ماذا حل بأمتنا العربية امة الإسلام الدين الذي أنزله الله عز وجل ليكون رحمة وخيراً على عباده أجمعين انه ثورة لتصحيح واقع البشرية سماته العدل والمساواة والحرية قيم تهدف لتحويل المجتمعات البشرية إلى مجتمعات إنسانية تتعايش معا وفق هذه القيم النبيلة الرسول { صلى الله عليه وسلم } كان قدوتنا وصلح المدينة كان درس هاما في التعايش بين الأمم بكل أطيافهم العقائدية والفكرية أين نحن من هذه الأعمال التي تركناها وركزنا اهتماماتنا بقشور العبادات التي فيها تكمن خلافاتنا واجتهدنا فيها كثيرا فان أخطأ المجتهد كسب اجر ين أصاب كسب أجران فكثرت أخطاؤنا تحت هذا المبرر وضاق مفهومنا للأحداث والنصوص مما جعلنا نخترق أهم مبادئ الإسلام الحنيف نقتل ونتحايل ونبث الفتن والشائعات والأكاذيب والمغالطات ثم نتعبد وندعو الله بالغفران فيغفر لنا انه غفور رحيم.. هكذا يفهم البعض الإسلام ممن اجتهدوا كثيرا واخطؤوا فأنتجوا لنا مفاهيم دمرت القيم والمبادئ الإنسانية وأرست ثقافة العنف والترويع والتخويف وكراهية الآخر المختلف عنا، لا يوجد في قاموسنا للمفاهيم مبدأ التعايش بل الموت للمتباين عنا وانه عدوا الله ونحن حماة الإسلام والشريعة هذه الثقافة السائدة اليوم التي تمارس في صراعاتنا في عمران والجوف واغتيالات كوادر الوطن وحماته في بقاع الأرض السعيدة التي جعلوها تعيسة حيث اوجدوا في كل زاوية من زويا الوطن أما تدمع مقلتاها حسرة وألماً على ولدها وامرأة ثكلى حزينة وأيتاماً فقدوا أباهم والحضن الدافئ الذي يرعاهم وبالتأكيد ان كل القتلى هم مسلمون بأيد أسلامية وبتحريض وتوجيه دعاة إسلاميين لم يقتل صهيوني ولا نصراني بحجة الإساءة للإسلام أو محاربة المسلمين فان قتل احدهم بالصدفة لأنه كان موجودا ليخدم المسلمين وينقذ حياتهم ويقدم خبراته لإصلاح أمورهم وتحسين معيشتهم .
ما يدور اليوم في بلدي اليمن في شمال الشمال لا يخدم الإسلام ولا المسلمين ولا الوطن ولا المواطنين أنما يخدم أعداء الإنسانية وتديره اذرع الشر التي تبث سموم الفرقة والتناحر ليبقى الوطن عليلاً ومتخلفاً ومنهاراً هم ذات الأذرع التي جثمت على صدورنا نصف قرن وعبثت بحياتنا ونهبت ثرواتنا وانتهكت كرامتنا باسم المقدس والوطنية الزائفة كلا له مذهبه وله فتاوى يصدرها مشايخ الجهل والتخلف والتعصب دعاة القتل والرعب والتخويف التي تبرأ منها الإسلام منذ بزوغه على البشرية ليؤكد على الحب والتسامح والمحبة والإخاء وحرمة قتل النفس الإنسانية بدون حق .
وفي رمضان شهر البركة و الرحمة والحب والتسامح وتعزيز التراحُم بين المسلمين هذا الشهر الذي يحمل معه الخيرات والنفحات الربانية.. وهذه النفحات المباركة لابد أن يستغلها المسلم ولا يفرط في لحظة منها.. ولن يحدث ذلك إلا بأن يزكي الإنسان نفسه ويطهر قلبه من أمراضها حتى يدخل هذا الشهر طاهر النفس نقياً من نجس الصراعات والتآمر على بعض من خبائث السياسة وقذارة البحث عن السلطة والجاه لكن قلوبهم عمرانة بالحقد والكراهية والخبث للوطن ومواطنيه يتقاتلون فيه وتسفك دماء الأبرياء وتنتهك كرامة الإنسان وهم صيام فكيف يتوضأ الفرد منهم من دماء أخوانه المسلمين التي تلطخت بها يدياه ليصلي ويقابل روبه وهو قاتل مجرم متآمر على الوطن .
ما أحوجنا في هذا الوطن اليوم لتطهير النفوس التي تعفنت بفعل صراعاتهم ونواياهم الخبيثة والثقافة التي أرسوها في عقول الشباب والمتعصبين للمذهب والطائفة وهي قذارتهم التي روائحها فاحت في كل أرجاء اليمن الواسع للأسف التعصب عنوان بارز في حياتنا والتآمر سلوك يمارس في علاقتنا ببعض تغلبت المصالح الخاصة وأنانية الذات على المصالح العامة.. فلا نفقد الأمل وهو المتاح أمام الجميع والفرصة مواتية في شهر رمضان نتقرب فيه جميعا وبالذات القوى السياسية والنخب المتصارعة ومن يساندهم لتراجع وتحاسب نفسها وتعدل من سلوكها وتتقي الله بهذا الوطن ومن عليه من البشر الذين كرمهم الله بحريتهم ولهم طموحات وأمال وأحلام يرغبون ان يعيشوها واقعاً إلى متى تبقى أحلامهم وردية وتصورونها بإعمالكم أوهاما صعبة المنال لإعاقة الانطلاق إلى رحابة المستقبل المنشود هل ممكن أن يتوصل الجميع في أواخر هذا الشهر الكريم إلى قناعة مفادها أن الوطن مقدس والمساس بأمنه وسيادته واستقراره جريمة عظمى و الوطن الحضن الدافئ للجميع دون استثناء ولا يحق لأحد أن يلغي الأخر ويستثنيه ويحرمه من ممارسة حقه في العيش بكرامة وعزة وشرف لنتعايش على أسس اتفقنا عليها في حوارنا وهي مخرجات الحوار التي تهدف هذه القوى في حروبها لإعاقة تنفيذها للواقع المعاش كما قال الزعيم الحر نيلسون مانديلا .. العقل الصالح والقلب الصالح توليفة هائلة دائماً , وكذلك التسامح الحق لا يستلزم نسيان الماضي بالكامل ، لكنه يحتاج لأن يعيش بطريقة تحترم وتحسن حرية الآخرين , واستطاع بهذه الأفكار أن يغير حياة مجتمعه ويحررهم من أحقاد الماضي وصراعاته المدمرة , متى نفهم ونعي تجارب الأمم لنصل لقناعات تتولد لدى الأفراد والجماعات بعد تجارب مريرة ومعاناة ومآس وآلام هي الدافع .
إن الصراع لا ينتج إلا صراعا أكثر حدة والعنف لا ينتج إلا عنفاً مضاداً أكثر قسوة ومحصلته هي الخراب والدمار لكل ما هو جميل بما فيها الروح والمشاعر الإنسانية وان الجروح لا تندمل سوى بظروف صحية وطاهرة.
الإسلام بريء من ثقافة العنف
أخبار متعلقة