إن الحرب الدائرة اليوم في محافظة صعدة ليست حرباً مذهبية ولا طائفية بل هي حرب قائمة على تناقضات وخلافات سياسية وقبلية وفيها تصفيات لحسابات وثأرات قديمة أعد لها وحشد اصحاب المصالح الخاصة من المتنفذين القبليين والعسكريين وفتاوى تيار الإسلام السياسي التكفيرية وهي حرب ممنهجة خبيثة نفذت وفقاً لاجندات خارجية صهيوأمريكية اخوانية باعتبار ان ما تشهده بلادنا من تغيير وبناء للدولة المدنية الحديثة يشكل خطراً على مصالحهم ويتعارض مع وجودهم وديمومة بقائهم، ولهذا افتعلوها واشعلوها حرباً ظالمة في هذه المرحلة الحساسة والحاسمة بدافع عرقلة وتعطيل مسيرة نجاح مؤتمر الحوار الوطني والتوجهات الساعية نحو بناء اليمن الجديد والحكم الرشيد وتطبيق مبدأ سيادة النظام والقانون الذي يحقق الحرية والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية.
لهذا تنتصب امامنا الكثير من المسؤوليات والواجبات الوطنية للحفاظ على ما تحقق من نجاحات ومنجزات وذلك بتشكيل ملحمة وطنية شعبية واسعة تتصدى لكل المغامرات والشطحات السياسية والاجندات الصهيو أمريكية الاخوانية واسقاطها في مهدها انتصاراً لحق وآمال الشعب في الحرية والعدالة المنشودة.
لقد عرفت محافظة صعدة بل اليمن قاطبة التعايش السلمي والعيش المشترك بين عناصر التكوينات الاجتماعية من شوافع وزيدية وأهل سنة وشيعة منذ زمن بعيد، حيث ان الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها ومن الواجب تذكر قول الله تعالى (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول).
ان القيم والتعاليم الاسلامية تجعلنا نسمو فوق الصغائر ولا نلقي بانفسنا إلى التهلكة بالانجرار وراء دعوات الفتن والتحريض والاقتتال من اجل مصالح ومنافع خاصة ذاتية انانية ضيقة ولا نتبع اهواء واغواءات الشيطان التي تأتينا اليوم من جماعة الاخوان الارهابيين المسلحين الذين يعيثون في الأرض فساداً من اجل بسط نفوذهم والسيطرة على السلطة.
ان الحرب والقتل والدمار فيما بين الاخوة المؤمنين المسلمين هي رجس من عمل الشيطان يذهب ضحيتها ابناؤنا واخوتنا وأهلنا ونحن جميعاً شركاء في الدين والوطن الذي يتسع للجميع واعداؤنا فرحون يسرحون ويمرحون فيما بيننا ونحن نقتل بعضنا بعضاً والطابور الخامس من وسطنا يذكي الحرب ويشعل النار هنا وهناك بقوة السلاح والمال والدعم الخارجي الذي يريد ان ينفذ اجنداته على أرض الايمان والحكمة اليمانية بسفك الدماء اليمنية على الارض اليمنية، وهنا اتوقف قليلاً لأقول ان العودة للحق أفضل من التمادي في الباطل وكفى ذلاً وهواناً وقد حان الأوان للعودة إلى جادة الصواب ووحدة الصفوف والأمة وترك خلافاتنا جانباً واخذ الحيطة والحذر من اجل مواجهة اعدائنا أعداء الأمة المتربصين بنا الذين يثيرون الفتن والصراعات والحروب لاضعاف الأمة وتشظيها.
وما نراه من اجندات تعتمل بالفوضى الخلاقة فيما تسمى بدول الربيع الأمريكي من أجل تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد خير دليل على ما يحاك ويدبر من مخطط صهيوأمريكي اخواني ارهابي مسلح يحرق ويدمر ويقتل الحجر والشجر والبشر من الخليج إلى المحيط.
ان اغتيال الدكتور عبدالكريم جدبان عمل ارهابي جبان ومدان وهو اغتيال للوطن والشهيد جدبان أحد القامات الوطنية كان يعبر عن صوت الحق وحاملاً لهموم ومشاكل الوطن والمواطن في مختلف المحافل والمناسبات وتحت قبة البرلمان وفي قاعات مؤتمر الحوار الوطني الشامل حيث كان رافضاً ومقاوماً لكل صنوف العنف والارهاب والظلم والاستبداد ومختلف اشكال الاضطهاد والفساد المستشري في مفاصل سلطات الدولة.
والدكتور جدبان مثل الشمس الساطعة باشعاعاتها المضيئة مع بزوغ فجر كل يوم جديد وقد اخطأ الارهابيون حين اعتقدوا بان عملهم الاجرامي الارهابي الجبان سيحجب اشراقات الشمس الجميلة واشعاعات الأمل المضيئة التي كان للدكتور الشهيد عبدالكريم جدبان اسهام فاعل في اطلالتها.
وفي الأخير نقول: تغمد الله تعالى الشهيد جدبان بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته والهم اهله وذويه الصبر والسلوان.
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
اغتيال الدكتور جدبان عمل إرهابي جبان
أخبار متعلقة