاروخي الإيراني على بلاده الثلاثاء.
وفي معرض تنديده بالتهجير المستمر لسكان غزة، انتقد غوتيريش طريقة إدارة الحرب، معتبراً أنها "خاطئة في جوهرها". وأضاف "ما من حق مصان في غزة وما من شخص آمن فيها".
وكانت القوات الإسرائيلية قد كثّفت غاراتها وقصفها على مناطق شمالي قطاع غزة، اليوم الأربعاء، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى.
وأشار الدفاع المدني في غزة إلى أن إسرائيل تهدد حياة حوالي 200 ألف نسمة في شمالي القطاع بإجبارهم على إخلاء منازلهم.
وأضاف في بيان اليوم الأربعاء، أن «جثامين الشهداء ما تزال ملقاة في الشوارع، نظرا لاستهداف الاحتلال المتواصل لطواقم الإسعاف والدفاع المدني».
وأوضح، أن الهجوم الإسرائيلي يتواصل على مناطق بيت حانون، وبيت لاهيا، وجباليا، لليوم الرابع على التوالي.
كما استهدفت الطائرات الإسرائيلية المُسيرة من نوع «كواد كابتر» مشروع بيت لاهيا بإطلاق نيران مكثفة.
في الوقت ذاته، أطلقت الآليات العسكرية الإسرائيلية النار بشكل مكثف في مخيم جباليا، بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف محيط منطقتي الفالوجا والعلمي.
وقالت الأنباء من مخيم جباليا، إن القوات الإسرائيلية تفرض حصارا مشددا على شمالي قطاع غزة.
وأوضحت أن الآليات العسكرية الإسرائيلية تتمركز في المنطقة الشرقية لمخيم جباليا، حيث أقام الجيش الإسرائيلي حواجز للتفتيش وزوّد المنطقة بكاميرات مراقبة.
كما أفادت بأن قوات الاحتلال تطالب السكان بإخلاء منازلهم والتوجه إلى جنوبي القطاع.
تأتي هذه الاستهدافات في ظل توسيع الاجتياح البري الإسرائيلي لعدة محاور في شمالي قطاع غزة، تشمل مناطق شرقي جباليا في محيط الإدارة المدنية، وشارع صلاح الدين، ومنطقة رياض الصالحين جنوبي المخيم، ومنطقة التوام غربي القطاع.
في السياق ذاته، صرّح مدير المستشفيات الميدانية بقطاع غزة، الدكتور مروان الهمص، بأن جيش الاحتلال طلب إخلاء المستشفيات الواقعة في شمالي القطاع من المرضى والكوادر الصحية.
وأشار الهمص خلال مؤتمر صحفي إلى اعتقال قوات الاحتلال أحد المسعفين هناك.
وفي وقت سابق، كشف الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، عن أن إدارة المستشفى تلقت أوامر بالإخلاء من قبل الجيش الإسرائيلي.
وأكد أبو صفية، في تصريحات للغد، أن قوات الاحتلال تعرقل إجلاء الأطفال الخدج من المستشفى، ما يندرج ضمن محاولات لإخراج النظام الصحي في شمالي القطاع من الخدمة، بهدف تهجير السكان.
وناشد أبو صفية المؤسسات الإنسانية الدولية بالتدخل لدعم الهيئات الصحية في القطاع.
بدوره، طالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة المنظمات الدولية بالتحرك الفوري لحماية مستشفيات كمال عدوان والإندونيسي والعودة.
وحذر المكتب من تكرار سيناريو تدمير مجمع الشفاء الطبي واستمرار جريمة الإبادة الجماعية ضد المدنيين وتدمير القطاعات الحيوية في غزة.
وأشار المكتب إلى أن الاحتلال بدأ في محاصرة مستشفى كمال عدوان وأطلق النار على مكتب إدارة المستشفى، كما منع إدخال الوقود إلى المستشفى وبقية المرافق الطبية.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة قد رفض ، طلب الاحتلال إخلاء 3 مستشفيات، هي كمال عدوان والإندونيسي والعودة.
في تلك الأثناء، لم ينقطع القصف عن مناطق أخرى في أنحاء قطاع غزة، وأفادت الأنباء بأن غارة إسرائيلية استهدفت منزلا مقابل سوق البسطات في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وفي حي الشجاعية، استشهد 9 أفراد من عائلة فرحات جراء استهداف منزلهم.
وفي وسط القطاع، واصلت القوات الإسرائيلية غاراتها، حيث أفادت الأنباء بأن قصفا إسرائيليا استهدف منزلًا في مخيم النصيرات، ما أسفر عن سقوط 4 شهداء وعدة جرحى.
كما أشارت الأنباء إلى استشهاد 4 أشخاص جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمة للنازحين في منطقة أبو مهادي شمالي مخيم النصيرات.
ووصل إلى مستشفى شهداء الأقصى جثمان طفلة وعدة إصابات أخرى نتيجة قصف استهدف منزل عائلة الخالدي في مخيم البريج شرقي وسط القطاع.