غارات إسرائيلية واسعة على لبنان بعد اعتراض صاروخ استهدف تل أبيب
تل أبيب / بيروت / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات اليوم الأربعاء على مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه ووسطه، لاسيما بلدة المعيصرة الشيعية الواقعة في قضاء كسروان (شمال بيروت) ذي الغالبية المسيحية، ما ادى إلى سقوط 15 قتيلاً وعدد غير محدد من الجرحى بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
وكانت صفارات الإنذار في تل أبيب دوت صباح اليوم الأربعاء، وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد صاروخ واحد أرض - أرض أُطلق من جانب لبنان وجرى اعتراضه بواسطة أنظمة الدفاع الجوي. ولم ترد أنباء عن وقوع أضرار أو إصابات. كما لم تغير الجبهة الداخلية تعليماتها للسكان، في ما يشير إلى مواصلة الحياة على طبيعتها في مناطق وسط إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان بالعربية، إنه "متابعةً للإنذارات في منطقة تل أبيب الكبرى (غوش دان) ومنطقة شارون، فالحديث عن إطلاق صاروخ أرض-أرض من لبنان تم اعتراضه من قبل الدفاعات الجوية".
في المقابل، شنت إسرائيل الأربعاء، لليوم الثالث على التوالي، غارات جوية على جنوب لبنان، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، إن "الطائرات الحربية المعادية تشن منذ الخامسة فجراً (02:00 بتوقيت غرينتش) غارات جوية" على مناطق عدة في جنوب لبنان، مؤكدة أن الغارات لم تتوقف خلال الليل وأسفرت عن إصابات، من دون أن تورد أي حصيلة دقيقة.
وبعد ساعات على غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، أكدت جماعة "حزب الله" اللبنانية اليوم، أن أحد قادتها العسكريين إبراهيم قبيسي الملقب "الحاج أبوموسى"، قتل في الغارة.
والغارة التي أدت الى تدمير طابقين من مبنى في حي سكني مكتظ في منطقة الغبيري، في ضاحية بيروت الجنوبية، أدت إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل وإصابة 15 آخرين، بحسب السلطات اللبنانية.
وجاء تأكيد الحزب مقتل القيادي العسكري بعيد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي أن "مقاتلات سلاح الجو هاجمت ضاحية بيروت وقتلت إبراهيم محمد قبيسي، قائد منظومة الصواريخ في منظمة (حزب الله) الإرهابية".
ووفقاً للجيش الإسرائيلي فإن قبيسي الذي كان يقود وحدات عسكرية عدة، بما في ذلك وحدة الصواريخ الموجهة الدقيقة، استهدفته الغارة بينما كان مع قادة آخرين في الوحدة الصاروخية لـ"حزب الله".
وجاءت الغارة الإسرائيلية أمس الثلاثاء غداة غارة مماثلة استهدفت الضاحية الجنوبية ولم تسفر عن قتلى. وقال مصدر مقرب من "حزب الله" أول من أمس الإثنين، إن الغارة استهدفت قائد جبهة جنوب لبنان في الحزب علي كركي. لكن "حزب الله" قال لاحقاً، إن كركي "بخير" وانتقل إلى "مكان آمن".
وتتزامن هذه الضربات على الضاحية الجنوبية مع غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف منذ صباح الإثنين مناطق واسعة في جنوب لبنان وشرقه، أسفرت حتى الآن عن 558 قتيلاً على الأقل وأكثر من 1800 جريح، بحسب وزارة الصحة. وهذه أعلى حصيلة قتلى يشهدها لبنان في يوم واحد منذ نهاية الحرب الأهلية التي بدأت في عام 1975 وانتهت في 1990.
ومني "حزب الله" في الأسبوع الأخير بخسائر موجعة بعد تفجير آلاف من أجهزة اتصالاته الأسبوع الماضي في هجمات نسبها الى إسرائيل وأدت إلى مقتل 39 شخصاً وإصابة آلاف آخرين بجروح.
وفي وقت مبكر اليوم قال مصدر أمني لبناني، إن ضربة إسرائيلية استهدفت منطقة السعديات قرب بيروت. وتحدث المصدر الأمني طالباً عدم كشف هويته عن "ضربة إسرائيلية في السعديات" الواقعة على الساحل اللبناني على بعد 20 كلم إلى الجنوب من بيروت، مشيراً إلى أن الضربة استهدفت "مستودعاً"، وسمع سكان العاصمة دويها.
وكانت إسرائيل قد وسّعت نطاق هجماتها على لبنان، اليوم الأربعاء، باستهداف قرى وبلدات في مختلف المناطق، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى.
وبحسب التقديرات الأولية لوزارة الصحة اللبنانية، وصلت حصيلة الشهداء في الجنوب والبقاع وقضاء كسروان إلى 23 شخصا، إضافة إلى نحو 100 جريح.
في الجنوب اللبناني وحده، أسفرت الغارات الإسرائيلية المكثفة عن استشهاد 10 أشخاص في حصيلة أولية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية.
من بين الضحايا بجنوب البلاد، استشهد 3 أشخاص وأُصيب 13 آخرون في بلدة عين قانا، فيما سقط 4 شهداء في بلدة بنت جبيل، وشهيدان في تبنين حيث أُصيب أيضا 27 شخصا بجروح.
وفي محافظة جبل لبنان، وتحديدا في بلدة جون قضاء الشوف، أسفرت الغارات عن استشهاد 4 أشخاص وإصابة 7 آخرين.
وفي بلدات بعلبك الهرمل أدت الغارات إلى استشهاد 7 أشخاص وإصابة أكثر من 38 شخصا بجروح.
ووفقًا لما نقلته صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، فقد نفذ الجيش الإسرائيلي منذ ساعات صباح اليوم هجمات على حوالي 100 هدف في لبنان.
وأوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يستعد لشن مزيد من الهجمات، التي تستهدف أسلحة حزب الله الاستراتيجية وصواريخه الثقيلة وبعيدة المدى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الغرض من هذه الهجمات هو حرمان حزب الله من قدراته الاستراتيجية، ما يجعل من الصعب عليه تنفيذ خطط لإطلاق صواريخ بعيدة المدى تستهدف وسط إسرائيل ومناطق أخرى.
كما ذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي في اليوم الأول من العملية استهدف حوالي 1600 هدف في لبنان، بينما تمت مهاجمة حوالي 400 هدف خلال اليوم الأخير.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن شنّ سلسلة هجمات واسعة استهدفت مناطق جنوبي لبنان ومنطقة البقاع.
وأشار إلى أن طائراته الحربية هاجمت منصات إطلاق الصواريخ في منطقة النفاخية بلبنان، التي استُخدمت لإطلاق صاروخ باتجاه منطقة غوش دان، اليوم الأربعاء.
وبحسب الادعاءات الإسرائيلية، استهدفت الغارات مواقع عسكرية، وعشرات مستودعات الأسلحة، بما في ذلك منصات إطلاق صواريخ موجهة بدقة وصواريخ كروز.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، إن حزب الله حوَّل جنوبي لبنان إلى منطقة حربية، مشيرا إلى أنهم سيواصلون العمل على تقليص قدراته.
في المقابل، أطلق حزب الله اللبناني عشرات الصواريخ على إسرائيل، اليوم الأربعاء، بما فيها مقذوف طويل المدى أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب ووسط إسرائيل.
كما أعلن حزب الله اللبناني أنه أطلق صاروخا باليستيا على مقر الموساد، والذي قال إنه مسؤول عن اغتيال كبار قادته.
وكانت القيادة الشمالية بالجيش الإسرائيلي، قد أعلنت اليوم الأربعاء، دخول مرحلة جديدة من حملة (سهام الشمال).
ونقل بيان للجيش الإسرائيلي عن قائد المنطقة الشمالية أوري جوردين قوله: «بدأت العملية بضربة كبيرة لقدرات حزب الله، كانت ضربة واسعة لقادة المنظمة وعناصرها».
وأشار جوردين إلى ضرورة الاستعداد للمناورة والقتال في هذه المرحلة.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن هجمات استهدفت 60 هدفا استخباراتيا تابعا لحزب الله، مشيرة إلى استدعاء لواءين من قوات الاحتياط لتعزيز الجبهة الشمالية.
وأشار إلى استهداف نحو 40 بلدة في جنوب لبنان، معتبرا أن تجنيد لوائين من قوات الاحتياط للقيام بمهام عملياتية في الجبهة الشمالية.
وقال، إن استدعاء اللوائيين سيسمح بمواصلة الجهود القتالية ضد حزب الله، وخلق الظروف لإعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم.
إلى ذلك أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة تشعر بقلق شديد إزاء التقارير التي تحدثت عن هجوم صاروخي شنه حزب الله اللبناني على جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) في تل أبيب.
وقال كيربي، في مقابلة مع شبكة سي إن إن: إنه أمر مقلق للغاية.. هناك أدلة مرة أخرى على أن إسرائيل تواجه تهديدا من جماعة إرهابية مدعومة من إيران، حسب زعمه.
وتابع: «ينبغي ألا تعيش أي دولة تحت وطأة هذه التهديدات على حدودها مباشرة»، بحسب وكالة رويترز.
وأضاف أن الولايات المتحدة ما تزال تعتقد مع ذلك أن الحل الدبلوماسي يمكن أن يخفف من حدة التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، في مقابلة مع شبكة إيه بي سي الإخبارية، الأربعاء، إن توسع الصراع بين لبنان وإسرائيل لن يحل المشكلة، وإنه ما يزال يعتقد أن حلًا دبلوماسيًا ما يزال ممكنًا.
وأكد بلينكن أن الجهود الدبلوماسية الأميركية نجحت بالفعل في كبح الصراع من التوسع أكثر من مرة.
وتابع بلينكن: «إسرائيل لديها مشكلة واقعية عليها أن تتعامل معها وهي حزب الله الذي بدأ قصفه على إسرائيل في 2023، إلا أن حربًا واسعة النطاق لن تحل المشكلة».
في وقت سابق، أعلن حزب الله اللبناني، صباح اليوم الأربعاء، إطلاق صاروخ باليستي من نوع «قادر 1»، على مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب.
وقال حزب الله، في بيان، إن المقر المستهدف هو «المسؤول عن اغتيال القادة وعن تفجير البيجرز وأجهزة اللاسلكي».
وفي 17 و18 سبتمبر انفجرت آلاف أجهزة الاتصال اللاسلكي (بيجر) وأجهزة (ووكي توكي) التي يستخدمها حزب الله في هجوم تقف وراءه إسرائيل، ما تسبب في استشهاد العشرات وإصابة الآلاف.
وقال حزب الله يوم الأحد الماضي إنه هاجم مجمعا إسرائيليا للصناعات العسكرية في شمالي مدينة حيفا بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2 والكاتيوشا في رد أولي على تفجيرات أجهزة البيجر واللاسلكي.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، رصد صاروخ «أرض-أرض» انطلق من لبنان نحو المقر، وتم اعتراضه من الدفاع الجوي.
وحسب الإعلام الإسرائيلي، أطلق حزب الله صاروخا باليستيا ذا مدى متوسطًا، وتم اعتراضه من منظومة (مقلاع داوود).
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تصل صواريخ حزب الله إلى تل أبيب التي تقع على بعد 120 كيلومترا من الحدود اللبنانية.
وأفادت الأنباء في وقت سابق، بأن صفارات الإنذار دوت في تل أبيب وعشرات البلدات وسط إسرائيل.
بدوره، أكد الجيش الإسرائيلي في بيان عدم تغيير تعليمات الجبهة الداخلية بما يتعلق بالدوام الدراسي في منطقة وسط إسرائيل.
وقال المتحدث باسم الجيش: حتى الساعة لم يطرأ أي تغيير على تعليمات الجبهة الداخلية في منطقة الوسط والدوام الدراسي يتواصل كالمعتاد.
وكان حزب الله قد أعلن فجر اليوم الأربعاء مقتل إبراهيم قبيسي، أحد أبرز قادته العسكريين، في غارة إسرائيلية استهدفت أمس (الثلاثاء) الضاحية الجنوبية لبيروت؛ معقل التنظيم الموالي لإيران.
ويعدّ مقتل قبيسي الأحدث في سلسلة من الاغتيالات والنكسات الأخرى لحزب الله. وقالت إسرائيل إن قبيسي كان يرأس قوة الصواريخ والقذائف في الحزب.
وقال مسؤولون عسكريون إن قبيسي كان مسؤولاً عن عمليات الإطلاق باتجاه إسرائيل، وإنه خطط لهجوم عام 2000 اختُطف فيه وقُتل 3 جنود إسرائيليين، وفق ما نقلت وكالة «أسوشييتد برس».
من هو قبيسي :
وُلد قبيسي في بلدة زبدين بجنوب لبنان بتاريخ 10 أكتوبر عام 1962.
انتسب إلى حزب الله في الثمانينات، ويلقب بـ(الحاج أبو موسى).
تدرّج في المسؤوليات التنظيميّة داخل هيكليّات الحزب واجتاز كثيراً من الدورات القياديّة العليا.
خطّط وأشرف على كثير من عمليّات حزب الله ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً في إدارة محور الإقليم التي تولّى مسؤوليّتها بين عامي 1998 و2000.
تولّى مسؤوليّة وحدة «بدر» العسكريّة المسؤولة عن إحدى مناطق عمليات حزب الله الثلاث في جنوب لبنان، بين عامي 2001 و2018.
قاد عدداً من التشكيلات الصاروخيّة في حزب الله.
كان يتمتع بعلاقات وثيقة بكبار القادة العسكريين الآخرين في حزب الله.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن ما لا يقل عن 564 شخصاً قتلوا في الضربات الإسرائيلية منذ يوم الاثنين، بمن فيهم 50 طفلاً و94 امرأة، وإن أكثر من 1800
أصيبوا. وهي حصيلة كبيرة لبلد لا يزال يتعافى من تفجيرات أجهزة البيجر واللاسلكي القاتلة الأسبوع الماضي.
وقتل 6 أشخاص وأصيب 15 في الضربة التي وقعت بالضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن الهجوم دمر 3 طوابق من مبنى سكني مكون من 6 طوابق.
وتعدّ هذه العملية التي أسفرت عن اغتيال قبيسي الخامسة منذ بداية موجة المواجهات الجارية بين إسرائيل وحزب الله بعد 7 أكتوبر الماضي؛ إذ سبق أن اغتالت إسرائيل بالضاحية الجنوبية لبيروت في 2 يناير 2024، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري.
إلى ذلك يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم اجتماعاً طارئاً حول الوضع في لبنان حيث أوقعت ضربات إسرائيلية أكثر من 500 قتيل أول من أمس، وفق ما أعلنت بعثة سلوفينيا التي تتولى الرئاسة الدورية للهيئة.
وقالت البعثة أمس، إن الاجتماع الذي طلبته فرنسا سيُعقد الأربعاء 25 سبتمبر الساعة 18:00 (22:00 توقيت غرينتش)، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب عن خيبة أمل حيال تصريح للرئيس الأميركي جو بايدن أمام الأمم المتحدة حول الشرق الأوسط، آملاً تعزيز واشنطن جهودها الدبلوماسية.
وقال بوحبيب في فعالية نظمتها مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في نيويورك على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن تصريح بايدن "لم يكن قوياً، وهو غير مشجع، ولن يحل المشكلة اللبنانية".
وأضاف، "لا زلنا نأمل، فالولايات المتحدة هي البلد الوحيد القادر على إحداث فرق في الشرق الأوسط وفي ما يتعلق بلبنان". وفي خطابه أمام الجمعية العامة، حذر بايدن من "حرب شاملة" في الشرق الأوسط وحض على إيجاد حلول دبلوماسية في لبنان وغزة.
من جانبها، أعلنت الحكومة البريطانية أنها سترسل عسكريين إلى قبرص استعداداً لعملية إجلاء محتملة لرعاياها من لبنان.
وقال وزير الدفاع جون هيلي في بيان، إنه "يتعين على الرعايا البريطانيين مغادرة لبنان على الفور"، مشيراً إلى أن نحو 700 عسكري بريطاني سيتم إرسالهم خلال "الساعات المقبلة" إلى الجزيرة المتوسطية القريبة من لبنان.