مؤلم جدا ان تستمع لخبر أو تشاهد مناظر القتل والتفجير هنا وهناك .. مسلسل دموي عبثي ينغص حياتنا ويسممها ليعيق مسار البناء و ضرب المشروع الوطني أي اغتيال الأمل والطموح في الوسط الاجتماعي للمستقبل المنشود .
يزرع الخوف والقلق والتشاؤم ويقتل الأمل و وتضعف المعنويات بالعمليات التي تطال رجال الأمن والسياسيين ذوي العقول النظيفة والمعتدلة الوطنية رسالة واضحة يوجهها الإرهابيون لن نجعلكم تبنون وطناً ولا دولة سنقتل كل بذرة خير فيكم ونواة بناء نراها سنفجر ونخطف ونضرب ونهاجم ونحاصر ونشتت جهودكم ونخلق لكم معانات وألماً وإخفاقات ويأساً سنجعل حياتكم جحيماً هل عرفتموهم وعرفتم حال لسانهم من حين لأخر يبدي قلقه مما نحن سائرون إليه إنهم أعداء الحياة والدولة المدنية دولة الحق والنظام والقانون .
محاربة الإرهاب تتم أولا بتجفيف منابعه ومنابع الإرهاب في بلدنا ثقافة تأصلت على مر سنوات ولازالت بؤر تغذي المجتمع بهذه الثقافة وهي معروفة لدى الكل ويشار لها بالبنان من مساجد ومعاهد تدعى علمية وهي تغذي التعصب الأعمى بل بعضهم يدرب الشباب على القتال هذه البؤر تشكل خطراً بالتحريض ضد الأخر والتجنيد ضد الفكر الآخر وإرساء ثقافة الاستسلام بتحريم حرية الفكر وتقيد العقل باستخدام ما هو مقدس في المقابل تنعدم ثقافة التنوير ومحاربة التعصب وتوسيع مساحة الحرية الفكرية وتطوير أدواتها من مسارح ودور سينما ومنتديات ونواد ثقافية وفنية كذلك بإرساء ثقافة وطنية و خلق الوعي الذاتي، وغرس مفاهيم الثقافة الذاتية في نفوس أبنائنا، عن طريق التربية الأسرية ونظم التعليم والإعلام، هما الكفيلان بتحقيق مفهوم التحصين من الداخل أي محاربة ثقافة العداء للوطن والأمن والإعلام المعادي او المسمم للوعي الوطني وذلك بتشريع قوانين تعزز الروح الوطنية والحد من استخدام الوسائل الإعلامية كجسر للتخريب الأخلاقي وإيذاء الناس والتعدي على خصوصياتهم وكراماتهم وقتل وطنيتهم وتحريضهم ضد قيادتهم السياسية وضد مؤسسات الدولة ومنها الأمنية والعسكرية و بناء دولتهم وفرض رقابة سلطة الدولة على ثقافة تربية الأبناء في المسجد والمدرسة والمعهد وتجريم الفتوى التحريضية للقتل والتكفير بكل وسائلها .
وتجريدها من أدواتها وهي المتفجرات والأسلحة لا ننكر ان هناك عدداً من النقاط العسكرية على الطرقات ومداخل المدن للتفتيش لكن وسائلها غير مجدية وبحكم عاداتنا وتقاليدنا فان العائلات لا تفتش واصبح ذلك احدى الثغرات التي يستخدمها المهربون والإرهابيون وللعلم ان العالم تطور ولم يعد يستخدم الوسائل التقليدية التي نستخدمها لقد تطورت الوسائل والأدوات هناك روبرت أو أجهزة حديثة تكشف المتفجرات والأسلحة عن بعد بمجرد مرور السيارة من أمامه يعطي إشارة بوجود المتفجرات كما أن هناك كاميرات متحركة في الشوارع وأمام المواقع المهمة لماذا لا تستخدم أجهزة الأمن والضبط هذه الوسائل الحديثة ونحن بلد شريك في محاربة الإرهاب ما المانع من استخدامها لنحد من تهريب الأسلحة والمتفجرات إلى داخل البلد والمدن التي أقلقت حياة السكان الآمنين وشرط آخر لتجريد الإرهاب من أدوات القتل هو انتزاع السلاح من المليشيات المسلحة للجماعات التي أصبحت تهدد الأمن والسلام الاجتماعي وفرض سلطة الدولة ومنع ومحاصرة المتاجرة بالأسلحة وتامين المنافذ لمنع التهريب بكل أنواعه .
والشرط الأهم هو إرساء العدل واستقلالية القضاء وتقديم المجرمين الحقيقيين للعدالة لتأخذ مجراها للأسف ما نلاحظه من الاستخدام السيئ للجرائم كجريمة النهدين وجمعة الكرامة والسبعين وغيرها من الجرائم للضغط السياسي أساء كثيرا للقضاء ويفترض أن تأخذ هذه الجرائم اهتماماً حقيقياً وإقامة محاكمات علنية لفضح القوى التي تتستر خلفها وتستخدمها للضغط ولتعرف الجماهير من هي الأيادي الحقيقية المدبرة لكل الجرائم التي تمت في فترة الزخم الثوري وجرح وقتل الثوار .. محاكمات عادلة .
والحقيقة ان المعتقلين هم ضحايا وكبش فداء يقدمون لتمييع القضايا بينما المجرمون الحقيقيون طلقاء يسرحون ويمرحون ويعبثون بهذا الوطن الغالي الجماهير تريد الحقائق والقضاء اليمني والسلطات الأمنية للأسف عاجزة عن ذلك فلا مجال غير المحاكم الدولية حتى يستقيم عود الثورة ويشتد صلابة .
لم نصح بعد من هول صدمة جريمة العرضي لنواجه صدمة عنيفة في جريمة السجن المركزي وكل هذه الضربات لها تأثيرها العميق في نفوس ومشاعر المواطن الشغوف للاستقرار والأمن والأمان ونوجه نفس الاسئلة ألا توجد كاميرات تصوير وأجهزة حساسة على بعد من سور السجن للكشف المبكر للهجوم ؟ والمرعب هو هروب 29 إرهابيا من كبار المخططين والمدبرين للعمليات فرصة متاحة لتنفيذ المزيد من الضربات الموجعة الله يستر على هذا البلد .
أما أن نتهاون فان الإرهابيين يستغلون كل ثغرة ضعف لينفذوا منها لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية كما أن الإرهاب بيئته الحاضنة هي الفوضى والصراعات والمناوشات وإذا جنبنا الوطن من خلق مثل هذه البيئة قضينا على حاضنة الإرهاب بخلق بيئة كلها حب وسلام ووفاق وتوافق بيئة صالحة للبناء والتعمير لا للهدم والتكسير بيئة غنية بالوطنية والصالح العام ومحاربة للمناطقية والعرقية والمذهبية نسير معا لتنفيذ مخرجات الحوار المتوافق عليها بهذا نكون قد أخرسنا السن الفتن وأعداء التغيير والبناء لنمضي معا نحو مستقبل منشود وفقكم الله لما فيه خير الامة والوطن .
محاربة الإرهاب ...سلوكا وثقافة
أخبار متعلقة