السؤال الذي تطرحه، ما إذا كانت لغة الإشارة تكفي لجعل الإنسان “حيوانًا ناطقًا”، هو سؤال عميق ويثير الكثير من الجدل في مجالات اللغويات، وعلم الأعصاب، والفلسفة.
اللغة أكثر من مجرد صوت، اللغة ليست مجرد مجموعة من الأصوات. إنها نظام معقد من الرموز والقواعد التي نستخدمها للتواصل ونقل الأفكار والمعاني. هذا النظام يتضمن الدلالة أي المعنى الذي يحمله الرمز (الكلمة، الإشارة).
النحو أي القواعد التي تحكم ترتيب الكلمات وعلاقاتها ببعضها.
الصوتيات دراسة الأصوات التي نستخدمها لتكوين الكلمات.
لغة الإشارة هي لغة كاملة لها قواعدها ونحوها الخاص.
إنها ليست مجرد مجموعة من الإيماءات العشوائية، بل هي نظام رمزي معقد قادر على التعبير عن مجموعة واسعة من الأفكار والمعاني.
لغة الإشارة والإنسان “الناطق”:
هل لغة الإشارة تجعل الشخص “حيوانًا ناطقًا”؟
الجواب هو نعم.
الشخص الذي يستخدم لغة الإشارة يستخدم نظامًا رمزيًا معقدًا للتواصل، وهو ما يميز الإنسان عن الحيوان.
قد يجادل البعض بأن اللغة يجب أن تكون صوتية. ولكن هذا الرأي يعتمد على تعريف ضيق للغة.
اللغة هي أي نظام رمزي يستخدم للتواصل، سواء كان صوتيًا أو بصريًا أو حتى ملموسًا.
ميكانيكا اللغة وقوتها التعبيرية: ميكانيكا اللغة هي دراسة كيفية إنتاج اللغة وفهمها. تتضمن هذه الدراسة أجهزة النطق وهي الأجزاء المختلفة من الجهاز الصوتي التي نستخدمها لإنتاج الأصوات (الحنجرة، اللسان، الشفتين).
الدماغ وهو العضو المسؤول عن معالجة اللغة وفهمها وإنتاجها.
قوة تعبير اللغة تأتي من قدرتها على تكوين جمل معقدة. يمكننا باستخدام اللغة بناء جمل طويلة ومعقدة تعبر عن أفكار معقدة.
التعبير عن المشاعر: يمكننا استخدام اللغة للتعبير عن مجموعة واسعة من المشاعر والأحاسيس.
التفكير المجرد: يمكننا استخدام اللغة للتفكير في مفاهيم مجردة مثل الحب والعدالة والجمال.
الخلل في المخ والمخيخ والصم والبكم العديد من الأشخاص الصم والبكم يعانون من خلل في أجزاء معينة من الدماغ أو الجهاز العصبي.
هذا الخلل قد يؤثر على قدرتهم على سماع الأصوات أو إنتاجها. ومع ذلك، هذا لا يعني أنهم أقل ذكاءً أو قدرة على التعلم من الأشخاص الآخرين.
الصلة بين الصم والبكم والإنسان البدائي: لا يوجد دليل علمي قوي يدعم فكرة أن الأشخاص الصم والبكم يمثلون مرحلة انتقالية بين الإنسان الحديث والإنسان البدائي.
كل فرد، سواء كان سامعًا أم أصم، هو نتاج تطور بيولوجي وثقافي معقد.
هل لغة الإشارة هي لغة كاملة وقوية قادرة على التعبير عن جميع الأفكار والمعاني التي يمكن التعبير عنها بأي لغة أخرى.
الأشخاص الذين يستخدمون لغة الإشارة هم أفراد كاملون يتمتعون بقدرات عقلية واجتماعية عالية.
إن التركيز على الصوت كشرط أساسي للغة هو نظرة ضيقة وغير علمية.
اللغة هي نظام رمزي ديناميكي يتطور باستمرار، ولغة الإشارة هي مثال حي على ذلك.
لذا فهل القول بأن الشخص الذي يستخدم لغة الإشارة ليس “حيوانًا ناطقًا”.