لا يمكن لأي كان أن يبرر سعي البعض إلى استخدام أسلوب العنف والقوة، ورفع السلاح في وجه النظام وأجهزته الدفاعية والأمنية؛ كوسيلة لإحقاق حق، أو إزهاق باطل ؛ فكيف إذا كان هذا الطرف قد أزمع في الأصل العمل الدائب على إسقاط وثيقة الوفاق الوطني؛ المتمثلة بمخرجات الحوار؛ التي وقَّع عليها مع الجميع، برعاية ومباركة المجتمع الدولي، وأكد ذلك ـ أي هذا الطرف ـ بامتناعه عن تسليم أسلحته التي اغتصبها، أو سرقها، أو اختلسها بطرقه السوداء القذرة من خزنات الدولة خلال السنوات، والظروف القاسية التي مرت بها البلاد، بل واستخدم ـ هذا الطرف ـ كل وسائله الأخطبوطية لإضعاف هيبة الدولة، والانتقاص من سيادتها، وبما يمكنه من الانطلاق صوب تنفيذ مشاريعه الظلامية، المتخلفة؛ التي ما عادت بخافية على أحد يقرأ التاريخ ، ويتابع ما يجري في الواقع، وهي المشاريع الهادفة إلى الانقضاض على النظام الجمهوري، وأهداف الثورة اليمنية الخالدة، والعودة إلى براثن الطاغوت، وعصور العبودية، والقهر، والانحطاط .
ويمكن فهم هذا الطرف على نحو أكثر عمقاً من خلال مقارنته مع تنظيم القاعدة الإرهابي .. إنهم يتفقون، بل يتطابقون في الأسلوب ( العنف ) ويتخذون من العنف ـ حسب خبراء ـ وسيلة للتجدد .. إنهم يعشقون البارود، ويطربون لتطاير الرؤوس، ويرقصون للخراب، ودوي الانفجارات، ويتوقون لروائح الأشلاء، والدماء المسفوكة .. إنهم الخطر الأكبر، ليس على مشروع الدولة اليمنية الحديثة فحسب؛ بل على أمن واستقرار وسلامة دول المنطقة برمتها .
وإذا كانوا يختلفون عن القاعدة في المناهج؛ فإنهم يتفقون في النتائج، والمحصلات إلى درجة تجعلنا نقف حائرين أمام تلك القوى التي ما زالت تناصرهم، بل وربما وقفت بكل معاني العمى في صفهم؛ وكأنها لا تعرف أصلهم الفكري، وأيديولوجيتهم المعدلة ( الأكثر ظلامية من سلفها ) واستراتيجيتهم المتمثلة بالقضاء على النظام الجمهوري؛ وهي الاستراتيجية التي لا رجوع لهم عنها ( عقيدةً ) إلا أن يكون هذا الرجوع كفراً مخلداً في النار ـ حسب معتقدهم .
وإذا كان أولئك المشوهون قد حاولوا مع حلفائهم ( القاعدة، والحراك المسلح)الظهور في صورة الفعل المؤثر مؤخراً ( على حساب هيبة الدولة وسيادتها على أراضيها) فإن رد القوات المسلحة والأمن قد كان حاسماً ومشرفاً، وفي كل المعارك الخاسرة التي افتعلها أعداء الوطن والشعب؛ قدم أبطالُنا في القوات المسلحة والأمن، واللجان الشعبية صوراً مشرقة لفدائية الإنسان اليمني، المؤمن بقضيته العادلة، سواء أكان في شبوة، أو أبين، أو حضرموت، أو عمران، أو البيضاء، أو مأرب .
لقد خرج أولئك المشوهون من تلك المعارك يجرون ذيول الهزيمة، وآثام من غرروا بهم من أبناء الشعب؛ الذين يطلقون عليهم كنية ( أبو ألف ريال ) من باب الانتقاص لآدميتهم وكرامتهم .. لكن الأمر لم ينتهِ عند هذا، ويكفي أن العالم كله الآن قد أصبح باتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط به المبعوث الدولي السيد جمال بن عمر شاهداً على أفعالهم الجنائية التي لا تسقط بالتقادم، والمعمدة بالوثائق الدامغة، والبراهين الثابتة .
لقد حلمت الدولة ، وتحلمت على هؤلاء بما فيه الكفاية ويزيد، وحذر فخامة الرئيس الخارجين على النظام والقانون في يوم من الأيام ، وقال لهم عندما أمعنوا في غيهم : احذروا غضب الحليم، فلم يكن منهم إلا المزيد من التخريب، وعدم الاكتراث، وقتل رجال القوات المسلحة والأمن والمواطنين، وبث الرعب، وهاهي الرسالة تصلهم الآن ـ في موجزها ـ واضحة وجلية من الدولة ومن المجتمع الدولي : سلموا السلاح للدولة (لا لغيرها ) صاحبة الحق في امتلاكه .. إن كان لكم حق فطالبوا به ( مثل كل الأحزاب) دون حاجة، أو ميل للعنف ..الجمهورية .. الوحدة .. الديمقراطية .. ثوابت لا تقبل الانتقاص .. أنتم تحت المجهر وقرارات مجلس الأمن واضحة في حق المعطلين والمعيقين .. لا طريق لليمنيين سوى تنفيذ مخرجات الحوار ..
ترى؛ هل يدرك أعداء الثورة والجمهورية فحوى هذه الرسائل ؟! ستكشف الأفعال غداً تلاعب الأقوال، ولن يحيق المكر السيئ إلا بأهله ... خذوها .. وعضوا عليها بالنواجذ .
احذروا غضب الحليم
أخبار متعلقة