التسول ليس بالظاهرة الجديدة بعد أن تحول إلى مهنة «للكثيرين» من الكسالى الذين استحبوا العيش على ما يجود به الآخرون عليهم من عرقهم حتى وأن اذلوا أنفسهم مقابل مبلغ بسيط لا يستحق أن يذل المرء نفسه لأجله ولطالما كنا ننزعج من أولئك المتسولين الذين يطوقون العيادات الطبية أو أولئك الذين يقفون على بوابات الأسواق التجارية متحينين الفرصة للانقضاض على المتسوقين وأقول انقضاضاً لأننا بالفعل لا نجد سوى هذا الوصف لهم عندما نجد بعضهم يسعى إلى جذبك من جهة ونجد آخر يجذبك بدوره من الناحية الثانية.
إلا أن أكثر ما يثير الدهشة هو السؤال الذي انتشر مؤخراً والمتمثل بوقوف المتسولين عند مطبات الطرق سواء كانوا بالغين أو أطفالاً قصراً وعلى الرغم من أن السيارات تبطئ من سيرها عند المطبات إلا أن وقوف المتسولين عليها ليس الأمر المفرح على الإطلاق بل قد يدفع الواحد منا للتساؤل ألم يفكر هؤلاء ولو للحظة واحدة بحياتهم في الوقوف في تلك الأماكن؟ ألا يساورهم القلق من التعرض لأي حادث ؟! أتراها شجاعة مفرطة من قبلهم في الإقدام على تلك الخطوة أم تراه استهتاراً بالحياة من قبلهم !! حقيقة لا أعرف بماذا أجيب ؟! ولست أملك الشجاعة لأقف مثلهم على تلك المطبات وأطرح عليهم أسئلتي تلك علني اسمع منهم إجابة شافية على الدوافع التي حدت بهم لابتكار هذه الطريقة من التوسل.
إلا أن أكثر ما يدهشني حقاً هو أن كان أولئك (المتسولين) يجدون في أنفسهم القوة للوقوف بالساعات تحت الشمس للتسول من السيارات فهذا يعني أنهم يمتلكون الصحة والقدرة للعمل فلماذا لا يزاولون أي عمل حتى وإن كان بسيطاً؟ أم أصبح لديهم مهنة ثابتة تسمى التسول تؤمن لهم دخلاً ثابتاً يغنيهم عن القيام بأي عمل آخر؟.
حتى لا يساء فهم ما أعنيه فهناك أشخاص يقفون عند المطبات ويقدمون على بيع بعض الأشياء للسيارات وعلى الرغم من عدم اقتناعي بالوقوف في تلك الأماكن إلا أنني أجد نفسي مرغمة على احترامهم لأنهم يبذلون عملاً ولا يمدون أيديهم لسؤال الناس.
أخيراً وليس آخراً نأمل أن تقوم الجهات المعنية سواء بالمحافظة أو غيرها بإيجاد حلول جذرية لمثل تلك الظاهرة فلا أظن أن أحداً من المسؤولين لم يلحظ أولئك التسولين عندما يبطئ بسيارته عند المطبات إلا إذا..؟!
متسولو المطبات
أخبار متعلقة