لقد بلغ السيل الزبا، وفاض الكيل على الكيال .. القاعدة هنا .. القاعدة هناك .. أعوان القاعدة أغراهم حِلْمُ القيادة السياسية والحكومة بزعامة الأخ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية .. حلفاء القاعدة كشروا الأنياب للنهش في جسد الوطن، وفي لحوم أبناء الوطن دون رحمة، ولا حرمة .. كل من ناحيته، وكل حسب تخصصه، وفهمه، وتوجهه، وهدفه، ولا خلاف؛ ما دام هناك هدف واحد للجميع، ولا يخرج عن ذبح الوطن والمواطن من الوريد إلى الوريد، والإجهاز على مكتسبات الثورة، وأهداف التغيير .
وهاهم يعملون باسم القبائل في مأرب وحضرموت، بدعوى المطالب المشروعة، التي صارت اليوم حقاً يراد به باطل؛ وكأن هذه الحقوق لم تكن موجودة منذ عقود؛ إلا في هذه الظروف العصيبة، وأسفروا عن وجوههم القبيحة في شبوة بكل وضوح، ومجدداً في أبين بمسمى القاعدة، وباسم الحراك المسلح في لحج والضالع وحضرموت، وبمسميات مختلفة، ومتخلفة في محافظات شمال الشمال التي بعثرت فيها مقابر الماضي العفنة لتسفر عن : محنطات دفنتها ثورة سبتمبر .. أفكار ما عاد يقبلها منطق .. رؤى لا يرضاها عقل، ولا فطرة سليمة، وهاهم ( يخربشون ) من جهة أخرى باسم القاعدة مجدداً ـ هنا ـ في عدن كما حصل يوم السبت المنصرم .. يحاولون فرض خياراتهم المأفونة على أرض لا تعرف سوى الحب والسلام، ويحاولون تشويه سمعة ناسها الذين أدمنوا فعل الخيرات، وغراس الورود الحمراء، والإحسان إلى القاصي والداني، وبمن فيهم المسيئون إليها .
إنهم يرفعون السلاح بكل ما أوتوا من شراسة، ووحشية .. يفجرون بواريد حقدهم في وجه الدولة وجيشها وأمنها .. يشعلون الأرض ناراً .. يبثون الرعب، والدمار، والخراب، ويسفكون الدماء المسلمة بحقد أسود، ويحتفلون بالرقص على أشلاء المؤمنين الأبرياء .. إنهم يعتقدون أن الوقت قد حان للانقضاض الشامل على الكيان المتخلق في رحم الثورة المتجددة، متحركين في مسارات العنف على كل صعيد؛ في انتظار قمع إرادة الشعب، وصوته الذي قال : نعم لـ(عبد ربه منصور هادي ) رئيساً انتقالياً للوطن، وحتى إتمام مهام المرحلة، وإكمال التسليم الديمقراطي السلمي للسلطة بعد، إقامة مداميك الدولة الاتحادية الديمقراطية الجديدة، وإنجاز الاستفتاء على الدستور، وأول انتخابات حرة في ظل الدولة الوليدة، وبحسب مقتضيات مخرجات الحوار الوطني الشامل .
وهاهم ـ من جهة أخرى ـ يحشدون معهم كل قوى الفساد للعمل معهم في صناعة الأزمات الخانقة لحياة الناس في الوقود، والكهرباء، والخانقة للدولة والمجتمع في الاقتصاد .. هاهم يدفعون خنازيرهم القذرة لضرب أنابيب النفط، ومنشآت الكهرباء، ونهب رواتب العاملين، وكل تحت مسماه، لدفع الناس للثورة على ثورتهم وأهدافهم، وبث النيران الحاقدة؛ وحتى يقنعوا الناس بأنه لا حل سوى بالخضوع والاستسلام للطاغوت، وإن كان الثمن هو ذبح حريتهم، وكرامتهم، وطموحاتهم، وآمالهم، بالغد المشرق، وبوطن حر .. ديمقراطي .. مزدهر، وإن كان الثمن كذلك أن يركع الشعب مجدداً للأوثان من دون رب الأرض والسماء !!
نحن لا نتجنى على أحد، وإذا كان ثمة من يفترض ذلك، فإننا نعتقد أن من حق كل الشعب اليمني أن يسأله : ما معنى أن تحصل له هذه الغيرة على حقوق مناطقهم في وقت يتطلب الوطن فيه أن يقف معه كل أبنائه لمواجهة عدوانية القاعدة، ولإنجاز مهام المرحلة؛ ليبدأ الجميع معا مرحلة حقيقية من البناء، وكل في إقليمه .. في دولة يصنعها الجميع الآن عبر الدستور، ومخرجات الحوار ؟ لماذا الآن التخريب ؟ ولماذا العمل الهمجي لهدم الدولة الوليدة ؟ وبصراحة : لماذا التحالف غير الشريف ( على الأقل ) مع القاعدة ؟
وإذا كان لا تحالف ؛ فماذا يعنيه هذا في هذه المرحلة من بناء الدولة، وفي هذا التوقيت من هجمة القاعدة ؟ ألا يستحق الوطن أن يراعى ؟ ثم أين كنتم خلال أكثر من 30 عاماً ؟ من منعكم من النضال من أجل حقوقكم ؟ أين كانت العقول والعزائم ؟ هل الآن هو الوقت المناسب لتحقيق ما ترونه حقا لكم ؟! ألا يستحق شعب اليمن كله منكم حتى بعض المراعاة في هذه الظروف الخانقة؟ لماذا أيها الأشاوس لا تتذكرون قبل التحالف مع القاعدة لهدم كل المعبد على رؤوس من فيه لنيل ما ترونه حقاً باعتبار ثروات مناطقكم .. لماذا لم تفكروا بجدية بأن الوطن بصدد الدخول في مرحلة جديدة ستعطى دون شك لكل ذي حق حقه ؟ وقبل ذلك لماذا لم تضعوا في الحسبان أننا نحيا في بلد ما زالت أرضه كلها بكراً، وأن غداً سيكشف ثروات هناك، وثروات هنالك، وثروات في الشرق، وأخرى في الغرب، وأن الذي يرزق هنا سيرزق هناك، وأن ملكه لا ينفد ، وأن نعمه لا تحصى ؟
ثم لماذا تضيق الصدور ببعضنا البعض؛ فنترك للجهلة أن يسودوا وجه الحياة الجميل ؟ لماذا ننقاد لدعوة كل ناعق ؟ لماذا لا نقول للقاعدة، ولا قاعدة من تراب اليمن، لماذا لا نقول لصانعها الحاقد : لا، ولجزاريها من الحاقدين : مليون لا ؟ هل يعقل ما تفعلونه أيها الأشاوس ؟!
الشيء المهم هنا ـ وهو ما لا يريد أن يفهمه هذا الحلف القذر ـ أنهم إنما يخمشون في جبل شامخ، وأن اليمن الاتحادي الديمقراطي هو خيار كل الشرفاء في هذا البلد، وأن هذا دون غيره هو أيضاً خيار كل المجتمع الدولي، لسبب واحد وبسيط، وهو أنه ـ أي هذا الخيار ـ صمام أمان مصالحه في بلد يشرف على أهم ممر مائي للتجارة العالمية، وهو ـ بالتحديد ـ ما لا يسمح باللعب بالنار مع القاعدة او أيٍ من حلفائها من القوى المهترئة، والهزيلة هنا وهناك، ، أو تلك الأخرى المشبوهة، وهي الممولة للكل، والتي تريد إكمال سيطرة قبضتها السوداء على دول المنطقة الغافلة عنها ويا للأسف !! لتحقيق هدفها في استعادة السيادة المفقودة منذ هزيمة رستم ويزدجرد، وسقوط امبراطوريتهم المعروفة .
لذلك نقول للجميع : ارجعوا إلى عقولكم !! إن مستقبلكم، ومستقبل أبنائكم مع اليمن، لا مع القاعدة والدمار !! وأن الخراب ليس بعده سوى الخراب، وأن العنف لن ينتج سوى العنف، فاختاروا لأنفسكم، قبل أن يختار الشعب لكم، أما الحجارة فمن الأرض، وما الدم عندها فمن رؤوسكم إن شاء الله، وعليكم تحديداً ستدور الدوائر .
.. وعلى البغاة ستدور الدوائر
أخبار متعلقة