اتفق زوجان في الصباح التالي لعرسهما أن لا يفتحا الباب لأي زائر كان ، وبالفعل جاء أهل الزوج يطرقون الباب ونظر كل من الزوجين لبعضهما نظرة تصميم لتنفيذ الاتفاق ولم يفتحا الباب .
لم يمض إلا قليل حتى جاء أهل الزوجة يطرقون الباب فنظر الزوج إلى زوجته، فإذا بها تذرف الدموع وتقول والله لا يهون علي وقوف أبوي أمام الباب ولا أفتح لهما ، سكت الزوج وأسرها في نفسه وفتحت لأبويها الباب.
مضت السنون وقد رزقوا بأربعة أولاد وكانت خامستهم طفلة فرح بها الأب فرحاً شديداً وذبح الذبائح فسأله الناس متعجبين فرحه الذي غلب فرحته بأولاده الذكور.
فأجاب ببساطة : هذه التي ستفتح لي الباب!
عزيزي القارئ.. هذه المقدمة قرأتها في صفحة ( استراحة) في هذه الصحيفة الحرة .. صحيفة الرأي والرأي الآخر.. الصادرة في 9 / 1 / 2014م .. ولا أخفي عليك أن الدمع قد فاض من عيني على الفور بمجرد أن انتهيت من قراءة السطر الأخير من هذه المقدمة!
هكذا وبعد أن سكنت مشاعري قليلاً تذكرت عبارات تقول ( كم هي رائعة المرأة .. في طفولتها تفتح لأبيها باباً في الجنة .. وفي شبابها تكمل دين زوجها .. وفي أمومتها تكون الجنة تحت قدميها)!
قلت في نفسي .. وكم هو رائع أيضاً هذا الأب. الذي فهم وأدرك ووثق بأن ابنته ستفتح له باب رحمة الله .. فراح يغمرها بحبه وفرحته بها .. وكم سنكون نحن هنا في عدن وفي كل مكان رائعين أيضا لو أدركنا حقيقة ( الأرحام) حيث سيسألنا الله عنهن في الآخرة .. فسارعنا إلى رعايتهن وحمايتهن والوقوف إلى جانبهن من أجل حفظ كرامتهن والحصول على كل حقوقهن الإنسانية .. وأعلنا حبنا على بعضنا البعض .. وأعلنا حراكنا الجديد .. الذي سنبني به منظمات مجتمعنا المدني الجديد في كل شارع وحي .. منظمات تدخل البيوت .. تقدم الغذاء والكساء .. الصحة والدواء.. التربية والتعليم ومحو الأمية.. منظمات مجتمع مدني عصرية بإدارة علمية حديثة.. منظمات ذات أثر وفاعلية.. تشارك فيها كل فئات المجتمع .. نساء ورجال.. أطباء ومعلمون .. تجار وعاملون.
وبلاش سياسة .. نصف قرن عشناه في صخب وضوضاء وخداع وتضليل السياسة.. وصلنا بعده إلى ما نحن فيه من ضياع وتخبط وانعدام رؤية .. ملعون أبوها سياسة عندما تكون بلا مبدأ وبلا أخلاق .. نحن اليوم بحاجة إلى فكر جديد ..فكر يرتبط بالعمل الصالح .. فكر يفتح لنا الباب .. باب الجنة .. جنة عدن .. جنة الحب والرحمة .. و .. وبلاش سياسة !
E-mail: [email protected]
بـــلاش سـيـاســة
أخبار متعلقة