نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تقريرا للكاتب أمير أورن يحذر فيه من عودة الجيش الإسرائيلي إلى لبنان، ويصف المتحمسين لهذه العودة بأنهم يلعبون بنار لا يمكن السيطرة عليها.
وقال إن التوترات الحالية بين إسرائيل وحزب الله في لبنان والتداعيات المحتملة لأي تصعيد عسكري قد تؤدّي إلى تفاقم الأزمات الأمنية في المنطقة، مضيفا أنه وبعد العملية الأخيرة لإسرائيل في لبنان والأحداث الحالية وبعض المواقف التاريخية التي شهدها لبنان وإسرائيل، هناك مخاوف من احتمال اندلاع حرب في الشمال.
ونقل أورن عن العميد الاحتياطي شلومو موفاز الضابط البارز في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي، الشقيق الأصغر لرئيس الأركان الـ16 شاؤول موفاز تحذيره من أن أولئك الذين يدعون اليوم إلى حرب جديدة في لبنان، قائلا إنهم “لا يعرفون ما يتحدثون عنه”.
وذكر شلومو موفاز أن اجتياح لبنان عام 1982 فتح “صندوق باندورا” للطوائف المختلفة في لبنان على خلفية النهضة الشيعية، والثورة الإيرانية، و”المفهوم المسيحي” لدى جهاز الموساد تجاه القوات اللبنانية. وأكد أن العودة إلى لبنان لحل مشكلات سكان الجليل قد تكون بمثابة اللعب بنار لا يمكن السيطرة عليها. وأضاف أن لا أحد في الحكومة أو في الجيش أو الاستخبارات يمكنه تقدير رد الفعل المتكامل من بيروت وطهران أو واشنطن.
وقال الكاتب إن الفرحين في الاستوديوهات والشوارع بإصابة 4 آلاف من عناصر حزب الله سرعان ما تلقوا نبأ سقوط 4 جنود إسرائيليين في غزة، وفي ذلك تذكير بالحالة الصعبة التي تعيشها إسرائيل تحت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعبثية إصراره على اجتياح جنوب لبنان حيث يؤدي الرفض المتكرر لاتفاق هدنة وإطلاق الأسرى إلى المزيد من دفع إسرائيل نحو مواجهة واسعة في لبنان.
ومع ذلك، أشار الكاتب إلى أن القوة التي تدفع نحو اجتياح جنوب لبنان لا تبدو وكأنها تخطط فعليًا لإرسال قوات برية إلى لبنان، لأنه لو كان هذا السيناريو متوقعا لكان توقيت عملية تفجير أجهزة النداء متزامنا مع ذروة الحرب وليس منفصلا عنها.
وأشار الكاتب إلى أن كل هذه الأمور تحدث فقط لمواصلة حرب عام 2024، لتمتد إلى عام 2025، وذلك لصالح شخص واحد متهم بجرائم بينما البديل واضح: وقف إطلاق النار في الجنوب والشمال، إعادة الأسرى، ترتيب جديد في غزة بمساعدة قوات خارجية، والتفاوض مع لبنان لتسوية النزاعات الحدودية.