نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالاً عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 للكاتب تيموثي غارتون آش تناول فيه الأهمية التي تتمتع بها هذه الانتخابات الأمريكية هذا العام.
ويرى الكاتب أن انتخابات الرئاسة الأمريكية تتمتع بالقدر الأكبر من الاهتمام على مستوى العالم الذي أدلى حوالي نصف سكانه بأصواتهم هذا العام في إطار انتخابات ديمقراطية في عدد كبير من الدول. ولخص غارتون آش أهمية السباق الرئاسي الأمريكي في أنه سوف يحدد الشخص الذي تتركز في يده أغلب السلطات التنفيذية بشكل استثنائي في الولايات المتحدة، ومن ثم يتمتع بالقدر الأكبر من القوة على الإطلاق كون الولايات المتحدة أقوى دولة في العالم.
وعقد الكاتب مقارنة بين انتخابات الرئاسة الأمريكية وغيرها من الانتخابات الأمريكية، مثل انتخابات مجلس النواب ومجلس الشيوخ، كما قارنها بالانتخابات البرلمانية التي تؤدي في النهاية إلى اختيار رئيس الوزراء في إطار حكومة ائتلافية في بعض الدول مثل المملكة المتحدة. وقارن منصب الرئيس الأمريكي بغيره من رؤساء الدول، وفقاً لما ينص عليه الدستور الأمريكي ودساتير دول أخرى.
وقال تيموثي غارتون آش: “يتصرف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وكأنه الرئيس الأمريكي نظرا لتمتعه بصلاحيات تمنحه الحق المطلق في تشكيل الحكومة، لكن ليس هذا ما ينص عليه دستور بلاده”.
وأضاف: “يذكرنا ذلك المتخصص في العلوم السياسية كوري بريتشنايدر، في كتابه ’الرئيس والشعب”، من الخطر الكبير لتركز السلطات في يد الرئيس الذي سبق أن ركز عليه باتريك هنري، أحد أبطال حرب الاستقلال الأمريكية أثناء مناقشة الدستور الأمريكي في اجتماع التصديق عليه في ولاية فرجينيا عام 1788. وتسائل هنري عما قد يحدث إذا كان رئيس الولايات المتحدة مجرماً واستغل سلطاته التنفيذية المطلقة كرأس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة في تحقيق طموحاته الإجرامية؟”
وأضاف الكاتب أن ما حذر منه هنري في تساؤلاته تحقق بالفعل بعد 236 سنة، إذ أصبح مجرم مُدان يقف كتفاً إلى كتف مع مرشحة الحزب الديمقراطي الجديدة كامالا هاريس.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ يتفوق الحزب الجمهوري ومرشحه الذي وصفه الكاتب بأنه “مجرم مُدان” ووصفه أيضًا بأنه “يشكل خطراً على الولايات المتحدة والعالم” – على الحزب الديمقراطي في طرحه كيفية التعامل مع أهم ثلاث قضايا تمسك بزمام انتخابات الرئاسة هذا العام؛ وهي الاقتصاد، والجريمة، والهجرة. ويشير ما سبق إلى إمكانية ان يتمتع بكل هذه الصلاحيات التنفيذية المطلقة شخص يشكل خطراً على البلاد، وفقا للكاتب.