مواجهات عنيفة بين الاحتلال والمقاومة على أطراف مخيم جنين بالضفة
الضفة الغربية / غزة / 14 أكتوبر / متابعات :
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الأحد- استعادة جثث 6 محتجزين بعد العثور عليها داخل نفق بقطاع غزة مؤكدا تحديد هوياتهم، في حين أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن حزنه على وفاة أحدهم.
من جهتها، أعلنت حركة (حماس) أن الأسرى قتلوا بالقصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري إن الجثث الست عثر عليها في نفق بمنطقة رفح جنوبي قطاع غزة التي تشن فيها قوات الاحتلال عملية برية منذ أشهر.
وأضاف هاغاري أن الأسرى قتلوا على أيدي مسلحي "حماس" وأنه يتم التحقيق في التفاصيل التي ترد.
وفي وقت سابق اليوم، كان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن العثور على جثث في قطاع غزة، من دون توضيح عدد تلك الجثث أو هوية أصحابها، ودعا الإسرائيليين إلى "الامتناع عن نشر الشائعات".
من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن من بين الجثث الست التي عثر عليها في غزة جثة الإسرائيلي الأميركي هيرش غولدبرغ بولين، معبرا عن حزنه وغضبه لوفاته.
وقال بايدن في بيان "إن القوات الإسرائيلية عثرت في نفق تحت مدينة رفح على جثث 6 رهائن كانت حماس تحتجزهم"، مضيفا "لقد تأكّدنا الآن أن أحد الرهائن كان المواطن الأميركي هيرش غولدبرغ بولين".
وتحدث بايدن عن جون ورايشل والدي الشاب اللذين قال إنهما "دافعا بلا كلل عن ابنهما وعن جميع المحتجزين في ظروف غير مقبولة". وأضاف أنه "يشاركهما حزنهما بشكل أعمق مما يمكن أن تعبّر عنه الكلمات، وأن خبر وفاة بولين يفطر قلبه"، وفق تعبيره.
ورغم أن بلاده تشارك منذ أشهر في مساع للوساطة بين حماس وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة، قال بايدن "لا يُخطئنّ أحد، قادة حماس سيدفعون ثمن هذه الجرائم. وسنواصل العمل على مدار الساعة للتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الرهائن المتبقين".
من جانبها، أكدت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي أنها وبايدن "لن يتخلّيا أبدا عن التزامهما بتحرير الأميركيين والرهائن المحتجزين في غزة"، وفق تعبيرها.
وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة (حماس)- نشرت في أبريل الماضي تسجيلا مصورا للأسير بولين هاجم فيه حكومة بنيامين نتنياهو واتهمه بالإهمال والتقاعس في العمل على الإفراج عنه وعن بقية المحتجزين.
من جهتها، حملت حركة "حماس" المسؤولية عن مقتل الأسرى للاحتلال وذلك بإصراره على مواصلة حرب الإبادة، وللإدارة الأميركية بسبب دعمها للعدوان.
وقالت حماس -في بيان- إن الأسرى قتلوا بالقصف الإسرائيلي وعلى الرئيس بايدن إن كان حريصا على حياتهم أن يوقف دعمه لإسرائيل.
وأضافت الحركة "كنا حريصين أكثر من بايدن على حياة الأسرى، لذا وافقنا على مقترحه وعلى قرار مجلس الأمن بينما رفضهما نتنياهو".
وكانت حماس قد نشرت ليل السبت رسالة عبر منصة تليغرام بعنوان "الثمن واحد"، أعادت فيها التذكير بتصريحات سابقة للناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة قال فيها إن "الثمن الذي ستأخذه المقاومة مقابل 5 أسرى هو الثمن نفسه مقابل جميع الأسرى".
وقبل العثور على الجثث الست كانت إسرائيل تقول إنه ما زال هناك 107 أسرى في غزة، بينهم عدد من القتلى.
وقالت حماس في بيانات سابقة إن عشرات الأسرى قتلوا جراء القصف الإسرائيلي في أنحاء القطاع خلال الحرب المستمرة منذ 11 شهرا.
ومع كل إعلان عن استعادة الجيش الإسرائيلي جثث أسرى من غزة، تتصاعد الاحتجاجات في إسرائيل والاتهامات الموجهة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعرقلة مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
إلى ذلك تواصلت الاشتباكات بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال شمالي الضفة الغربية ولا سيما في جنين، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليته الموسعة في المنطقة لليوم الخامس على التوالي.
ودارت مواجهات عنيفة على أطراف مخيم جنين، وفقا لما أفاد به مراسل الجزيرة، كما تصدى مقاومون لقوات من جيش الاحتلال خلال اقتحامها بلدة برقين غرب جنين، حسب وسائل إعلام محلية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات مشتركة من الجيش والشاباك (جهاز الأمن الداخلي) وحرس الحدود تواصل القتال في جنين، وإن العملية العسكرية في الضفة ستستمر.
يأتي هذا بعدما أعلن الجيش مقتل جندي وإصابة ضابط بجروح خطيرة أمس السبت وذلك إثر اشتباكات وقعت في حي الدمج بجنين.
وقالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن الجندي القتيل رقيب أول، وهو قائد الصف في الكتيبة 906.
وأظهرت مشاهد متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي عددا من الجنود وهم ينقلون عسكريا مصابا من داخل حي الدمج في جنين.
وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن الجندي قتل في اشتباك مع اثنين من أبرز مسلحي حركة حماس، وأضافت أن قوة من الجيش الإسرائيلي قتلت المسلحَين المسؤولين عن عمليات إطلاق نار وزرع عبوات ناسفة، حسب قولها.
وفي جنوب الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال مناطق عدة بمحافظة الخليل، وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بسماع دوي إطلاق نار تزامنا مع اقتحام القوات لأنحاء متفرقة من مدينة الخليل.
وكانت قوات الاحتلال قد شددت حصارها على المحافظة بعد تنفيذ فلسطينيَين عملية مزدوجة في مجمع غوش عتصيون الاستيطاني شمال الخليل فجر السبت، أدت إلى إصابة 3 إسرائيليين بينهم ضابط رفيع.
في غضون ذلك، خرجت مظاهرات ومسيرات في مناطق عدة بالضفة الغربية ليل السبت لمؤازرة المقاومة الفلسطينية ورفض هجمات الاحتلال على شمال الضفة.
ونظمت مسيرة وسط رام الله، ردد المشاركون خلالها هتافات لتأييد المقاومين والتنديد بعمليات الاحتلال الإسرائيلي.
كما خرجت مسيرات بالسيارات من قباطية وميثلون باتجاه مدينة جنين، لنصرة أهلها وكسر الحصار الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي على المدينة.
من ناحية أخرى، قالت الأنباء إن الجيش الإسرائيلي أغلق حاجز حزما شمال شرق القدس المحتلة في كلا الاتجاهين للاشتباه بوجود سيارة مفخخة.
وأوضحت بأن الجيش دفع بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة بعد إيقاف السيارة التي تحمل لوحات فلسطينية.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن إيقاف السيارة جاء بعد تلقي الجيش الإسرائيلي معلومات استخباراتية بأن السيارة مفخخة.
في سياق متصل، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصادر أمنية تحذيرها من أن نشر القوات في الضفة الغربية يأتي على حساب خطة كانت تهدف لنقل القوات إلى الشمال قرب الحدود مع لبنان.
وأضافت المصادر أن العملية العسكرية في الضفة لن تسمح بتحديث أهداف الحرب الحالية لتشمل إعادة سكان الشمال إلى بيوتهم.
كما نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن القيادة الوسطى بالجيش الإسرائيلي حذرت من أن اتساع القتال في الضفة الغربية سيضع عبئا على قوات الجيش.
وبدأ جيش الاحتلال عمليته الموسعة في الضفة الغربية فجر الأربعاء الماضي تحت غطاء كثيف من سلاح الجو، ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية الهجوم بأنه الأكبر من نوعه منذ عملية "السور الواقي" عام 2002.
وصعّد الجيش اعتداءاته بالضفة، بما فيها القدس، بالتزامن مع حربه المستمرة على غزة منذ قرابة 11 شهرا، فقتل أكثر من 670 فلسطينيا بينهم 150 طفلا، وأصاب أكثر من 5 آلاف و400، واعتقل ما يزيد على 10 آلاف.
العاملين في مجال الصحة، اليوم الأحد، بدأوا حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة.
وتهدف منظمة الصحة لمنع تفشي المرض سريع الانتشار، وهو تحدٍ هائل في القطاع المحاصر.
وطبقًا لما أوردته نيويورك تايمز، رغم أن حملة التطعيم كانت مقررة رسميًا في وقت مبكر من صباح الأحد، فإن السلطات الصحية في غزة بدأت الحملة يوم السبت في مستشفى ناصر في مدينة خان يونس الجنوبية، وفقًا لتقارير إعلامية فلسطينية.
وأظهرت مقاطع فيديو أطباء وعاملين صحيين يضغطون قطرات من لقاح شلل الأطفال في أفواه الأطفال الذين كانوا يتلقون العلاج في المستشفى.
وتطمح العائلات في قطاع غزة لإبرام هدنة إنسانية كي يتسنى لوزارة الصحة الفلسطينية إعطاء التطعيمات لأكثر من 600 ألف طفل فلسطيني للوقاية من شلل الأطفال.
وأعلنت وزارة الصحة في القطاع في مؤتمر صحفي أن الأطفال في غزة بدأوا في تلقي اللقاحات، أمس السبت، وذلك قبل يوم واحد من بدء التطعيم على نطاق واسع وهدنة مقررة وافقت عليها إسرائيل ومنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.
يُذكر أن فيروس شلل الأطفال شديد العدوى، ويمكن أن يسبب الشلل والوفاة بين غير الملقحين. وقد تم القضاء عليه إلى حد كبير في جميع أنحاء العالم من خلال عقود من الحملات الصحية العامة، ويمكن أن يزدهر في ظروف غير صحية وفي الأماكن التي لا تكون فيها معدلات التطعيم مرتفعة بما يكفي. وقد انخفضت هذه المعدلات في غزة، والتي قال مسؤولو الصحة إنها كانت حوالي 99% حتى عام 2022، بشكل كبير بين الأطفال بسبب الحرب.
وفي قطاع غزة تلقى سكان رسالة نصية من وزارة الصحة تعلن عن بدء حملة التطعيم للأطفال دون سن 10 سنوات في مختلف أنحاء القطاع اعتبارًا من الأول من سبتمبر.
وقد سارعت منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بالفعل إلى إرسال أكثر من 1.2 مليون جرعة من لقاحات شلل الأطفال الفموية إلى المنطقة، وتقولان إن هناك 400 ألف جرعة أخرى في طريقها.
وقالت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق من هذا الأسبوع إن من المتوقع أن توقف إسرائيل بعض عملياتها في غزة يوم الأحد للسماح للعاملين في مجال الصحة بإطلاق حملتهم لتطعيم نحو 650 ألف طفل فلسطيني بلقاح شلل الأطفال.
وقال مسؤولون، إن التوقف سوف يستمر لمدة 9 ساعات، وهو نتيجة ثانوية لاتفاق مع منظمة الصحة العالمية وغير مرتبط بمفاوضات وقف إطلاق النار المستمرة بين إسرائيل وحماس ووسطاء إقليميين.
وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانًا مساء السبت قال فيه إن التقارير التي تتحدث عن وقف إطلاق نار تام في غزة لإعطاء لقاحات شلل الأطفال غير صحيحة.
تأتي حملة التطعيم بعد اكتشاف إصابة في وقت مبكر من الشهر الجاري، للمرة الأولى منذ 25 عامًا، بعد أن خلص الأطباء إلى أن طفلًا يبلغ من العمر 10 أشهر أصيب بشلل جزئي بسبب سلالة متحورة من فيروس شلل الأطفال، نتيجة لعدم تطعيمه في ظل القتال الدائر في غزة.
و في اليوم الـ331 للعدوان على غزة، واصلت طائرات ومدفعية إسرائيلية قصف مناطق متفرقة من القطاع، موقعة شهداء وجرحى.
وأعلنت الدفاع المدني الفلسطيني انتشال جثمانَي شهيدين و6 إصابات من منزل عائلة بلبل الذي قصفه الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من نادي الجزيرة غربي مدينة غزة.
وأفادت الأنباء باستشهاد فلسطيني وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف مواطنين في محيط محطة مشتهى بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.
كما استشهاد فلسطيني في قصف مدفعي إسرائيلي شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وقالت الأنباء إن مدفعية الاحتلال قصفت شارع صلاح الدين مقابل مدخل الزوايدة.
كما قصفت المدفعية الإسرائيلية مناطق في خانيونس ورفح دون وقوع إصابات.
وانتشلت طواقم الدفاع المدني بالتعاون مع الخدمات الطبية جثمانَي شهيدين من منزل لعائلة حنظل في منطقة التوبة بمخيم جباليا شمالي غزة.
وأمس، قالت وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة خلال الـ48 ساعة الماضية، وصل منها للمستشفيات 89 شهيداً و205 مصابين.
وأضافت الوزارة أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأعلنت الوزارة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 40,691 شهيداً و94,060 مصاباً منذ السابع من أكتوبر الماضي.