بعض السياسيين يريدون أن تجري الأمور كما قال صاحب المثل : لا أحد أحسن من أحد ، بمعنى إذا كنت أنت رئيساً ؛ فأنا أيضاً رئيس ، ولا بأس بعد ذلك أن يكون عندنا بعد قائمة الرؤساء المعروفة ، وفي التفاصيل : رئيس للكيزان ، ورئيس للكتالي ، ورئيس للأكواب ، ورئيس للحمامات ، وهلم جراً ، وإلى آخر القائمة من أمثال هؤلاء ، بشرط أن تتساوى الحقوق، والصلاحيات ، وأهمها الصرف من المال العام ؛ ورشوة الأتباع ، والأنصار ، وصرف رواتب العاملين في خدمة البيوت، والمزارعين، والعاملين في شركاتهم ، ومؤسساتهم التجارية .
والبعض الآخر يريد أن تجري كما قال صاحب المثل الآخر: إذا ضرب ابني ابنك ؛ فهم أطفال ، وبعد قليل سيلعبون معاً ، أما إذا ابنك ضرب ابني ؛ فالعصا الحكم بيننا .
صدقوني إن الآدمي ( أقصد الخالي من الأهواء ) لَيحزن ، وهو يرى الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية يعمل دائباً ، وبكل ما أوتي من قدرة ؛ لمداواة الجراح ، وإعادة الأمن والطمأنينة الشاملة إلى الروح ، والعقل ، والمعيشة .. لمداواة الاقتصاد ، لإنعاش عجلة التنمية ، لتكريس واقع ، ومكتسبات الحوار الوطني الشامل ، لإخراج البلد من دائرة العنف ، وإقناع الكل بأفضلية العمل السياسي ، الديمقراطي، السلمي ، والتخلي عن السلاح المنهوب ، وإعادته إلى الدولة، تنفيذاً لمخرجات الحوار الذي أسهم فيه الجميع ، والذي استمر أكثر من تسعة أشهر من عمر البلد ، ثم بعد ذلك يجد هنا من من يريد أن يجعل من جماعته ، أو حزبه ، أو قبيلته نداً للدولة ، ويجد هناك من يرفع السلاح ويقاتل السلطات مع سبق الإصرار ، والترصد ، والقصد ، ويجد غيرهم يتخصصون في ضرب أنابيب النفط والغاز ، وآخرين في ضرب منشآت الكهرباء، فضلاً عمن يتقصدون ، ويتربصون بجنود وضباط الجيش ، والأمن ، وغيرهم ممن يخطفون ، ويقتلون الأجانب، والسياح .
فبالله عليكم ؛ كيف يمكن لمليون آدمي ، أو حتى مليونين ، لا لرئيس الجمهورية ـ كشخص ، وإدارة مغشوشة الولاء ، مابين مخلص ، وهدام ـ أن يقف ، ويوقف كل هذا الجنون ، المتقاطع ، المتخم بالبارود ، والأسلحة ؛ حتى الثقيلة ، والدبابات ، الممونة جميعاً بالعتاد ، وقطع الغيار من خزنات الجيش والأمن ؟
والأفظع أن يكون البائعون من الجيش والأمن ، والضحايا ، والقتلى ، والمعاقون ، والمشوَهون أيضاً من الجيش والأمن ، فأين العقل أيها اليمنيون ؟ وهل بقي عقل أصلاً في كل ما يجري ، هل يعقل أن ترمي بنا الأهواء ، والأطماع ، ومكائد البعض ممن يدينون بالولاء التام للبعض من الدول الأجنبية التي لا تريد لليمن خيراً ولانصراً .. أن يرموا بنا في دروب المهالك ، وهياج الدمار ، من أجل نصرة مذهب ، أو عميل سياسي ، أو طامع قروي أرعن ، أو لإغناء أيٍّ من تجار السلاح ؛ الذين ينفخون عبر قنواتهم ، وصحفهم ، ومواقعهم الألكترونية في الرؤوس المجنونة ، المدمنة على روائح البارود والدماء ؛ من أجل أن يرقصوا هم ـ في الأخير ـ على الجثث والأشلاء ، وعلى حطام، وخرائب المدن والقرى .
هذه معضلة عظمى ، وما لم نفهم ما ينبغي الآن ، وما يجب ؛ فصدقوني أن فؤوسا ؛ لا فأساً واحدة ستقع على رؤوس اليمنيين جميعاً ، من الشرق إلى الغرب ، ومن الجنوب إلى الشمال ، ولا استثناء .
لذلك نقول بصدق ، وثقة ، ناصحين للكل : إن سبل الحل تضيق يوماً عن يوم ؛ بسبب سلبية الكثيرين ، وعدم شعورهم بالمسؤولية تجاه مستقبل وطنهم ، وبالتالي أولادهم ، فاليد الواحدة لا تصفق ، ومكسر واحد غلب ألف ( مدَّار ) لماذا لا تكون هناك صحوة وطنية ؟ لماذا لا يبادر الناس للوقوف صفاً واحداً في جبهة وطنية عريضة لحماية بلدهم ، وكل في مدينته ، وقريته ، وموقع عمله ؟ لماذا لا يفكر أهل القدرة في الوسائل ، والتنظيم ، والتنسيق ، والتمويل ، على الأقل كما يفكر أعداء الثورة ، والجمهورية ، واليمن الاتحادي الجديد في الوصول إلى أعلى النتائج لمؤامراتهم على الثورة ، لماذا لا يفكر أنصار الوطن والثورة ، وتحت قيادة الأخ الرئيس ؛ بالوسائل الممكنة لصد هذا المد الشوفيني ، الرجعي ، السلالي ، القروي، المتحالف، والمتآمر على أحلام كل اليمنيين ؟ لماذا.... ؟
وأسأل ثانية : حتى متى سنظل نتفرج على أعداء الوطن، والثورة وهم يشهرون السلاح على جماجمنا في الجنوب ، والشمال ؟ وأخيراً ، وليس بأخير ؛ هل تذكرون سقوط بيزنطة.. ؟؟! الذي لا يعرف يسأل ، فعلاج العي السؤال ، والذي لا يتعلم من تجارب الناس ، والتاريخ ؛ يقضي حياته مجرباً فاشلاً.
اللهم إني بلغت ، اللهم فاشهد !!
لكي لا يبقى الرئيس هادي وحيداً
أخبار متعلقة