ظواهر عديدة اضحت مقلقة للغاية منها انتشار الكلاب الضالة واتساعها إلى الشوارع الرئيسية المقاربة لفرزات سيارات الأجرة وأسواق بيع الأسماك واللحوم، وكذا محاذاتها للمباني المدرسية.. بعض هذه الكلاب بدأت تنحو سلوكاً عدوانياً اكتسبته كما يقال من سلوكيات بعض الشباب الصغار والذين كما يقال أيضاً دائماً ما يلجؤون إلى قذف هذه الكلاب بالحجارة دفاعاً وقائياً من عدوانيتها حتى لا تقترب منهم ويتضررون من نهشها وبالعادة المتكررة اضحى الشباب أول ما يشاهدون كلباً يقذفونه بالحجارة والكلاب كل ما شاهدت بني آدم يسير في الشارع سرعان ما تسارع بالنباح والعدو نحو الضحية وكل بحكم غريزة الحذر والدفاع عن الذات.
هذه الكلاب تكثر في الأحياء الشعبية البعيدة وبالتالي يكثر ضررها ولعل نباحها وعوائها وعدائيتها خاصة وانها لا تلقى ما يسد رمقها باعتبار هذه الأحياء الشعبية هي الأكثر فقراً وعوزاً.
الجهات المعنية واضعة الحبل على الغارب ولا من شاف ولا من درى لذا اضع الأمر على عاتق الضمائر الحية وهم كُثر وأقول لهم (تصوروا فلذات الأكباد الذاهبون إلى مدارسهم صباحاً ترى كم هي المواجع المرعبة التي يتجرعونها يا هؤلاء).
ولعل الأمر لا ينحصر عل قطيع الكلاب الضالة، بل الحمير ونهيقها أخذ له متسعاً مرعباً هو الآخر في قاموس حياتنا فلا غرو ان تشنف مسامعك نهيق الحمير ليل نهار وتتمرغ قدميك بضفعاتها، وبالذات أرجل وأجساد فلذات أكبادنا الذين يحلو لهم اللعب واللهو بالشوارع هذا ان نجونا من رفسات الحمير.
الكل يشاهد هكذا مشاهد مرعبة يومياً نهاراً وليلاً والكل لا يبالي وكأن الأمر لا يعنينا شيئاً يستحق حسمه بفعل فيروس اللامبالاة المستوطن عقولنا.. ولم يبقِ لنا سوى مناشدة ما تبقى من اصحاب الضمائر الحية الكُثر في مجتمعنا الجنوبي المدني بعد ما بلغ اليأس يفعل فعله في وجداناتنا وفقدنا جميعاً أمل اصلاح الإعوجاجات بهيبة النظام والقانون والتوعية الحضارية.. فالأمر أي أمر الاصلاحات قد تجاوز مقدرات ذوي الشأن الوظيفي الرسمي ولم يعد من أمل لنا سوى الوثبة الجمعية المدنية وبالتي هي أحسن.
والله من وراء القصد