ثورة سبتمبر وأكتوبر الأولى ضد الإمامة والتخلف والثانية ضد مستعمر أجنبي متحضر كلتاهما ثورة قامت بقوة وكفاح ونضال وتضحيات استمرت طويلا ذهب خلالها شهداء كثيرون كانت كل أمانيهم الإنقاذ والتغيير فتمت الأولى ولحقتها الثانية وتم بعون الله خروج الإمامة والمستعمر، وجاء التغيير مع بشر في غاية الاختلاف والتشرذم وتمت محاولة عودة الإمام من خلال حصار صنعاء ولم تفلح وتمت صراعات الإخوة الأعداء لتثبيت الحكم كل على هواه فدخلت الصراعات وأزهقت الأرواح، كل ذلك ومازالت الثورة كبيرة بحجم الوطن طاهرة نظيفة عفيفة، الأمل فيها كبير انها شامخة تريد الاعتذار من جميع الذين أوصلتهم إلى مناصب الحكم وتسألهم هل تعرفون حجمي وقوتي والشعب هكذا يعاني ما يعاني، لا أحد ينكر أن كثيراً من الانجازات تحققت هنا وهناك ولكنها إنجازات بنيت على شفا جرف هار. انجازات نشهدها ونشهد بها لكنها تتألم ممن ينخرون بها ويؤذونها كلما تزيد أفقروها. ثورة لن تنسى ولن تمحى حتى يرث الله الأرض ومن عليها لكنها حزينة بائسة لما حل بها من تشويه جعلها هرمة وهي في عز قوتها. ذهب الإمام وذهب الاستعمار وانفتح الوطن لكل أبنائه لكنه انفتاح يشعرون أنه ضيق، لماذا؟ لوجود الفساد الكبير الذي يهين الثوار والثورات ولا يحقق لهم أمانيهم.
الثورة اسم قوي أحدث أشياء قوية وعمل الأشياء القوية، المطلوب إرسال رجال ذو خبرة واسعة إلى أي دولة غربية ليدرسوا فيها سياسات بناء الدولة وكيف يكون لها هيبتها. أما حال مثل هذا الذي نعيشه ونحتفل به بهذا الحجم الناقص لمبادئ ثورة أكتوبر وسبتمبر فهو احتفال ناقص نقصا شديدا وكبيراً. يجب أن يكون الحجم الكبير هو العنوان الكبير وتصحيح مسار الثورة والعودة لقراءة ما كان بداخل أفكار كل المناضلين الذين ناضلوا من أجل سبتمبر وأكتوبر وما كانوا يتمنونه لأجل هذا الوطن الكبير في كل أنحائه، لابد من تقدير الحجم الناقص وإكماله سريعا والقضاء على أسباب ضعف مبادئ الثورة ومن المعتدي عليها، لأن المتهمين كثيرون يعرفون لبس كل الأثواب بكل الألوان لا يعرفون معنى الدولة ولا يعرفون معنى النضال ولا يعرفون التضحيات يعرفون كيف يخلسون ويظلمون ويعبثون ويفسدون لا هم لهم إلاَّ أنفسهم.
انني من خلال هذه المقالة وهذه الاحتفالات بأعياد الثورة سبتمبر وأكتوبر أناشد القادة والمسؤولين أن يتقوا الله في هذا الشعب المسالم الطيب من خلال الحرص على مصالحه والارتقاء به وبحياته ومعيشته وإنعاش اقتصاده بوقف الفساد وأكل المال العام وتقوية الموارد والمؤسسات الحكومية، فالثوار آباء وأنتم أبناء والشعب هو الأحفاد، عوداً سريعاً بازدهار الوطن وصيانة ثورة سبتمبر وأكتوبر، الأمل في الله كبير ومن ثم بكل الشرفاء والمناضلين والمخلصين.
ثورة بحجم الوطن
أخبار متعلقة